
حضن بيرجّع الروح
البداية كانت بالصدفة…
ياسمين كانت راجعة من شغلها، زهقانة وتعبانة من الدنيا، قررت تقعد شوية في كافيه هادي تحاول تروّق على نفسها.
هناك قابلت "علي" لأول مرة، شاب بسيط، شكله عادي، بس ضحكته كانت مختلفة… فيها حاجة تطمنك.
الكلام ابتدا بسؤال بسيط:
“ممكن أقعد هنا؟ الكراسي كلها مليانة.”
وهي، من غير ما تفكر، قالت له: “اتفضل.”
وبدأت الحكاية.
اتكلموا شوية عن الجو، الشغل، الحياة... وحسّوا إن في راحة غريبة بينهم.
قلبها، اللي طول عمره مقفول، بدأ يدق لأول مرة.
حب في هدوء
مرت أيام، وكل يوم كانوا بيقابلوا بعض في نفس الكافيه، بقى بينهم مواعيد من غير ما يتفقوا.
كأن القدر قرر يجمعهم غصب عنهم.
علي كان مختلف. مريح، صادق، مبيبخلش بكلمة حلوة، وبيعرف يسمع.
ولما قرر يقول لها "أنا بحبك"، كان بيقولها بنظرة قبل ما ينطقها بكلمة.
وهي، بالرغم من خوفها، لقت نفسها بتقوله:
“وأنا كمان.”
الاختبار الصعب
الحياة مبتديش حاجة حلوة من غير ما تختبرك.
علي جاله شغل برا البلد، فرصة عمره.
كان لازم يسافر سنة كاملة.
ياسمين كانت في صدمة، خايفة تبعد، خايفة تخسره، وخايفة من الوحدة.
بس هو قال لها:
“أنا مش رايح أهرب، أنا رايح أرجعلك أقوى… عشان أستاهلك.”
سنة غياب... وسنة شوق
مرت سنة بحالها، أيام تقيلة، ليالي باردة، وشوق بيكبر يوم بعد يوم.
كانوا بيتكلموا يوميًا، بس المكالمة عمرها ما كانت كفاية.
ياسمين كانت بتضعف أوقات، بس كانت دايمًا ترجع تفكر في عيونه، في ضحكته، في كلامه.
وكانت بتقول لنفسها: "هستناه... زي ما هو وعدني
اللحظة اللي رجّعت الحياة.
وفي يوم، وهي خارجة من الكافيه اللي بدأت فيه الحكاية، سمعته بينادي اسمها.
لفت، لقت علي واقف، بنفس الضحكة، بنفس العيون، بس قلبه كان باين عليه تعب السنين.
من غير كلام، فتح دراعاته.
ومن غير تردد، رمت نفسها في حضنه.
الحضن ده مكانش عادي.
كان حضن فيه شوق سنة، ودموع ليالي، ووعد لسه بيتحقق.
الخلاصة:
الحب الحقيقي مش دايمًا سهل، بس دايمًا يستاهل.
ومهما بعدت المسافة، لو القلوب صافية، بترجع لبعض.
الصورة دي بتقول لكل واحد تعب:
اصبر، الحب الحقيقي بيرجع…
ولو رجع، بيحضنك كده… بنفس الأمان، بنفس الونس