
غرناطة: خاتمة الأندلس: الحكاية الأخيرة للحضارة الإسلامية في إسبانيا
غرناطة: خاتمة الأندلس: الحكاية الأخيرة للحضارة الإسلامية في إسبانيا
غرناطة هي آخر الحواضر الإسلامية في الأندلس. سقطت في يد الملك فرناندو وزوجته إيزابيلا في أول عام 1492م.
وغرناطة هي صغرى المدن الثلاثة، ولكنها أشهرها من الناحيتين التاريخية والأثرية، وأكثرها احتفاظاً بالطابع الأندلسي الأصيل، والتقاليد الأندلسية العريقة، وإذا كانت قرطبة ما زالت تزهو بجامعها الأموي الأعظم، وأشبيليه ما زالت تزهو بمنارتها الموحدية الشهيرة (الخيرالدا)، فإن غرناطة تستطيع أن تزهو بحمرائها الغراء، وهي التي يعتبرها البعض أجمل الآثار الأندلسية الباقية وأعظمها.
ثم أن غرناطة تمتاز من الناحية التاريخية بأنها آخر الحواضر الأندلسية الذاهبة. فقرطبة سقطت في أيدي القشتاليين (الإسبان) سنة 633هـ (1236م) ، وسقطت أشبيليه في أيديهم في سنة 646 هـ ، (1248م). ولكن غرناطة، غدت بعد ذلك قاعدة لمملكة إسلامية جديدة، قامت في جنوبي الأندلس، وعاشت في ظل ملوكها من بني الأحمر أو بني نصر أكثر من قرنين آخرين، حملت خلالهما مشعل الحضارة الأندلسية وضاء، ولبثت تذود عن حياتها وعن ثرائها الديني والحضاري، بكل عزم وإباء، حتى سقطت في النهاية في يد الملكين الكاثوليكيين " فرناندو" و"إيسابيلا" في الثاني من شهر ربيع الأول سنة 897 هـ الموافق 2 يناير سنة 1492م، وهي السنة نفسها التي اكتشف فيها " كولومبوس" العالم الجديد، وبسقوطها انتهت دولة الإسلام في الأندلس بعد أن عاشت في شبه الجزيرة الأسبانية زهاء ثمانية قرون.
وهكذا فإنه لم يمض حتى يومنا على سقوط غرناطة، آخر الحواضر الأندلسية الذاهبة، سوى زهاء خمسة قرون. ولكنها بالرغم مما توالى على الأمة الأندلسية المغلوبة، وعلى آخر الحواضر الإسلامية، من صروف الزمن ومن ضروب التغيير والتبديل، فإن غرناطة استطاعت خلال هذه القرون الخمسة، أن تحتفظ بكثير من خططها وآثارها ومعالمها وتقاليدها الأندلسية.
ولغرناطة منزلة خاصة في نفوس الأسبان وفي التاريخ الأسباني فهي تعتبر بتاريخها المؤثر أنبل المدن الأندلسية، ويعتبر سقوطها في أيدي الأسبان، فاتحة عصر أسبانيا الذهبي. ومن ثم فقد نالت غرناطة حظوة خاصة من ملوك أسبانيا اللاحقين وفي مقدمتهم الإمبراطور "شارلكان" الذي أنشأ جامعتها الشهيرة.
قامت مدينة غرناطة أو (إغرناطة) كما تسمى أحياناً، مكان مدينة البيرة الرومانية القديمة بعد أن عفت عليها أحداث الزمن، ونمت شيئاً فشيئاً، حتى غدت هي قاعدة كورة البيرة. وغرناطة وهي بالأسبانية " Granada" ومعناها " الرمانة"، وهي شعارها التاريخي الذي الذي ما زال مائلاً على باب مدينة الحمراء الرئيسي في شكل ثلاث رمانات صخرية كبيرة. ولم يفت هذا المعنى الجغرافيين المسلمين، فنرى "ياقوت الحموي" يقول عند ذكر غرناطة:" ومعنى غرناطة رمَّانة بلسان عجم الأندلس، سمي البلد لحسنه بذلك".
ومدينة غرناطة هي عاصمة الولاية الأندلسية التي تحمل هذا الاسم، وهي تقع في واد عميق يمتد من المنحدر الشمالي الغربي لجبال " سييرا نفادا Sierra Nevada" أو جبال الثلج، وتظللها الآكام العالية من الشمال والجنوب تغطيها الثلوج البيضاء صيفاً وشتاءً.
إليك نظرة عامة على حكام مملكة غرناطة (1238–1492م)، وهي آخر الممالك الإسلامية في الأندلس:
الرقم | الحاكم | فترة الحكم | أبرز الأحداث |
---|---|---|---|
1 | محمد بن النصر (محمد الأول) | 1238–1273م | مؤسس مملكة غرناطة، حافظ على استقلال الدولة بعد انهيار الموحدين، عقد تحالفات مع الممالك المسيحية أحيانًا. |
2 | محمد الثاني | 1273–1302م | استمر في تثبيت الدولة وتوسيع النفوذ داخل الأندلس، شارك في مواجهة الممالك المسيحية. |
3 | محمد الثالث | 1302–1309م | حكم قصير، شهد صراعات داخلية وعائلية. |
4 | يوسف الأول | 1333–1354م | ازدهار ثقافي وفني، بناء وتطوير قصر الحمراء، تعزيز العلوم والعمارة. |
5 | محمد الخامس | 1354–1359م و1362–1391م | حكم على فترتين، فترة استقرار نسبي، أعمال معمارية كبرى في الحمراء، تأثير سياسي قوي. |
6 | يوسف الثاني | 1391–1392م | فترة حكم قصيرة، شهد انقلابات داخلية. |
7 | محمد السابع | 1392–1408م | حكم في ظروف صعبة بسبب النزاعات الداخلية وضغوط الممالك المسيحية. |
8 | محمد الثامن | 1417–1431م | حافظ على استقلال الدولة جزئيًا، صراعات داخلية وعائلية. |
9 | محمد التاسع (المجنون) | 1419–1453م | حكم على فترتين، تصرفات متقلبة وأحداث اضطرابات داخلية كبيرة. |
10 | إسحاق الثاني | 1464–1465م | حكم قصير جدًا نتيجة النزاعات الداخلية، أطيح به بسرعة. |
11 | محمد الحادي عشر (محمد الأخير) | 1464–1492م | آخر حكام غرناطة، وقع معاهدة الاستسلام مع الملكين الكاثوليكيين، سقوط مملكة غرناطة ونهاية الحكم الإسلامي في الأندلس. |