قصة حب واحدة «بعدَ الظهر الساعة 3:07»

قصة حب واحدة «بعدَ الظهر الساعة 3:07»

0 reviews

   حب مفاجئ صامت 

كانت الشمسُ في ذلك اليوم أكثر دفئًا من المعتاد، تتسلّل عبر زجاج النوافذ العريضة في مقهى «روزيتا» الصغير، فتُرسم دوائر ذهبية على طاولة خشبية قديمة حفرت عليها أسماء عشّاق مرّوا قبلنا. كانت سارة تجلس وحدها، تحدّق في فنجان قهوتها الذي أصبح رمادي اللون بعد أن تبخّرت حرارته. لم تكن تقرأ كتاباً، ولم تكن تستمع للموسيقى، بل كانت تنتظر شيئاً لا تعرف اسمه بعد.  

في تمام 3:07 دقيقة، دخل عمر. كان يحمل حقيبة سوداء وابتسامة خجولة تُخفي وراءها قلباً يرتجف. طلب قهوته المعتادة – إسبريسو دبل – ثم نظر حوله فلم يجد سوى المقعد المقابل لسارة. اقترب وسأل بلطف: «هل يؤذيكِ أن أجلس؟» ردّت دون أن ترفع عينيها: «الكرسي فارغ، لكن النفس مش فاضية». ضحكا معاً، وكأن الجملة كانت مفتاحاً لعالمٍ صغير خُلق في لحظة.  

ابتدأت الحكاية بصمتٍ خجول. كان عمر يكتب كل يوم جملة على ورقة صغيرة، يتركها تحت فنجان سارة قبل أن يرحل. اليوم الأول: «أحببت عينيكِ حين ابتسمت دون كلام». اليوم السابع: «أصبحت أحلم بكِ قبل أن أنام». كانت سارة تُخفي الورق في علبة سجائر قديمة، وتكتب له رداً لكنها لا ترسله أبداً. كانت تخاف من تكرار أمسٍ انتهى بجرحٍ عميق.  

في اليوم الثلاثين، لم تأتِ سارة. انتظر عمر حتى غروب الشمس، ثم غادر. عاد في اليوم التالي، وكانت المقهى مغلقة للصيانة. عاد في اليوم الذي يليه، وجدها جالسة، لكنها كانت تبكي. كانت تحمل كأساً فارغاً وعينيها حمراوان. قالت له بصوتٍ متهدّج: «أنا آسفة، كنت أُصلح ما انكسر بداخلي قبل أن أسمح لأحدٍ أن يدخل».  

ابتسم عمر، ثم أخرج من جيبه كل الورقات التي كتبها لها، ورتّبها على الطاولة لتكوّن جملة واحدة: «أنا لا أحتاج منكِ أن تكوني كاملة، أحتاجكِ كما أنتِ، حتى لو كنتِ مكسورة».  

في الساعة 3:07 بعد عامٍ تماماً، كان عمر وسارة يقفان أمام نفس الطاولة. كان يحمل خاتماً بسيطاً، وكانت تحمل ظرفاً صغيراً مكتوباً عليه: «بعد الظهر، الساعة 3:07، أصبحتُ أعلم أن الحب لا يبدأ من الكمال، بل من قبول العيوب».  

وضع الخاتم في إصبعها، ثم قالت له: «أريد أن أكتب لك جملة جديدة كل يوم، لكن هذه المرة لن أخفيها في الورق، بل في عينيك».  

منذ ذلك اليوم، يعودان في كل 3:07 ظهراً إلى نفس المقعد، لا يكتبان على الورق بعد الآن، بل يكتبان على قلبيهما: «الحب ليس أن تجد شخصاً مثالياً، بل أن تُكمل شخصاً ناقصاً، وتجعله يشعر أنه كامل».

