الجيش المفقود( جيش قمبيز الضائع )
اصدقائي المتابعين اليوم سنذهب الى غيائم الصحراء ونعود في الزمن الى قرون مضت لنصل الى عصور ما قبل الميلاد .
في مقالتنا هذه ستتعرفون الى احدى اغرب حالات الاختفاء التي بقيت لغزا دون حل الى يومنا هذا .
اختفاء لم يصيب شخص او مجموعه او حتى حضارة بل الذى اختفى هو جيش بكامل عديده وعتاده .
فما القصه . وما علاقة الفراعنه او بمعنى اصح لعنة الفراعنه بالموضوع .لنغوص فى التاريخ ولنبحث .
جيش الملك قمبيز الثاني المفقود .
قمبيز الثاني هو ملك وابن احد اعظم الملوك الذين كتب عنهم التاريخ .
فوالده الملك كورش العظيم . ملك الاخمانيين الفرس وصاحب التوسعات والفتوحات الكبيره التى جعلت من الامبراطوريه الفارسيه في عهده اقوى الامبراطوريات .
خلف قمبيز ولده في حكمه الامبراطوريه الاخمينيه بعد مود والده عام 522 ق.م. واستمر في الحكم حتى عام 530 ق.م .
قمبيز هذا على حسب ما قاله المارخين كان متعطشا للسلطه لاهثا خلفها بكل الوسائل الممكنه السلميه منها والحربيه .
واكبر طموحات قمبيز الثاني كانت الاستيلاء على مصر وحكمها تحقيقا لحلم ابيه قبل وفاته .
وبالفعل بدء استعدادته .
فرائى في بداية الامر ان يستخدم اسلوب الحنكه والنباهة .
فطلب يد ابنة الملك المصري احمس الثاني الى الزواج والسبب بالطبع كان حب الوصول الى عرش مصر الى ان احمس الثاني كان له رائي اخر .
فالملك احمس كان لم يرد ابنته ان تتزوج بملك فارسي .
ونحن نعلم جميعا مدى اسرار الفراعنه بعد اختلاط دمائهم الملكيه باي دم اخر غير الدم الملكي الفرعوني .
وبنفس الوقت لم يرد العداء مع الامبراطوريه الاخمينيه وملكها . ولذلك قام بارسال ابتة ملك صابق يدعى ابريز مكان ابنته . الى ان الفتاة اعترفت بهويتها الحقيقيه .
الامر الذي اثار غضب قمبيز وقرر حينها بغزو مصر بحسب ما قاله المؤرخين اليونانيين وابرزهم ( هيرودوتس ) وكان له ما اراد .
فبعد وفاة احمس الثاني تولى ابنه ( بسماتيك الثالث ) دفة الحكم .
وفي عام 524 ق.م . وصل زحف الفرس الى مصر ودارت معركة سميت باسم ( معركة الفرما ) قرب بور سعيد وانتهت بهزيمة جيش المصريين ووصول الملك قمبيز الثاني الى حكم مصر .
لم يقف طموح قمبيز الى حكم مصر فقط . فاخذ يحلم بغزو وفتح بلدان اخرى فعين له كانت على كرتاجا والعين الاخرى على النوبة وذهبها
ليقوم قمبيز بتوجيه اسطوله البحري والايحاز لهم بالابحار الى كرتاجا . الى ان الحملة انتهت بالفشل .والسبب البحاره نفسهم .
فمن المعروف تاريخيا ان الامبراطوريه الاخمانيه او االفارسيه كانت تعتمد بشكل كبير على البحاره الفينيقيين وماهرتهم في الملاحة البحريه .
لذلك عندما وصل الامر الى الاسطول الفارسي بالتوجه الى كرتاجا رفض البحارة الفينيقيون الامر بعدم رغبتهم بمواجهة ابناء امومتهم حسب ما ورد على لسان المؤرخين لينتهي بذلك امر الحملة امر الحملة الاولى .
الحملة الثانية حملت في طياتها الكثير من الاخبار والحكايات ولهذه الحمله الدور الكبير في قصتنا هذه .
وكما ذكرنا . كانت عين الملك قمبيز الثاني على ذهب النوبة
ولهذه الغايه قام الملك قمبيز بارسال جواسيسه الى مدينة نبتا النوبيه لكي يحس النبض ويعرف طبيعة اهل المنطقة ومقدراتهم .
