ممكن اجي اتقدملك؟

الرِّسالة دي جاتلي من شخص موجود عندي تقريبًا وزيّ ما هو كاتب كده "عايز يتقدملي ويخطبني"..

فضلت قدَّامها شويَّة وبعد ما ضحكت؛ طلعت تاني منها..

كلنا لما بنفتح الرسايل على الماسنجر بنلاقي رسايل كتيرة بالشكل ده،

والأكيد أننا بنعمل حاجتين وهُما..

يإما بنعمل بـ.ـلوك وده بنسبة كبيرة اللي هي 85% والنسبة التانية اللي هي 15% هتطنش وتطلع.. زيِّي كده..

بس مين قال إن الـ 15 دي نسبة صغيرة.. 

هي ممكن تكون صغيرة بس تأثيرها هيكون كبير، لأن الشخص ده ممكن يبعت تاني، وفعلًا..

جاتلي رسالة تانية،

فتحت.. على باللِّيل كده زي العادة وكانت الرسالة منه هو بردو لما بعت وكتب 

“طب إبعتيلي العنوان.. صدقيني أنا عايز أتقدملك.. إيه المشكـ.ـلة؟!”

متوقعتش إني أعمل كده، ومش عارفة بصراحة أقولها إزاي.. بس أنا فعلًا رديت، كتبت عنـ.ـواني، وآه مفيش واحده تعمل كده،

أو في، معرفش، بس أنا عملت كده.. وبعدها مردش عليَّا.. هيعمل إيه يعني؟!

مفيش حاجة هتحصل.. 

نسيت وعدَّى أسبوع على ردي عليه، عشان بابا يدخل عليَّا إمبارح أوضتي ويكلمني ويقول 

“يا بنتي في عريس قابلني إمبارح وأنا طالع البيت.. وقالي إنه هيجي هو وأهله عشان يتقدملك.. شكله محترم..”

سألته عنه، قالي إسمه.. بس أنا معرفهوش..

جه في بالي الموضوع وقولت لا مستحيل، بس بابا قال هو أول مره يسمع عنه وعن أهله، مش لازم يرفـ.ـضه، أهو هيقعد معاه ويشوفه.. وفعلًا جه هو وأهله وقعدنا سوا،

وهو قاعد جاتلي رسالة.. كانت من نفس الشخص ولما بصِّيت لقيته كاتب فيها 

"أنا إتقدمتلك فعلًا"..

كنت مصـ.ـدومه، والوضع بقى حقيقي،

مكنتش عارفة أعمل إيه.. بس الغريب أننا فعلًا إتخطبنا، بس عرفت أنه حياته كلها مش ماشية تمام، كل ما ياخد شغل جديد يخسـ.ـره، حظه في الدنيا قليل زي ما قالي.. حتى أنه مره قالِّي

“نفسي أعرف مين ده اللِّي واخد حظي في الدنيا؟!”

كنا يومها قاعدين في كافية، وهو كان بيكلمني عن نفسه،

في حاجات كتيرة مش حَكيتلهاله لسه عني..

بس هو كان شاب كويس، 

اليوم ده شكِّيت فيه.. لما رُحـ.ـت الحمـ.ـام ورجعت لقيته قام من على طربيزته ورايح ناحية باب الكافية وهو بينادي تقريبًا على واحده، مقدرتش أسمع إسمها، سامعه صوته بس الكافية زحـ.ـمه جدًا،

ولما ناديت عليه إتسمَّر في مكانه بخـ.ـوف وبلع ريقة وقال وهو بيبصلي وعيونه مبرَّقة :

- إيه ده.. إنتِ؟!!

= إنت كنت بتنادي على مين؟!

- بـ.. بنت كانت قاعدة على الطربيزة اللِّي ورانا.. و..

= إنت كنت بتنادي على بنت ليه؟!!

- طيب بصي.. إسمعيني بس!!

مشيت يومها وأنا حزيـ.ـنه،

مكلمتهوش من يومها، بعتلي كتير، مكنتش برد عليه أبدًا.. 

