
فتح القسطنطينيه وعبقرية محمد الفاتح
السلام عليكم وورحمة االله وبركاته
هذه قصه ممن االقصص االمشوقه تجعلك فخورا بأنك مسلم:
---
قصة فتح القسطنطينية وعبقرية محمد الفاتح
لطالما كانت القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، حلماً لكل قائد مسلم، إذ بشّر النبي محمد ﷺ بفتحها قائلاً:
“لتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش.”
وعلى مدار قرون، حاول العديد من القادة تحقيق هذا النصر الموعود، لكن دون جدوى… حتى جاء السلطان العثماني الشاب محمد الفاتح.
في عام 1453، وكان عمره لا يتجاوز 21 عامًا، قرر محمد الثاني – الذي سيُعرف لاحقًا بمحمد الفاتح – أن يحقق هذا الحلم الإسلامي. كان يدرك صعوبة الأمر؛ فالقسطنطينية مدينة منيعة، محصنة بأسوار ثلاثية، تحيط بها المياه من ثلاث جهات، وبها سلسلة ضخمة تعيق دخول السفن إلى الخليج الذهبي، وهو الميناء الطبيعي للمدينة.
لكنه لم يكن شابًا عاديًا، بل تربى منذ صغره على حب العلم، وتعلّم العربية، الفارسية، اليونانية، واللاتينية، وقرأ في كتب الفلك، الحرب، والهندسة، واستفاد من خبرات المعماريين والمهندسين في عصره.
جمع محمد الفاتح جيشًا قوامه أكثر من 250 ألف جندي، وجهّز أسطولًا بحريًا ضخمًا. لكن أهم ما فعله هو أمره ببناء مدفع عملاق، صممه المهندس المجري أوربان، قادر على إطلاق قذائف ضخمة تهدم الأسوار. كان صوته يهزّ الأرض، لكنه لم يكن دقيقًا أو سريع الإطلاق، مما جعل الفتح لا يعتمد عليه وحده.
واجه محمد الفاتح عقبة حقيقية: السلسلة الضخمة التي وضعتها بيزنطة على مدخل الخليج الذهبي، ومنعت أسطول المسلمين من الدخول ومهاجمة المدينة من الجهة الضعيفة. بدا الأمر مستحيلاً… لكن هنا تجلّى ذكاء الفاتح.
خطرت له فكرة عبقرية: نقل السفن على اليابسة!
نعم، أمر جنوده بفرش ألواح خشبية مدهونة بالزيت والشحم بين البحر والخليج، ثم سحبوا 70 سفينة عثمانية خلال ليلة واحدة فوق التلال والغابات المحيطة، حتى أوصلوها إلى الخليج خلف أسوار المدينة مباشرة!
في الصباح، استيقظ أهل القسطنطينية على مشهد لم يتخيلوه قط: أسطول عثماني كامل داخل الخليج الذهبي، خلف السلسلة التي كانوا يظنون أنها تحصين أبدي!
توالت الضربات من جميع الجهات، بحرًا وبرًا، ومع اشتداد الحصار، بدأت المدينة تنهار. وبعد 53 يومًا من القتال العنيف، وفي يوم 29 مايو 1453، استطاع الجيش العثماني اقتحام الأسوار، وسقطت القسطنطينية.
دخلها محمد الفاتح على جواده، وركب إلى كنيسة آيا صوفيا، التي كانت رمزًا للمسيحية البيزنطية، فأمر بتحويلها إلى مسجد، مع الحفاظ على معالمها، وأصدر فرمانًا يمنع الجنود من التعرض للسكان، ومنح الأمان لمن بقي.
وبهذا، لم يكن محمد الفاتح مجرد فاتح لمدينة عظيمة، بل بطلًا عالميًا دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وحقق نبوءة النبي ﷺ.
غيّر سقوط القسطنطينية وجه العالم، فقد شكّل نهاية العصور الوسطى وبداية عصر النهضة في أوروبا، وبدأت إسطنبول - كما سُميت لاحقًا - عهدًا جديدًا من الازدهار.
لقد أثبت محمد الفاتح أن العلم، الذكاء، والتخطيط لا تقل أهمية عن الشجاعة والقوة، وأن من يصنع التاريخ هم أولئك الذين يؤمنون بأحلامهم ويسعون لتحقيقها مهما بدت مستحيلة.
---
اذا قرأت االقصه لللنهايه ففتابعني
وجزاكم االله خير ا