
الحب كما رواه العشاق
الحب كما رواه العشاق
1. بداية الحكاية
كل شيء يبدأ بنظرة، نظرة لا تشبه غيرها، تُحدث في القلب رجفة، وفي الروح ارتباكًا جميلاً.
هناك لحظة، لا تُشبه غيرها من اللحظات، يلتقي فيها العاشقان للمرة الأولى، وكأن الزمن كله توقّف ليمنحهما تلك الثواني التي تصنع القدر.
فيها يشعر القلب أنه نبض لأول مرة، وتشعر الروح أن بها جناحين، وكأنها وجدت أخيرًا من تحب أن تطير معه، لا بعيدًا، بل في عمق الحياة نفسها.
2. تفاصيل صغيرة... ومعاني كبيرة
الحب الحقيقي لا يُعلن عن نفسه بضجيج، بل يظهر في الهمسات، في التفاصيل التي لا يلاحظها أحد سواهما.
كوب من القهوة يُقدَّم في صمت، رسالة قصيرة في منتصف يومٍ مُتعب، أو يد تُمسك بأخرى في لحظة قلق.
الحب في جوهره هو الأمان، هو أن تشعر أنك في وطن، ولو كنت في وسط زحام العالم.
كل لحظة بينهم، مهما بدت بسيطة، تحمل خلفها آلاف المعاني، لأن القلب حين يُحب يرى في الأشياء الصغيرة أعمق جمال.
3. زمن العشق
حين يطرق الحب أبواب القلوب، يتغيّر الوقت…
تصبح الدقيقة معهم دهراً من الفرح، والساعة بدونهم صحراء من الانتظار.
الليل يطول حين يكون فيه شوق، ويقصر حين يكون فيه لقاء.
العشاق يعرفون هذا الزمن الذي لا يقاس بالساعات، بل تقيسه دقات القلب، ورسائل منتصف الليل، ونظرات الصباح الباكر.
هو زمن خاص، لا يشبه زمن الآخرين، لأن العاشق يعيش بعينين مفتوحتين، لكن قلبه هو من يرى.
4. الحب حين يؤلم
ليس كل حبٍ قصة وردية تنتهي عند حدود السعادة…
بعض القصص تنكسر رغم جمالها، وتفترق رغم صدقها، لأن الحياة أحيانًا لا تكون عادلة مع من أحبوا كثيرًا.
لكن حتى الألم في الحب ناعم، نبيل، يحمل في داخله دروسًا لا تُنسى.
القلوب التي عرفت الحب، حتى لو تألمت، لا تعود كما كانت، بل تصبح أكثر رقة، أكثر إنسانية، أكثر فهمًا لمعنى أن تُحب وتُترك، أو أن تُحب دون أن تُنسى.
5. بقايا الحكاية
حين ترحل الأيام، وتبقى الذكريات، يعود الحب على هيئة أغنية كنا نسمعها معًا، أو مكان مشينا فيه ذات مساء.
الصور القديمة لا تموت، فقط تختبئ في الذاكرة، وتعود فجأة لتوقظ القلب وتجعله يبتسم، أو يبكي، أو كليهما معًا.
وإن كانت الحكاية قد انتهت، فإن أثرها لا يزول…
فبعض القصص لا تُكتب للنهاية، بل تُكتب لتُخلّد فينا شيئًا من الضوء
6. خلاصة العشاق
لكل عاشق طريقته في الحكي، بعضهم يضحك وهو يروي كيف أحب، وبعضهم يصمت ويكتفي بنظرة بعيدة.
لكن كلهم يشتركون في يقين واحد:
أن الحب الحقيقي لا يُنسى، لأنه كان صادقًا، ولأنه غيّرهم، وجعلهم يعرفون من هم، وما الذي يجعلهم أحياء بحق.
فالحب، كما رواه العشاق، لم يكن لحظة عابرة... بل حياة كاملة سكنت لحظة واحدة.
7.اقتباسات عن الحب
السكوت دائما أبلغ.. يحوي بداخله ما تعجز عنه الكلمات.. وبقائي ساكنا اقاوم لمس يديها دخل بجدارة في حيز المعجزات..
وبينما يختبئ الجميع من المطر الشديد، ظل هناك مجنونان فاتحان ذراعيهما وينظران للأعلى ويضحكان.
هذا هو الحب .. أن تؤمني باللا معقول .. أن تتخيلي أن هذا الكـــــون صنع من أجلك انتِ وحبيبك فقط..
اصدق حب؛ عندما تحب إنسانا ولا تعرف لماذا أحببته.
الحياة بدون حب مثل شجرة بلا أزهار أو فاكهة.
وتظل، سرا بين الورق وقلبي.. يقرءونك سطرا وانت بداخلي رواية..
الحب كالدنيا كما وصفها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إذا أقبلت على الإنسان كسته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
ليس الحب فكرة، إنه عاطفة تسخن وتبرد وتأتي وتذهب، عاطفة تتجسد في شكل وقوام، وله خمس حواس وأكثر، يطلع علينا أحيانا في شكل ملاك ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض.
ويجتاحنا أحيانا في شكل ثور يطرحنا أرضا وينصرف.
ويهب أحيانا أخرى في شكل عاصفة نتعرف إليها من آثارها المدمرة.
وينزل علينا أحيانا في شكل ندى ليلي حين تحلب يد سحرية غيمة شاردة، للحب تاريخ أنتهاء كما للعمر وكما للمعلبات والأدوية.
لكني أفضل سقوط الحب بسكتة قلبية في أوج الشبق والشغف كما يسقط حصان من جبل إلى هاوية.
أنت لا تملك قلبك إن أحب ابناً أكثر من ابن آخر، أو أحب أخاً أكثر من أخ آخر.. كل ما نملكه هو ألا نظهر ذلك.. أن نعدل فقط في إظهار هذا الحب والتعبير عنه..
وإذا ذكرنا اقتباسات عن الحب أطل علينا بحضوره البهي وكلماته العذبة وألقى تعاويذه السحرية بكلماته الفريدة، الشاعر نزار قباني الذي تغنى بكتاباته العديد من رواد الغناء في الشرق الأوسط أشهرهم عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وكاظم الساهر وغيرهم من الفنانين المصريين والعرب.
بدأ نزار قباني في اكتشاف ميوله الفنية في عمر الزهور من حياته، في سن الثانية عشر أحب تجربة الرسم وتطور بها لكن في السابعة عشر تعرف على الموسيقى وأحب العزف، حتى أتجه بكل جوارحه إلى الشعر واصبحت هي الموهبة الفائزة التي أكملت معه وأكمل معها حياته وبدأ سويا في حفر اسم نزار قباني بالتاريخ.
أول قصص رومانسية في قصائده كتبها عام ١٩٣٩، في سن السادسة عشر بعنوان قالت السمراء، واليك بعض اقتباسات عن الحب لنزار قباني.
وسوف أحبك حين تجف مياه البحر وتحترق الغابات
ما فائدة ان تحبني كثيرًا ولا تفهمني، تفتقدني ولا تبحث عني، أن أكون ضمن اشيائك ولا أكون أهمها!
لا تعشقنى بعينيك، ربما تجد أجمل مني.. أعشقني بقلبك فالقلوب لا تتشابه أبدًا
أخاف أن أحبك جدا فافقدك ثم اتالم، واخاف أيضا ان لا احبك فتضيع فرصة الحب فأندم.. أخبرني كيف أحبك بلا ألم وكيف لا أحبك بلا ندم..؟!
أحبك في اليوم ثلاثين عاما
وأشعر أني أسابق عمري
وأشعر أن الزمان قليل عليك
وان الدقائق تجري
واني وراء الدقائق اجري
وأشعر أني أوسوس شيئا
وأزرع في رحم الأرض شيئا
وأشعر حين أحبكي أن أغير عصري
يا سيدتي:
كم أتمنى لو أحببتك في عصر التنوير..
وفي عصر التصوير..
وفي عصر الرواد
كم أتمنى لو قابلتك يوماً
في فلورنسا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفة
أو في حلبٍ.
أو في بيتٍ من حارات الشام…
يا سيدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتار
حيث الحب بلا أسوار
والكلمات بلا أسوار
والأحلام بلا أسوار..
وعدتُكِ أن لا أعودَ
وعُدْتْ
وأن لا أموتَ اشتياقاً
ومُتّْ
وعدتُ مراراً
وقررتُ أن أستقيلَ مراراً
ولا أتذكَّرُ أني اسْتَقَلتْ.
زيديني عشقا زيديني
يا أحلى نوبات جنوني
يا سفر الخنجر في أنسجتي
يا غلغلة السكين
زيديني غرقا يا سيدتي
إن البحر يناديني
زيديني موتا
عل الموت، إذا يقتلني، يحييني
جسمك خارطتي ما عادت
خارطة العالم تعنيني
أنا أقدم عاصمة للحب
وجرحي نقش فرعوني
وجعي يمتد كبقعة زيت
من بيروت إلى الصين
وجعي قافلة أرسلها
خلفاء الشام إلى الصين
في القرن السابع للميلاد
وضاعت في فم تنين
وما اجمل الحب