هؤلاء الجواسيس حملو معهم الاثواب الثمينة والحلي والنبيز بهدف تقديمها الى ملك نبتا .
وصل الجواسيس وبالفعل قابلوا الملك وقدموا الهدايا .
الى ان الملك كان لديه من الحنكه والدهاء ما مكنه من كشفه بانهم جواسيس من ملك الفرس .
فارسل معهم رسالة يتحدى بها ملك الفرس ويخبره بانه اذا اراد غزو بلده فعليه الاستعانه بجنود ضخام البنيه . شرسين . ليستطيع مواجهة النوبيين .
وصل الجواسيس الى الملك قمبيز واخبروه ما رأو في تلك البلاد من خيرات واعاجيب كنبع الماء الذي يخرج كل من تغسل فيه طيب الراتحه لامع الجلد . وسلاسل القيود في السجون المصنوعه من الذهب الخالص وغيرها الكثير .
تحدى الملك النوبي لقمبيز الثاني من جهة وكنوز النوبة من جهة اخرى .
فقام الملك الفرسي قمبيز الثاني بتجهيز حملة وصفها المؤرخون القدام بانها لم تكن بالمستوى المؤلائم لهكذا معركه .
انطلق قمبيز الثاني مع جيشه في مسيرة استغرقت 52 يوما الى ان الملك قمبيز ارتكب خطأ استراتيجيا .
فقد قام باختيار طريق الصحراء بعيدا عن طريق النهر في محاولة منه لتقصير المسافة ولكن حر الصحراء ونقص الطعام جبرت الجيش على اكل العشب . وفي بعض المصادر القديمه .انهم بدءو يأكلون بعضهم البعض .
فقرر الملك قمبيز بالغاء الحمله والعوده الى مصر .
ولكن قبل خروج قمبيز في هذه الحمله وصله خبر ان كهنة معبد امون الذين كانوا من الاساس رافضين لستوطه على مصر وغير معترفين بملكه تنباؤ بفشل هذه الحمله . الامر الذي اغاظ قمبيز .
فامر خمسين الف من جيشه بان يتوجهوا الى واحة سيوة ويقوموا بتدمير واحراق معبد امون الذي كان يعرف بمعبد الوحي التنبؤات .
وهنا تبداء الغربه .
وخرج الجيش بكامل عتاده قصدا واحة سيوة الا ان عند وصوله الى منطقة الواحات الخارجه اختفى نهائيا .!!!!!!!!
اختفى الجيش الذي قوامه 50 الف فارس دون اثر لهم والسبب ستعرفونه لاحقا .
المفارق انه لم يتم ذكر هذا الجيش بتاتا . لا فى الرسوم الهيرغلوفيه ولا حتى في النصوص الفارسيه القديمه .
بل اول ذكر لهذا الجيش ومصيره كان على لسان المؤرخين اليونانيين وعلى وجه الخصوص المؤرخ الشهير في العصور ما قبل الميلاد ( هيرودوتس ) .
بعد حوالي 75 عاما من الحادثه كتب هيرودوتس ان عاصفة رمليه هبت على الجيش فدفنته بالرمال بشكل كامل دون اي توضيح اخر .
بالطبع العديد من المحاولات والرحلات الاستكشافيه حاولوا العثور ولو على اثر واحد للجيش لكن الفشل كان من نصيبها جميعا .
ونتيجة لهذا الغموض ساد الاعتقاد بان قصة الجيش المفقود هي من احدى الاساطير القديمه والتى قد يكون هيرودوتس قد دونها بناءا على ما سمعه حين ذاك بحسب ما ورد في موقه NBC NEWS . الى ان الامور تغيرت عام 1996 لتعود قصة هذا الجيش وغموض ما حدث له من الواجهة من جديد .
وفي بحوسات ورحلات استكاشافة كثرة قيل انها عاصفة رملية قد ابادت الجيش باكمله .
وقيل انه وقع في كامين احدى الوحدات العسكريه من الثائرين المصريين .
وغير ذلك كثيرا . ولكن اين الحقيقه وهل حدثت بالفعل ام انها احد الاساطير القديمه . لا احد يعلم !!!!!!!!!!!!