حصالة عمر وتعلم الادخار

حصالة عمر وتعلم الادخار

0 reviews

 : حصالة عمر

في حيّ صغير مليء بالأشجار والمنازل المتقاربة، كان يعيش طفل يُدعى "عمر"، عمره تسع سنوات ويحب لعب كرة القدم والرسم. لكنه كان كلما حصل على نقود، أنفقها في يوم واحد على الحلوى والألعاب الصغيرة، ثم يندم في اليوم التالي لأنه لا يملك ما يشتري به شيئًا نافعًا.

ذات يوم، دخل عمر إلى محل القرطاسية، فرأى أمامه حقيبة مدرسية جميلة، لونها أزرق داكن وفيها رسم لصاروخ فضائي، تمامًا كما كان يحلم!

سأل البائع:

“بكم هذه الحقيبة؟”

أجابه البائع بلطف: “بمئة جنيه يا بطل.”

أخرج عمر من جيبه كل ما يملك، فلم يجد سوى خمسة عشر جنيهًا. شعر بالحزن وقال لنفسه:

“ليتني لم أضيع كل نقودي على أشياء لا أحتاجها...”

عندما عاد عمر إلى المنزل، وجد جدته تجلس في الحديقة تقرأ كتابًا. جلس بجوارها وقال بحزن:

“تمنيت لو كانت عندي مئة جنيه لأشتري تلك الحقيبة، لكنني صرفت كل نقودي.”

ضحكت الجدة وربتت على كتفه قائلة:

“يا عمر، هل تعرف السر الذي يجعل النقود تكبر؟”

نظر إليها بدهشة وقال: “النقود لا تكبر يا جدتي!”

قالت الجدة بحكمة:

“بل تكبر عندما تضعها في مكان آمن وتضيف إليها القليل كل فترة. تعالَ، سأريك شيئًا.”

أدخلته إلى غرفتها وأخرجت من الخزانة **حصالة خشبية قديمة**، وقالت:

“هذه حصّالتي منذ أن كنت في مثل عمرك. كنت أضع فيها جزءًا من مصروفي كل أسبوع. وبهذه الطريقة اشتريت أول كتاب رسم، ثم أول جهاز راديو لي.”

فتح عمر عينيه بدهشة وقال:

“هل يمكنني أن أبدأ مثلك؟”

ناولته الجدة حصالة جديدة وقالت:

“هذه لك. وسأعطيك خمس جنيهات إضافية إذا وضعت جزءًا من مصروفك فيها كل أسبوع.”

فرح عمر كثيرًا، ومنذ ذلك اليوم بدأ يضع في حصالته جزءًا من مصروفه. وبدلاً من شراء الحلوى كل يوم، كان يشتري واحدة فقط في الأسبوع ويوفر الباقي.

وبمرور الوقت، بدأ يرى النقود تتجمع وتكبر. وبعد شهرين، فتح الحصالة مع جدته، وعدّ النقود فوجد فيها **105 جنيهات**!

قفز من الفرح وقال:

“الآن أستطيع شراء الحقيبة!”

أخذ عمر النقود وذهب مع جدته إلى المحل واشترى الحقيبة التي أحبها. وعندما عاد إلى البيت، قال بفخر:

“تعلمت اليوم أن الادخار يجعل الأحلام ممكنة!”

ضحكت الجدة وقالت:

“وأنت الآن مستعد لحلمك القادم.“

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles