فلسطين حكاية أرض

فلسطين حكاية أرض

0 reviews

فلسطين… حكاية الأرض والصمود

فلسطين، تلك الأرض المباركة التي كانت ولا تزال قلب الصراع، هي قصة وطنٍ سُرق من أهله، وشعبٍ واجه كل أشكال الظلم بكرامة لا تنكسر. منذ آلاف السنين، كانت فلسطين أرض الأنبياء ومهد الحضارات، تعاقبت عليها شعوب وأمم، لكنها ظلت عربية الهوى والانتماء. ومع بدايات القرن العشرين، بدأت المؤامرة الكبرى التي غيّرت وجه المنطقة إلى الأبد.

 الجذور وبداية المؤامرة

قبل الحرب العالمية الأولى، كانت فلسطين تحت الحكم العثماني، يعيش فيها المسلم والمسيحي واليهودي جنبًا إلى جنب بسلام نسبي. لكن انهيار الدولة العثمانية فتح الباب أمام القوى الاستعمارية لفرض نفوذها، وكانت بريطانيا في مقدمة الطامعين. في عام 1917، صدر وعد بلفور المشؤوم، الذي تعهدت فيه بريطانيا بإقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين، متجاهلةً وجود سكانها الأصليين.

 الانتداب البريطاني وزرع الكيان الصهيوني

مع دخول الجيش البريطاني إلى فلسطين، بدأت سياسة ممنهجة لتسهيل الهجرة اليهودية، ومصادرة الأراضي من الفلسطينيين، وتسليح العصابات الصهيونية مثل "الهاغاناه" و"شتيرن". في المقابل، واجه الفلسطينيون هذا الاحتلال البريطاني-الصهيوني بمظاهرات وثورات، أبرزها ثورة البراق عام 1929 والثورة الكبرى بين 1936 و1939.

 النكبة عام 1948

انتهى الانتداب البريطاني بقرار تقسيم فلسطين من الأمم المتحدة عام 1947، الذي منح الصهاينة أكثر من نصف الأرض رغم أنهم كانوا أقلية. ومع انسحاب بريطانيا، ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر مروعة مثل دير ياسين ، ما أدى لتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرًا من قراهم ومدنهم. وفي 14 مايو 1948، أعلن قيام " إسرائيل" على أنقاض فلسطين، وبدأت مأساة اللاجئين التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

 الاحتلال يتوسع – نكسة 1967

رغم أن العرب خاضوا حرب 1948 للدفاع عن فلسطين، إلا أن إسرائيل استمرت في التوسع. وفي حرب يونيو 1967، احتلت ما تبقى من فلسطين: الضفة الغربية، القدس الشرقية، وقطاع غزة، إضافةً إلى سيناء والجولان. ومنذ ذلك الحين، بدأ الاحتلال العسكري المباشر لكل فلسطين التاريخية تقريبًا.

 الانتفاضات والمقاومة

لم يستسلم الفلسطينيون. اندلعت الانتفاضة الأولى عام 1987، كانت ثورة شعبية بالحجارة والإضرابات ضد الاحتلال. ثم جاءت الانتفاضة الثانية عام 2000، بعد اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى، لتتحول إلى مواجهة مفتوحة.

 اتفاقيات السلام المفرغة

بين الانتفاضتين، جرت مفاوضات أدت إلى  اتفاق أوسلو عام 1993، الذي وعد بإقامة دولة فلسطينية خلال خمس سنوات. لكن إسرائيل استمرت في بناء المستوطنات وتهويد القدس، بينما بقيت الدولة الفلسطينية حلمًا بعيد المنال.

غزة… من الحصار إلى الحروب

منذ 2007، يعيش قطاع غزة تحت حصار خانق بريًا وبحريًا وجويًا. شن الاحتلال عدة حروب مدمرة على القطاع في 2008، 2012، 2014، 2021، و2023، راح ضحيتها آلاف المدنيين، بينما صمدت المقاومة وأثبتت أن الإرادة أقوى من الدبابات.

 حتى 2025… القضية حية

حتى يومنا هذا، لا تزال فلسطين تنزف، لكن شعبها لم يتنازل عن حقه في الأرض والعودة. ورغم التطبيع الذي أقدمت عليه بعض الأنظمة، فإن القضية ما زالت حية في قلوب الملايين، والعالم بدأ يسمع الرواية الحقيقية بعدما حاول الاحتلال طمسها لعقود.

فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية وجود وهوية وحق تاريخي لا يسقط بالتقادم. هي حكاية أرض اغتُصبت، لكنها لم تستسلم. سيظل اسمها محفورًا في الوجدان العربي والإسلامي، وستبقى رمزًا للصمود حتى يعود الحق لأصحابه.

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

0

followings

1

followings

1

similar articles