لحد ما قررت إني أسـ.ـامحه، ويومها عزمـ.ـني في كافية ورغم أنه عنده مشـ.ـاكل كتيرة، حجـ.ـز الكافية كله لينا، أنا وهو بس،

كنت خايفة أروح،

بس بعد ما دردشت معاها إرتحت جدًا، مكناش قولنالها إني إتخطبت، أختي كانت مسافـ.ـره بقالها فترة بتدرس برَّه، ولسه مرجعتش زي ما قالتلي، بس هي وعدتني أنها هتيجي على كتب الكتاب،

كانت في فترة إمتحانات وبابا قالي أننا مش هنقولها عشان تركز، 

أنا مسافـ.ـرتش زيَّها، بس مش مشكلة، أنا بتـ.ـمنالها الخير زي ما هي أكيد بتتمناه ليَّا أكيد..

أختي إتغيَّرت كتير في الفترة الأخيرة.. بس في شئ واحد عمره ما هيتغيَّر ولا هي هتقدر تغيَّره..

دخلت الكافية، وقال 

“كنت عارف إن النهاردة عيد ميلادِك.. وأنا كمان تصدقي.. النهاردة عيـ.ـد ميلادي..”

كنت مصدومه، وفرحانه جدًا..

قالي إنه جايب تورتـ.ـه من اللي بحبها.. وهو بيفتح الكرتونه، 

إنقطعـ.ـت وتزيـ.ـنة التورته إتلخبطت شويَّه إتضـ.ـايق وقال بعصـ.ـبيه

“ما طبيعي إن ده يحصل.. بس بعد النهاردة محدش هياخد حظي في الدنيا تاني..”

قعدت وهو قعد،

وحط ليَّا قطعة من التورته على طبقي..

دوقتها، عجبتني وبعدها قالِّي بإبتسامة غريبة كانت على وشه :

- تعرفي إني كنت بدوَّر عليكِ من زمان؟!

= إزاي؟!

- تعرفي إننا إتقابلنا من زمان.. قبل ما أتقدملك وأبعتلك؟!

= إزاي؟! مش فاهمه بردو..

- النهاردة عيد ميلادي.. زي ما هو عيد ميلادِك.. اليوم اللي إنتِ سـ.ـرقتي فيه حـ.ـظي..

= أنت بتقول إيه؟!!

- يوم ولادتـ.ـنا كتير إتولـ.ـدوا غيرنا.. بس هيكون دايمًا في حد بياخد حظ التاني.. والغريب إن إنت حياتك بردو زي حياتي كلها مشـ.ـاكل معندكيش حظ.. بس أنا متأكد إنك إنتِ اللي واخده حظي في الدنيا ولازم أخلص منِك..

= أنت بتقول إيه؟! وليه متأكد كده؟!!

- من أربع شهور.. الساعة 7:30.. الوقت اللي إتـ.ـولدت فيه.. أقصد إتـ.ـولدنا فيه.. في مكان عام.. إستنيت الخـ.ـرافه تتحقق.. قالك هيجي شخص يقعد جنبك في يوم ميلادك.. في نفس وقت ولادتـ.ـك.. هتقابله.. هيكون هو الشخص اللي واخد حظك.. يعني كلنا ممكن نكون قابلنا اللي واخد حظنا منغير ما نعرف.. أنا شُفتك وإنتِ شوفتيني.. مش عارف إزاي مش فاكراني.. و.. ومن يومها وأنا..

= بتدوَّرد عليَّا..

حسِّيت بألـ.ـم في بطـ.ـني، حاولت أقوم بس وقعت على الأرض لما عرفت أن التورته مسـ.ًمومه بعد ما هو أتفق مع صاحب المحل وحطلي فيها سـ.ـم زي ما بيقول،

كانت أنـ.ـفاسي خلاص بتتـ.ـسحب مني، بفتَّـ.ـح عيوني بالعافـ.ـيه..

