روايه ظل القمر

روايه ظل القمر

0 reviews

 

ظل القمر

الفصل 1: الليلة الممطرة

كانت الإسكندرية غارقة في المطر. الشوارع لامعة تحت أضواء المصابيح، والبحر هائج كأنه يصرخ بغضب قديم.

على رصيف محطة الرمل، وقفت ليلى، ترتجف وهي تحاول إخفاء وجهها تحت مظلة صغيرة. كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والمدينة بدت كأنها تخبئ شيئًا في الظلام.

خطوات سريعة اقتربت من خلفها، ثم صوت رجل منخفض:

– “اتأخرتِ.”

التفتت ليلى ببطء، فوجدت أمامها شابًا في معطف أسود، وجهه نصفه في الظل ونصفه الآخر مضاء بضوء عمود النور. في عينيه بريق غريب، مزيج من الحزن والتحذير.

قالت بصوت متردد:

– “كنت متأكدة إنك مش هتيجي.”

ابتسم ابتسامة باهتة:

– “وكنت متأكد إنك هتيجي… لأنك محتاجة تعرفي.”

رفعت حاجبها:

– “تعرف إيه؟”

اقترب خطوة، والمطر يتساقط على كتفيه، وهمس:

– “الليلة… القمر مش هينام.”

وقبل أن تسأل، التفت ومشى في الزقاق الضيق، تاركًا خلفه أثر خطوات يختلط بالماء… وقلبها الذي بدأ يخفق أسرع.

 

---

الفصل 2: القمر لا ينام

ليلى تبعته بحذر، والأزقة المظلمة تبتلع ضوء المصابيح. فجأة توقف، وأخرج من جيبه ورقة صغيرة ملفوفة، وضعها في يدها.

قال بحدة:

– “اقريها لما توصلي البيت… ولو خرجتي الليلة دي، هتندمي.”

قبل أن ترد، سمعا صوت صفير غريب قادم من السطح، يشبه عواء ذئب، لكنه أعمق… وأقرب.

نظر إليها نظرة أخيرة، ثم ركض مبتعدًا وسط المطر.

عندما فتحت الورقة، لم تجد سوى كلمات قليلة مكتوبة بخط مرتجف:

“احذري ظل القمر.”

 

---

الفصل 3: الرسالة القديمة

في منزلها، جلست ليلى بجوار المدفأة، لكنها لم تشعر بالدفء. تذكرت أن جدتها كانت تحكي لها قديمًا عن أسطورة ظل القمر، كائن يظهر في الليالي الممطرة حين يكتمل القمر، يبحث عن "العين الحارسة" التي تحفظ المدينة من الغرق.

فتحت درجًا قديمًا كانت تحتفظ فيه بصندوق خشبي من إرث الجدة، ووجدت داخله مفتاحًا صغيرًا وخريطة قديمة عليها علامات باللون الأحمر، جميعها تشير إلى أحياء قديمة غارقة الآن تحت البحر.

 

---

الفصل 4: عين في الظلام

في الليلة التالية، خرجت ليلى لتتبع الخريطة، حتى وصلت إلى مبنى مهجور قرب الميناء. الباب كان مكسورًا، والداخل يعج بصوت قطرات ماء تتساقط من السقف.

بين الظلال، لمحت انعكاس عين… عين واحدة فقط، تلمع بلون فضي غير طبيعي.

تراجعت خطوة، لكن الصوت جاء من الظلام:

– “المفتاح معك… سلّميه، أو المدينة ستغرق الليلة.”

صوت الرجل من محطة الرمل انطلق من الطابق العلوي:

– “اركضي يا ليلى! هو مش إنسان!”

 

---

الفصل 5: المدينة تحت الماء

ركضت نحو السلم، لكن المياه بدأت تتدفق من النوافذ كأن البحر نفسه اقتحم المبنى. الظل ذو العين الواحدة تمدد، وتحول إلى شكل بشري شبه شفاف، تتراقص داخله أمواج القمر.

صرخ الرجل:

– “المفتاح هو اللي بيحبسه… ارميه في البحر!”

ليلى صعدت لأعلى السطح، والمياه تلاحقها، والقمر مكتمل في السماء. أمسكت المفتاح بقوة، ثم رمت به في البحر الهادر. فجأة، توقفت المياه عن الارتفاع، والظل تبخر مع آخر قطرة مطر.

 

---

الفصل 6: النهاية التي لم تُكتب

على الرصيف، جلس الرجل يتنفس بصعوبة، بينما ليلى تحدق في البحر.

قال لها:

– “أنتِ لسه ما عرفتيش… الظل كان بيطاردك إنتِ من البداية.”

نظرت إليه بصدمة، قبل أن تلاحظ على يدها أثر خافت لعين فضية، يلمع تحت ضوء القمر…

ابتسم القمر ابتسامة غامضة في السماء، وكأنه يوعد بعودة أخرى.

النهاية… أو ربما 

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles