
حبنا اللي انتصر: من الطفولة للجواز بعد معاناة
قصة حب بدأت بالطفولة وانتهت بالزواج
الحب مش شرط ييجي فجأة، ساعات بيكون موجود من أول يوم من غير ما ناخد بالنا. قصتنا بدأت وإحنا أطفال صغيرين في نفس الشارع، جيران قبل ما نكون أصحاب. كنا بنلعب مع بعض تحت البيت ونضحك من غير حساب، وكانت أيام البراءة هي اللي بتجمعنا. مع مرور السنين، اللعب بقى صداقة قوية، والصداقة دي بقت حب صادق من غير ما نخطط له.
كبرنا سوا، ودخلنا مرحلة المراهقة بنفس الخطوات تقريبًا. في المدرسة كنا بنذاكر سوا، وفي الشارع كنا بنحلم سوا. ساعات كنت أبص لها وأقول في سري: "يا ترى ممكن ييجي يوم وأقول لها إني بحبها؟" بس الخوف كان دايمًا ماسكني. لحد ما وصلنا 19 سنة، وقررت إن الوقت جه أعترف.
يوم ما اعترفت لها مش هنساه. كنا قاعدين على السلم القديم اللي قضينا عليه طفولتنا، والجو كان هادي. قلت لها: "أنا مش قادر أخبي أكتر… أنا بحبك." وشفت الفرحة في عينيها وهي بترد: "وأنا كمان." اللحظة دي بالنسبة لي كانت بداية جديدة، حسيت إن الدنيا كلها بقت أسهل. لكن الحقيقة إن الصعوبات بدأت من هنا.
أهلها كانوا رافضين الفكرة تمامًا. شايفين إننا لسه صغيرين، وإن المشاعر دي مجرد إعجاب وهيعدي. حاولوا يبعدوها عني بكل الطرق، من منع الخروج للضغط النفسي. وكنت بشوفها تعبانة، بس متمسكة بيا. ساعات كانت تبكي وتقول: "هو ليه كل حاجة صعبة بينا؟" وكنت أرد عليها: "عشان ربنا عايز يختبر حبنا، واللي بينا هيستحمل."
مرت أيام وسنين وإحنا في معركة يومية. أوقات كنا بنفقد الأمل، وأوقات كنا نحلم بمستقبل أحلى. حاولت أشتغل وأثبت لهم إني قادر أتحمل المسؤولية. كل جنيه كنت بكسبه كنت حاسس إنه بيقربنا من حلمنا. هي كمان ما قصرتش، كانت بتقف جنبي وتدعمني وتصدق فيا حتى لو الدنيا كلها وقفت ضدنا.
أهلها كانوا عنيدين جدًا. كل مرة نرجع نحاول، يلاقوا سبب يرفضوا بيه. مرة يقولوا "لسه صغيرين"، مرة يقولوا "لسه مش مستقر". بس اللي بينهم وبين بنتهم كان أضعف من اللي بينا. هي كانت كل يوم تثبت لهم إنها مش هتسيبني.
وأخيرًا، بعد صبر طويل ونقاشات لا تنتهي، ابتدى قلبهم يلين. شافوا إني جاد، وشافوا قد إيه بنتهم متمسكة بيا. اقتنعوا إن ده مش وهم مراهقة، لكن حب حقيقي. يوم ما وافقوا كان بالنسبة لي كأني كسبت معركة عمرها سنين.
يوم الفرح جه، وكان بالنسبة ليا أكبر إثبات إن مفيش حاجة مستحيلة. شفتها في الفستان الأبيض، نفس البنت اللي لعبنا وضحكنا وبكينا سوا. وهي ماشية ناحيتي حسيت إني بشوف مشوار حياتنا كله قدامي: من أول لعبة في الشارع لحد الوقوف على الكوشة.
الحياة بعد الجواز ما كانتش كلها سهلة، لكن الفرق إننا بقينا مع بعض رسميًا. كل مشكلة كانت بتقابلنا كنا نعديها بنفس القوة اللي عدينا بيها سنين الرفض والمعاندة. والنهارده لما أبص ورا، أقول: "الحب اللي بدأ بالطفولة، ربنا كمله بالزواج."
القصة دي مش بس حكاية شخصية، لكنها رسالة لكل حد بيحب بجد. لو الحب صادق، هيفضل واقف قدام كل الظروف. يمكن تتأخر الأحلام، يمكن الطريق يكون صعب، لكن النهاية هتكون أجمل مما تتخيل.بعد سنين من التعب والمعاناة والصبر، كان الجواز بالنسبالنا مش مجرد فرحة، لكنه بداية حياة جديدة مليانة بالراحة والسكينة. فجأة لقينا إن كل اللي كنا بنتمناه اتحقق، وبقينا تحت سقف واحد من غير خوف من اعتراض أو رفض. حسينا إننا أخيرًا عايشين الحب الحقيقي في أمان، من غير ما نخاف نفترق أو حد يمنعنا من بعض.
الحياة بعد الجواز علمتنا إن الحب مش بيتوقف عند مرحلة الإعجاب أو المشاعر الأولى، بالعكس، هو بيتطور ويكبر مع الأيام. بقينا نواجه ضغوط الحياة سوا، نساند بعض في التعب، ونفرح بإنجازات بعض مهما كانت بسيطة. وجودها جنبي كل يوم خلاني أحس إن معاناتنا ما راحتش على الفاضي، وإننا فعلاً كنا بنبني أساس متين لحياة مليانة تفاهم وحب.
كل ما الوقت بيعدي، اكتشف جوانب جديدة في شخصيتها تخلي قلبي يتعلق بيها أكتر، وكل ما بنشارك تفاصيل حياتنا اليومية، حبنا بيقوى ويتجذر. بقينا نحس إننا مش مجرد اتنين متجوزين، لكن روح واحدة في جسدين. الراحة اللي لقيناها بعد الجواز أثبتت إن الصبر دايمًا بيجيب نتيجة، وإن الحب الحقيقي فعلاً يستاهل إن الواحد يحارب عشانه.