
رحلة البحث عن قلب يشبهني
كان محمود شاب بسيط من القاهرة، بيشتغل مهندس في شركة صغيرة، حياته كانت رتيبة لحد ما قابل سارة في كافيه قريب من شغله. سارة كانت بنت حلوة، شاطرة، وبتشتغل مدرسة في مدرسة ابتدائي في نفس الحي.
في أول مرة شافها محمود، حس بحاجة غريبة جواه، كان بيجي الكافيه كل يوم الساعة 5 العصر عشان يشرب شاي، وهو بيلاحظها دايمًا قاعدة بتقرأ كتاب أو بتصحب مع صديقاتها. مرة قرر يتكلم معاها، وقال لها:
"مساء الخير، شايفك دايمًا هنا وباينة عليك إنك بتحبي الكتب، ممكن أعرف بتقري إيه النهاردة؟"
سارة ابتسمت وقالت له: "مساء النور، أنا بحب الروايات، النهاردة بقرا رواية جديدة عن قصة حياة في المدينة."
ابتدت الكلام بينهم يزيد يوم ورا يوم، واتعرفوا أكتر، ولقوا نفسهم عندهم نفس الاهتمامات، وبدأوا يخرجوا مع بعض بعد الشغل.
محمود كان بيحب في سارة دمها الخفيف، وطريقتها في النظر للحياة، وسارة كانت بتحب في محمود صدقه واهتمامه. مع الوقت، الحب بينهم كبر وبقى جزء مهم من حياتهم.
في يوم، محمود قرر يعلن عن حبه بشكل رسمي، ودعاها لعشاء بسيط في مطعم صغير في وسط البلد، وقال لها:
"سارة، أنا حاسس إني عرفت معنى الحب لما عرفتك، ومش عايز حياتي تمشي من غيرك، هل ممكن نبقى مع بعض رسمي؟"
سارة كانت فرحانة جدًا، وردت عليه: "أنا كمان بحبك يا محمود، ونعم، أنا موافقة."
ومن هنا بدأت قصة حبهم الحلوة، مبنية على احترام وتفاهم، واتخطوا مع بعض كل الصعوبات اللي واجهتهم، وعاشوا مع بعض حياة بسيطة بس مليانة حب وسعادة.
بعد ما اتفقوا رسمي، مبسوطين ومتحمسين لبداية حياتهم مع بعض، واجهتهم أول مشكلة كبيرة لما محمود شاف فرصة شغل في شركة كبيرة في مدينة تانية (مثلاً الإسكندرية)، والفرصة دي كانت مهمة جدًا لمستقبله المهني.
محمود كان متردد، لأنه لو سافر، هيبقى بعيد عن سارة، وهي مش عايزة تسيب شغلها والمدرسة اللي بتحبها. من الناحية التانية، هو مش عايز يخسر الفرصة دي.
جلسوا مع بعض يتكلموا بهدوء، وكل واحد شرح وجهة نظره. سارة قالت له:
"أنا مش هحب أبعدك عني، بس كمان مش عايزة أسيب أولادي في المدرسة وأبدأ من جديد في مدينة جديدة."
محمود رد عليها:
"أنا فاهم كلامك، بس الفرصة دي ممكن تفتح لي باب كبير لمستقبلنا، وده ممكن يخلي حياتنا أحسن مع بعض."
بعد تفكير كتير، قرروا إن محمود يروح الشغل الجديد بس يفضل يزورها كل أسبوعين، وسارة تحاول تزوره في الإجازات. وكمان، اتفقوا يستغلوا التكنولوجيا في المكالمات والفيديو كول علشان ما يحسوش بالبعد.
فعلًا، بعد كام شهر، اتعلموا يتعاملوا مع المسافة، والاشتياق زاد من حبهم، وكل زيارة كانت بتبقى أجمل وأحلى.
وفي يوم من الأيام، محمود قرر يفاجئ سارة ويجي لها من غير ما تخبره، وطلب منها الخروج في مكان معين في وسط البلد. لما وصلوا، فتح لها علبة فيها خاتم صغير وقال لها:
"سارة، مهما حصل، أنا عايز أكون معاك على طول، ومستني يوم نبدأ فيه بيتنا مع بعض. هل تقبلي تبقي خطيبتي؟"
سارة دموعها نزلت من الفرحة، وقبلت، وقالت له:
"طبعًا يا محمود، أنا معاك في كل حاجة."
ومن هنا بدأوا يحضروا لزفافهم، وقرروا إنهم يفضلوا في القاهرة عشان يبقوا جنب أهلهم وأصحابهم، ويكملوا حياتهم مع بعض بحب وأمان.