
"ليلى وحلم الطائرة: قصة للأطفال عن تحقيق الأحلام" ✨
قصة “ليلى وحلم الطائرة”
كانت ليلى بنت صغيرة تحب ترسم الطائرات على ورق كراستها. كلما رأت طائرة تحلق في السماء، تركض مسرعة وتشير إليها وتقول:
“في يوم من الأيام… سأكون قائدة طائرة!”
ضحك بعض أصدقائها وقالوا:
– “دي أحلام صعبة يا ليلى!”
لكنها لم تهتم بكلامهم، كانت تبتسم وتقول:
– “الحلم بيبدأ بخطوة صغيرة.”
في إحدى المرات، أحضرت ليلى أوراقًا ملوّنة وصنعت منها طيارات ورقية، وخرجت تجري بها في الحديقة وهي تضحك وتقول:
– “أنا دلوقتي قائدة الطائرة!”
وكان والدها يشجعها دائمًا، فيجلس بجوارها ويقول:
– “استمري يا ليلى… من يتمسك بحلمه يحققه.”
في المدرسة، أخبرتهم المعلمة أن هناك مسابقة للرسم بعنوان "حلم المستقبل". أمسكت ليلى أقلامها الملونة، ورسمت نفسها داخل طائرة كبيرة تزينها الألوان، وتطير فوق الغيوم. كتبت تحت الرسم: “أريد أن أطير لأرى العالم، وأجعل الناس سعداء.”
عندما عرضت المعلمة اللوحات، أعجبت بلوحة ليلى كثيرًا وقالت لها:
– “رسمك رائع يا ليلى… لكن الأجمل هو إصرارك على الحلم.”
كما كانت ليلى تكثر من الأسئلة على معلمتها:
– “إزاي الطيارة بتطير؟”
– “إيه اللي بيخليها ماتقعش؟”
وكانت المعلمة تبتسم وتقول لها:
– “أنتِ فضولية جدًا يا ليلى، وده شيء رائع. الفضول أول طريق المعرفة.”
مرت الأيام، وبدأت ليلى تقرأ كتبًا عن الطائرات، وتبحث في المكتبة عن قصص الطيارين. كانت كل يوم تكتب في دفترها:
“أنا قريبة من حلمي.”
وفي أحد الأيام، أعلنت المدرسة عن رحلة إلى المطار. وكان الأطفال في غاية من الحماس لكن ليلي أكثر سعادةبينهم عندما دخلوا المطار، اندهشت بالطائرات العملاقة التي تصطف علي المدرج .شعرت أن قلبها يخفق بسرعة، وقالت في سرها:
“دة مكاني اللي هعيش في يوما ما”
أخذتهم المرشدة في جولة، فرأوا الطائرات من الداخل. جلست ليلى على مقعد بجوار النافذة، وتخيلت نفسها وهي تقلع بين السحاب.
فجأة اقتربت قائدة طائرة حقيقية بابتسامة ودودة، وقالت:
– “مرحبًا بالأطفال! هل تحبون أن تزوروا قمرة القيادة؟”
عندما دخلوا جميعاً جلست ليلى على الكرسي الكبير أمام المقود،شعرت أن حلمها يقترب أكثر فأكثر و أن قلبها يطير فرحًا. نظرت إليها القائدة وقالت:
– “هل تحبين الطائرات؟”
– “نعم، وأريد أن أصبح قائدة مثل حضرتك!”
ابتسمت القائدة وقالت:
– “إذن لا تتوقفي أبدًا عن الحلم والعمل. الحلم يبدأ صغيرًا، ثم يكبر معك إذا كنتِ قوية وصبورة والطريق طويل، لكنه جميل إذا أحببتيه."
رجعت ليلى إلى بيتها ذلك اليوم وهي أكثر حماسًا من أي وقت. كتبت في دفترها:
“سأحقق حلمي… وسأقود طائرتي يومًا ما.”
ومرت السنوات، كبرت ليلى وظلت تذاكر بجد وتعمل بجدية، حتى أصبحت شابة قوية وناجحة. وفي يوم مشمس، جلست ليلى في قمرة القيادة، ورفعت الطائرة عاليًا بين الغيوم. تذكرت حينها أحلام طفولتها، وابتسمت بفخر لأنها لم تستسلم أبدًا.
وبعد أن قادت ليلى طائرتها لأول مرة بين الغيوم، نظرت من النافذة لترى البيوت والحقول صغيرة جدًا أسفلها. تذكرت كل لحظة تعبت فيها، وكل كلمة تشجيع من والدها ومعلمتها، وكل مرة كان أصدقاؤها يضحكون على حلمها. والآن، وهي تحلّق في السماء، عرفت أن الصبر والإصرار هما جناحا النجاح الحقيقيان.
وبعد الهبوط، خرج الركاب يبتسمون ويشكرونها على رحلتهم الجميلة، فشعرت ليلى بسعادة لا توصف، وقالت في نفسها:
“رحلتي لم تكن فقط في السماء، بل كانت رحلة مع الحلم حتى أصبح حقيقة.”
✈️ وهكذا نتعلم يااطفالي من قصة ليلى أن الأحلام ليست بعيدة، ما دمنا نؤمن بها ونعمل من أجلها بخطوة صغيرة كل يوم، حتى تصبح حقيقة نعيشها بأعيننا.
“وأنت أيضًا تستطيع أن تحقق حلمك، فقط تمسك به ولا تتوقف عن السعي.”