
قصة الحياة اليومية في روما القديمة
صباح يوم عادي في روما
استيقظ ماركوس مع شروق الشمس، وهو تاجر متواضع يعيش في شقة صغيرة (إنْسُولا) في الطابق الرابع. الهواء كان ثقيلًا بروائح الخبز الطازج من المخبز المجاور، وروائح القمامة التي لم تُجمع بعد. تناول ماركوس إفطاره السريع الذي يتكون غالبًا من الخبز والزيتون والجبن. لم يكن لديه رفاهية الأسر الغنية في تناول لحم الخنزير أو الفاكهة المستوردة.
بعد الإفطار، ارتدى ماركوس التوغة، وهي عبارة عن قطعة قماش بيضاء طويلة يلفها حول جسده. كانت التوغة رمزًا للمواطنة الرومانية. توجه إلى منتدى روما (الساحة الرئيسية)، حيث يلتقي التجار والسياسيون والمواطنون. كان عليه أن يكون هناك باكرًا لعرض بضاعته ومقابلة زبائنه.
وقت الظهيرة: صخب المدينة
في المنتدى، كانت الحياة في أوجها. البائعون ينادون على بضاعتهم، والمحامون يلقون خطبًا حماسية، والسياسيون يتناقشون بصوت عالٍ. كان ماركوس يبيع أواني فخارية من صناعة محلية. كانت مهمته ليست سهلة، فقد كان عليه التنافس مع بائعين آخرين، والتفاوض على الأسعار، ومواكبة آخر الشائعات والأخبار.
كانت الشوارع ضيقة ومزدحمة، وتملؤها العربات التي تجرها الخيول والناس من كل الطبقات الاجتماعية. كانت هناك عائلات غنية تُنقل في كراسي محمولة، وعبيد يحملون الأمتعة، وجنود يمرون في طريقهم لأداء واجباتهم.
في منتصف النهار، شعر ماركوس بالجوع. توقف عند مطعم شعبي (تَبِرْنا) يقدم وجبات سريعة مثل النقانق المقلية والحساء. كانت هذه المطاعم منتشرة في كل زاوية من المدينة لتلبية احتياجات الطبقة العاملة.
مساءً: الاسترخاء والترفيه
مع اقتراب المساء، وبعد يوم طويل من العمل، قرر ماركوس التوجه إلى الحمامات العامة (تِيرْما). كانت الحمامات أكثر من مجرد مكان للاستحمام؛ كانت مركزًا اجتماعيًا. هناك، التقى بأصدقائه، وتبادلوا أطراف الحديث، ولعبوا النرد، وناقشوا آخر الأخبار السياسية. كانت الحمامات مقسمة إلى ثلاثة أقسام: غرفة دافئة (تِيبيدَارْيُوم)، وغرفة ساخنة (كَلْدَارْيُوم)، وغرفة باردة (فْرِيغِيدَارْيُوم). كان هذا الروتين ضروريًا لراحة الجسد والذهن.
بعد الحمامات، عاد ماركوس إلى شقته. كان ليل روما هادئًا نسبيًا مقارنة بالنهار، لكنه لم يكن مظلمًا تمامًا، فكانت مصابيح الزيت تضيء بعض الشوارع الرئيسية. تناول عشاءه الأخير، والذي كان خفيفًا في العادة، وذهب للنوم استعدادًا ليوم جديد في قلب الإمبراطورية الرومانية.