
ديفيد الأول ملك إسكتلندا

وُلِد عام 1082 – تُوفي في 24 مايو 1153، كارلايل، كمبرلاند.
كان واحدًا من الملوك الإسكتلنديين الأكثر نفوذًا. حكم من 1124.
قبول النفوذ النورماني
قبِل في إسكتلندا الأرستقراطية الإنجليزية-الفرنسية-النورمانية، والتي لعبت دورًا هامًا في التاريخ اللاحق للمملكة. كما قام بإعادة تنظيم المسيحية الإسكتلندية لتتوافق مع الممارسات القارية الأوروبية والإنجليزية، وأوجد العديد من المجتمعات الدينية، في الغالب رهبان سيسترسينيون وشرائع أوغسطينيون.
أصوله ونشأته
كان أصغر الأبناء الستة للملك الإسكتلندي مالكوم الثالث كانمور والملكة مارغريت (التي أصبحت لاحقًا القديسة مارغريت). قضى كثيرًا من حياته الأولى في بلاط خاله هنري الأول ملك إنجلترا.
من خلال زواج ديفيد في 1113 من ابنة واليثوف، إيرل نورثمبريا، حصل على إيرلدوم الإنجليزية هانتينغدون، ونال العديد من الأراضي في هذه المنطقة وفي نورثمبريا. بمساعدة الأنجلونورمان، ضمن ديفيد من شقيقه ألكسندر الأول، ملك الإسكتلنديين من 1107، حق حكم كمبريا، ستراثكلايد، وجزء من لوثيان.
اعتلاء العرش
في أبريل 1124، عند وفاة ألكسندر، أصبح ديفيد ملك الإسكتلنديين.
الصراعات مع إنجلترا
أقر ديفيد ابنة عمّه، ماتيلدا (توفيت عام 1167)، كوريثة لهنري الأول ملك إنجلترا. ومنذ 1136 حارب ضد الملك ستيفن، الذي تُوِّج خليفة هنري في ديسمبر 1135، على أمل الاستحواذ على نورثمبريا لنفسه.
أبرم ديفيد اتفاق سلام قصير مع ستيفن في 1136، نتج عنه حصوله على كمبرلاند، ونقل هانتينغدون لابنه إيرل هنري. لكن ديفيد استمر في تغيير موقفه.
بينما قاتل لمصلحة ماتيلدا مرة أخرى، هُزم في معركة الـ"ستاندرد" بالقرب من نورثاليرتون، يوركشاير، 22 أغسطس 1138.
ثم أبرم اتفاق سلام آخر مع ستيفن في 1139، مُنحت بموجبه نورثمبريا كإقطاعية إنجليزية لإيرل هنري. في 1141 عاد ديفيد إلى الحرب نيابة عن ماتيلدا. وفي 1149 منح ابنها غير الشرعي هنري بلانتاجنت (الذي أصبح لاحقًا هنري الثاني ملك إنجلترا) ديفيدَ اعترافًا بحقوقه في نورثمبريا.
الإدارة والإنجازات الداخلية
أقام ديفيد إدارة مركزية بدائية أصدرت العملات الملكية الإسكتلندية، وبنى أو أعاد بناء القلاع التي نشأت حولها البلدات الإسكتلندية: إدنبره، سترلينغ، بيريك، روكسبورغ، وربما بيرث.
كان حاكمًا على كمبريا وضَمّ الأنجلونورمان إلى خدمته، وخلال ملكيته استقر كثيرون آخرون في إسكتلندا، وأنشأوا عائلات مهمة من خلال الزواج مع الأرستقراطية الإسكتلندية العريقة.
الأسر النورمانية في إسكتلندا
من بين الأسماء الشهيرة: بروس، ستيوارت، كومين، أوليفانت. هؤلاء حملوا أسماء جاءت من شمال فرنسا إلى إنجلترا خلال الغزو النورماندي عام 1066، ثم إلى إسكتلندا في عهد ديفيد الأول.
لهؤلاء والمهاجرين المتحدثين بالفرنسية الآخرين، منح ديفيد أراضٍ مقابل خدمات عسكرية محدودة أو مساهمات مالية، كما كان معمولًا به في إنجلترا منذ الغزو النورماندي.

صورة منمنمة لديفيد الأول ومالكوم الرابع "العذراء"
تمثل هذه المنمنمة الملك ديفيد الأول ملك إسكتلندا (حكم 1124–1153) إلى اليسار، وحفيده وخليفته الملك مالكوم الرابع الملقب بـ"العذراء" (حكم 1153–1165) إلى اليمين. ويُلاحظ أن كليهما يرتدي التاج ويحمل السيف رمزًا للسلطة الملكية، في حين يظهر بينهما رسم زخرفي على شكل حرف كبير ملوَّن.
السياق التاريخي
هذه الصورة مأخوذة من الحرف الأول لميثاق أصدره الملك مالكوم الرابع إلى دير كيلسو (Kelso Abbey) عام 1159. كان هذا الدير من أهم المؤسسات الدينية التي أسسها جده ديفيد الأول، ويُعد من المراكز الكبرى للنفوذ الكنسي والسياسي في جنوب إسكتلندا.
الدلالة السياسية والدينية
إبراز الاستمرارية: وضع ديفيد الأول ومالكوم الرابع معًا في الصورة يُجسِّد فكرة الشرعية والاستمرارية بين الجد والحفيد.
البعد الديني: كون الصورة مرفقة بميثاق موجه إلى دير كيلسو يعكس الدور المحوري للكنيسة في تثبيت شرعية الملوك الإسكتلنديين في القرن الثاني عشر.
اللقب "العذراء": لقب مالكوم الرابع بـ"العذراء" (The Maiden) لأنه لم يتزوج قط، وهو ما جعل صورته في المصادر المعاصرة مرتبطة بالنقاء والزهد، رغم حداثة سنه وضعف صحته.
القيمة الفنية
تنتمي هذه المنمنمة إلى تقاليد الفن الرهباني في إسكتلندا خلال القرن الثاني عشر، حيث كان تزيين المخطوطات والمواثيق بحروف أولية كبيرة (Illuminated initials) أسلوبًا شائعًا يدمج بين الزخرفة والفكرة الرمزية.
بهذا، تُعتبر هذه الصورة وثيقة بصرية مهمة لا لفهم تاريخ حكم ديفيد الأول ومالكوم الرابع فحسب، بل أيضًا لإدراك العلاقة الوثيقة بين المَلَكية الإسكتلندية والكنيسة في العصور الوسطى.