كان بيضحك في وشي، بس عيونه كلها حـ.ـزن.. ولما قرَّب مني قال

“بس إنتِ حظك وحـ.ـش في الدنيا.. أنا خطبتك عشان أشوف حياتك وأكون قريب منك.. عشان أتأكد بـ.. بس يمكن لما تمـ.ـوتي يرجع حظي تاني في الدنيا..”

رديت عليه وأنا بحـ.ـاول وقولت

“بـ.. بس أنا أتولدت 7:31 دقيقة.. هـ.. هي.. هي اللِّي أكبر مني بدقيقة..”

بدأ هو كمان يتـ.ـألم،

في عـ.ـرق على جبينه، وأيده على بـ.ـطنه، رغم أنه مأكلش من التورته،

وفجأة بص وراه لما سمع خطوات جايَّة وبتقرَّب منه،

أنا كمان شُفتها وإتصـ.ـدمت زيَّه، فكرت نفسي بهـ.ـلوس وأنا بـ.ـموت، بـ.. بس زي ما قولت.. كانت متغيَّره،

بـ.. بس في شئ عمره ما إتغيَّر وهو ملامـ.ـحها، أختي التوأم..

وقع خطيبي على الأرض وهو بيحاول ياخد أنفـ.ـاسه الأخيرة..

وقرَّبت أختي منه وقالت

“أيوه.. أنا رجعت من السـ.ـفر بس مقولتش لأي حد.. وعرفت أن أختي خطبتك إنت.. راقبـ.ـتكم من يومها.. لما إفتكرتك.. أنا قابلتك في يوم.. يوم عيد ميـ.ـلادي.. قولت يمكن كنت مفكر أختي أنها أنا.. بس بعدين فهمتك.. لما سمعتك وإنت في الكافية بتتكلم مع أختي وإنت بتقول إنك عايز تعرف مين اللي خد حظـ.ـك في الدنيا.. عارف.. أنا كمان سمعت عن الخـ.ـرافه دي.. وهي حقيقية.. والحقيقة بقا هي إن أنا اللِّي خدت حفظكم إنتوا الإتنين في الدنيا دي..”

مكنتش مصدَّقه اللي بشوفه..

كـ.. كانت أختي.. بحـ.ـاول أفهم وأسـ.ـتوعب.. مصـ.ًدومه،

بحـ.ـاول أفتح عيني مبقتش قادرة، وقرَّبت أختي من خطيبي أكتر  هو واقع على الأرض بيتـ.ـألم وقالت :

- يوم الكافية أنا كنت براقبـ.ـكم.. وسمعتكم.. كنت قاعدة وراكم.. إنت شوفتني وأنا ماشية وناديت عليَّا.. ويومها بس عرفت إن أختي مش قالتلك أنها عندها أخت توأم.. وده ساعدني أكتر..

= إ.. إنتِ..

- كوباية القهوة اللي شربتها قبل ما تقابل أختي من شويَّة.. صاحب الكافية أنا عارفاه وطلبت من الخـ.ـدمة دي.. وهو سمـ.ـمك زي ما عرفت من صاحب المحل اللي جبت منه التورته.. إنك إتفقت معاه عشان تـ.ـسمم أختي..

= *بيتـ.ـألم* إ.. إزاي ؟!!

- سافرت وبقى عندي علاقات.. وأي حاجة ببقى عايزاها بتحصل.. من الآخر ده كله إسمه حظ.. ولا إيه؟!

= و.. وأختك..

- أصلًا عمري ما حبيتها..

كانت دموعي بتنزل وقتها،

مكنتش قادرة أصدق.. صدمـ.ـتي كانت صـ.ـعبة حاولـ.ـت أتكلم مقدرتش، وفي الآخر حاولـ.ـت وقولتلها بحروف متقـ.ـطَّعه :

- إ.. إنتِ؟! إزاي؟!! إتغيَّرتِ جدًا!!

= أنا فعلًا إتغيَّرت.. بس حـ.ـظكم اللي خدته في اليوم ده هو اللي دايمًا معايا..

- ليه عملتي كده؟! 

= معلش بقا هنقول إيه.. حظك إني أختك