 

1 – الصمت قبل العاصفة كانت الشمسُ تتدفّق من شباك المقهى الصغير عند زاوية الشارع، تُرسم دوائر ذهبية على طاولة خشبية قديمة. كانت سارة تجلس وحدها، تحدّق في فنجان قهوتها الذي برد منذ ربع ساعة. كانت قد أخبرت نفسها إنّها جاءت لتقرأ، لكنها لم تفتح الكتاب حتى الصفحة العاشرة.فجأة، وقع نظرُها على الساعة الحائطية: 3:07. في تلك اللحظة بالضبط، دخل عمرُ من الباب، يحمل حقيبة سوداء وابتسامة خجولة كأنها صنعت لتكون ضوءاً في ذلك المكان.2 – الجملة الأولى وقف عمر يبحث عن طاولة فارغة، فلم يجد سوى المقعد المقابل لسارة.

– «ممكن أجلس؟»

– «الكرسي فارغ، لكن النفس مش فاضية»، قالت ضاحكة دون أن ترفع عينيها عن الفنجان.ابتسم عمر بخفّة، ثم أخرج دفتراً صغيراً وبدأ يكتب. كان يكتب شيئاً ما على هامش ورقة، ثم أغلق الدفتر. بعد دقيقة، دفع الورقة نحوها:«لو كنتِ أنتِ المطر، كنتُ أترك المظلة في البيت.» ارتسمت ابتسامة لا إرادية على وجه سارة.3 – ثلاثون يوماً كانت الساعة 3:07 دقيقة تتحوّل إلى «موعدهما الصامت». كل يوم، كان ينتظرها في نفس الوقت، يجلس في المقعد المقابل، يكتب لها جملة على ورقة صغيرة.– اليوم الثاني: «أحببتُ عينيكِ حين ابتسمت دون أن تتكلمي.»

– اليوم السابع: «أصبحتُ أحلم بكِ قبل أن أنام.»

– اليوم الرابع عشر: «هل يمكن أن أكون جزءاً من ضحكتكِ؟»لم تكن تردّ أبداً بالكلام، بل كانت تكتب له على ورقة أخرى:

– «أحتاج إلى وقت.»

– «أنا خائفة من تكرار الأمس.»4 – الانهيار الصغير في اليوم الثلاثين، دخل عمر ولم تجد سارة. انتظر حتى 3:30، ثم 4:00، ثم غادر. في اليوم التالي، كانت المقهى مغلقة للصيانة.عاد في اليوم الثالث، وجدها جالسة، لكنها كانت تبكي. كانت تحمل كأساً فارغاً، وعيناها حمراء.

– «أنا آسفة، كنتُ أحاول أن أُصلح ما انكسر بداخلي قبل أن أدعكَ تدخل.»ابتسم عمر، ثم أخرج من جيبه كل الورقات التي كتبها لها، ورتّبها على الطاولة لتكوّن جملة واحدة:«أنا لا أحتاج منكِ أن تكوني كاملة، أحتاجكِ كما أنتِ، حتى لو كنتِ مكسورة.» 5 – النهاية التي لم تكن نهاية في الساعة 3:07 بعد سنة بالضبط، كان عمر وسارة يقفان أمام نفس المقهى. كان يحمل خاتماً بسيطاً، وكانت تحمل ظرفاً صغيراً بداخله ورقة مكتوب عليها:«بعد الظهر، الساعة 3:07، أصبحتُ أعلم أن الحب لا يبدأ من الكمال، بل من قبول العيوب.» وضع الخاتم في إصبعها، ثم قالت له:

– «أريد أن أكتب لك جملة جديدة كل يوم، لكن هذه المرة لن أخفيها في الورق، بل في عيونك.»6 – الخاتمة في كل 3:07 بعد الظهر، يعودان إلى نفس الطاولة. لا يكتبان على الورق بعد الآن، بل يكتبان على قلبيهما:«الحب ليس أن تجد شخصاً مثالياً، بل أن تُكمل شخصاً ناقصاً، وتجعله يشعر أنه كامل.»

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles