قصه حب:ليلى وأدهم

قصه حب:ليلى وأدهم

0 reviews

عنوان المقال:

حين التقت العيون… قصة حب صنعتها الصدفة وخلّدها القدر

في زحام الحياة، قد تمرّ مئات الوجوه أمامك دون أن تترك أي أثر، لكن هناك لحظة نادرة، يتقاطع فيها النظر مع شخص واحد، فيغدو كل شيء بعدها مختلفًا. هكذا بدأت حكاية ليلى وأدهم…

لم تكن ليلى تبحث عن الحب، فهي منشغلة بعملها في مكتبة صغيرة في وسط المدينة. كانت أيامها تمضي بهدوء بين رفوف الكتب ورائحة الورق القديمة. وفي صباح أحد الأيام الممطرة، دخل أدهم المكتبة يبحث عن كتاب قديم في الفلسفة. كان يحمل ابتسامة دافئة وعينين تلمعان وكأنهما تخفيان حكايات لم تُروَ بعد.

حين سألها عن الكتاب، لم تكن الإجابة هي ما بدأ القصة، بل كان الصمت الذي تلاها. تلك اللحظة القصيرة التي شعرت فيها ليلى وكأن العالم توقف، وصار صوت المطر على النوافذ موسيقى خلفية لمشهد لن يُنسى.

بدأت الزيارة الأولى تتحول إلى ثانية، ثم ثالثة، حتى صار أدهم ضيفًا شبه يومي على المكتبة. لم يكن دائمًا يشتري كتابًا، لكنه كان يجد مبررًا للمرور، ولو لدقيقة. ومع مرور الوقت، تحولت الأحاديث عن الكتب إلى أحاديث عن الحياة، وعن الأحلام، وعن الخوف من الفقد.

لكن الحب ليس دائمًا قصة هادئة… فقد اضطر أدهم للسفر خارج البلاد بسبب عمله، تاركًا خلفه وعدًا بأنه سيعود. كانت المسافة قاسية، لكن الرسائل والمكالمات جعلت القلبين أقرب رغم البعد. ومع كل يوم يمر، كانت ليلى تدرك أن ما يجمعهما أقوى من المسافات.

بعد عام كامل، عاد أدهم في صباح ربيعي، حاملاً في يده باقة من الياسمين، وهو الزهر الذي كانت تحبه ليلى منذ طفولتها. لم يحتج أن يقول الكثير، فقد تكلمت العيون، وفهم كلاهما أن القدر منحهما فرصة جديدة ليكتبا فصلاً جديدًا معًا.

قصة ليلى وأدهم تذكّرنا بأن الحب الحقيقي ليس في اللحظات المثالية فقط، بل في الصبر، والانتظار، والقدرة على الاحتفاظ بالأمل حتى في أصعب الأوقات. قد يبدأ الحب بصدفة، لكنه يعيش بقرار، ويستمر عندما يكون كلا الطرفين مستعدين للنضال من أجله.

في النهاية، ربما لا نملك التحكم في متى ومن نحب، لكننا نملك أن نكون أوفياء لتلك اللحظة الأولى التي جعلت قلوبنا تخفق… تمامًا كما فعلت ليلى وأدهم.

إذا أردت، أستطيع صياغة نسخة ثانية أكثر تشويقًا مع لمسة درامية أو رومانسية أعمق لتناسب القارئ الذي يحب القصص المؤثرة جدًاوفي أحد أحياء المدينة القديمة، حيث تتشابك الأزقة وتنتشر رائحة القهوة من النوافذ، كان أدهم يعيش حياة هادئة، يعمل في مكتبة ورثها عن والده. كان شغوفًا بالكتب، يرى في كل قصة عالمًا جديدًا، لكن قلبه ظل صفحة بيضاء لم يُكتب عليها بعد.

في صباح شتوي دافئ، دخلت ليلى المكتبة لأول مرة. كانت تبحث عن كتاب نادر في الشعر العربي. حين رفعت عينيها لتسأل عن الكتاب، التقت نظراتها بنظرات أدهم، وكأن بينهما حوار صامت لا يحتاج إلى كلمات. ابتسم وأرشدها إلى الرف، لكن قلبه شعر أن هذه اللحظة ستكون بداية شيء مختلف.

بدأت زيارات ليلى تتكرر، أحيانًا بحجة البحث عن كتاب، وأحيانًا أخرى لمجرد الجلوس على الطاولة الخشبية في زاوية المكتبة. كانت تحب أن تسمع أدهم يتحدث عن الكُتاب والأدباء، وكان هو يجد في صوتها موسيقى هادئة تمحو ضوضاء العالم.

مع مرور الأيام، صار الحديث بينهما يتجاوز الكتب، ليمتد إلى أحلامهما ومخاوفهما وذكريات الطفولة. كان أدهم يروي لها كيف حلم دائمًا بالسفر لرؤية البحر، وكانت هي تحكي عن حبها للرسم ورغبتها في افتتاح معرض فني.

في إحدى الأمسيات، هطلت الأمطار بغزارة، وبقيت ليلى في المكتبة حتى أُغلق الباب. جلسا قرب المدفأة، يتبادلان أطراف الحديث بينما تراقصت قطرات المطر على الزجاج. حينها، مد أدهم يده نحو يدها، وقال بصوت خافت:

“ليلى… أظن أن قلبي وجد قصته التي كان يبحث عنها.”

ابتسمت وهي تشد على يده: “وأنا وجدت فصلي الأجمل.”

مرت السنوات، وافتتحت ليلى معرضها الفني، بينما تحولت مكتبة أدهم إلى ملتقى للعشاق والأصدقاء. وظل بينهما ذلك الوعد الصامت الذي بدأ بنظرة، وتحوّل إلى حكاية حب لا تُكتب في كتاب، بل تُحفر في الذاكرة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

2

followings

0

similar articles