سامي والساحرة الطيبة: درس في الشجاعة

سامي والساحرة الطيبة: درس في الشجاعة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

سامي والساحرة الطيبة

كان سامي طفلًا هادئاً طيب القلب يعيش في قرية صغيرة، لكنه كان ضعيف البنية، ودائمًا ما يتعرض لمضايقات من بعض زملائه في المدرسة. كان يشعر بالحزن كل يوم، ويجلس بمفرده في ساحة المدرسة.كان بعض زملائه يسخرون منه لأنه لايستطيع الجري بسرعة أو رفع الأثقال مثلهم كان قلبه رقيقاً وكلما عاد إلى البيت جلس في غرفته باكياً ،متمنيا لو كان قوياً مثل الآخرين .

وذات مساء، بعد أن غادر المدرسة وهو يبكي، سار في طريق مختلف،ثم جلس على حجر صغير وبينما الدموع تنهمر من عينيه هناك حدث شيء غريب.

بين الأشجار ظهرت له امرأة ترتدي ثوبًا لامعًا، وعصًا في يدها تضيء بالنجوم. قال سامي بخوف: "من أنتِ؟" ابتسمت وقالت: “أنا الساحرة الطيبة، رأيت دموعك، وجئت لأساعدك.”

مسح سامي دموعه وقال:

لكن لا أحد يستطيع مساعدتي...كل الاولاد يضحكون علي”

مسحت على كتفه، وقالت: "القوة الحقيقية ليست في العضلات، بل في الشجاعة والثقة بنفسك. سأعطيك هدية، لكنها لن تعمل إلا إن صدقت بنفسك." وفجأة شعر سامي بطاقة دافئة تملأ قلبه، وابتسم لأول مرة منذ فترة طويلة.

في اليوم التالي، عاد سامي إلى المدرسة،وقف المعلم وسأل سوالا صعباً.تردد الاطفال ،لكن سامي رفع يده لأول مرة وقال الإجابة بصوت ثابت.صدم زملاؤه من شجاعته،وبدا بعضهم ينظر إليه بإعجاب وعند انتهاء اليوم الدراسي بينما حاول أحد الأطفال دفعه، نظر إليه سامي بشجاعة وقال: "توقف! ليس من حقك إيذائي." اندهش الطفل وتراجع، فقد بدا سامي مختلفًا واثقًا. ومنذ ذلك اليوم، بدأ زملاؤه يحترمونه أكثر.

بعدها بأيام، رأى سامي طفلًا أصغر منه يبكي في الساحة، فقد كان اثنان من الأولاد يسخرون منه. تذكّر سامي كيف كان يشعر عندما يسخرون منه، فتقدم بخطوات واثقة وقال:

– “اتركوه وشأنه، إنه لم يؤذِ أحدًا.”

تفاجأ الصغيران من نبرته، وتراجعا. اقترب سامي من الطفل وربت على كتفه قائلًا:

– “لا تحزن، أنا كنت مكانك يومًا ما، والآن سأكون صديقك.”

شعر سامي في تلك اللحظة أنه اقوى من اي وقت مضى،ليس لأن لديه عضلات ضخمة،بل لانه امتلك الشجاعة ليدافع عن الآخرين.

ومع مرور الأيام، لم يستخدم سامي قوته الجديدة لرد الأذى فقط، بل صار يساعد الأطفال الأصغر منه ويحميهم. وعندما رأى أصدقاءه شجاعته، انضموا إليه، وتعلموا أن القوة الحقيقية في التعاون ومساندة بعضهم البعض.

وفي إحدى المرات، سقط طفل صغير أثناء اللعب، فأسرع سامي ليساعده. اقتربت الساحرة الطيبة في خياله وقالت له: “أحسنت يا سامي! لقد فهمت الدرس، فالقوة ليست في اليد، بل في القلب.”

في يوم من الايام ،حلم سامي أنه يطير فوق قريته،يضحك والريح تداعب شعره ،وفي الحلم كانت الساحرة الطيبة تلوح له من بعيد وعندما استيقظ ،شعر أن الحلم كان رساله تخبره أن القوة الحقيقية بداخله.

ابتسم سامي، وأدرك أنه أصبح بطلًا حقيقيًا، ليس لأنه الأقوى جسدًا، بل لأنه عرف معنى الأمانة والشجاعة ومساعدة الآخرين. ومنذ ذلك اليوم، صار كل الأطفال ينادونه "سامي الشجاع".

"ومنذ ذلك اليوم، لم يعد سامي يخاف من أي كلمة أو نظرة، فقد عرف أن القوة ليست في اليدين بل في القلب والعقل. صار أصدقاءه يحترمونه أكثر، وهو أصبح قدوة لكل من حوله.

ابتسم سامي وهو يتذكر الساحرة الطيبة التي منحته أعظم هدية: الإيمان بنفسه. وهكذا تعلم الأطفال أن الشجاعة الحقيقية هي أن نؤمن بقيمتنا مهما كان شكلنا أو ضعفنا.

ولذلك، يا اطفالي، لا تدعوا أي كلمة محبطة توقفكم… فكل واحد فيكم يملك بداخله قوة سحرية اسمها الثقة بالنفس."

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

3

متابعهم

4

مقالات مشابة
-