جزيره الالوان المفقوده

جزيره الالوان المفقوده

Rating 0 out of 5.
0 reviews

                              جزيره الالوان المفقوده 

في قديم الزمان، كان هناك فتى صغير اسمه سليم يعيش في قرية هادئة تطل على البحر. كان سليم يعشق الرسم، وكان يقضي ساعات طويلة يلوّن رسوماته بألوان زاهية. لكن في يوم من الأيام، وجد أن علبة ألوانه أصبحت باهتة، وكأن السحر الذي بداخلها قد اختفى.

ذهب سليم إلى جدته الحكيمة، التي أخبرته عن أسطورة قديمة تقول:

“في أعماق البحر توجد جزيرة خفية تُسمى جزيرة الألوان المفقودة. هناك تختبئ جميع الألوان التي يسرقها الوقت والحزن من قلوب الناس. ومن يجد الجزيرة يستطيع أن يعيد الألوان للعالم.”

 

---

بداية المغامرة

امتلأ قلب سليم بالحماس، وقرر أن يبحر بمركب صغير باحثًا عن الجزيرة. وبينما كان يبحر، هبّت رياح قوية حملته بعيدًا، حتى لمح من بعيد ضوءًا غريبًا يتلألأ فوق سطح الماء. اقترب شيئًا فشيئًا، وفجأة وجد نفسه أمام جزيرة عجيبة، أشجارها رمادية والسماء فوقها بلا لون.

دخل سليم الجزيرة وهو يشعر بالدهشة، وفجأة ظهر أمامه طائر غريب بريش فضي، قال له:

“مرحبًا يا سليم، أنا حارس الألوان. لتعيد الحياة لهذه الجزيرة، عليك أن تجد مفاتيح الألوان الثلاثة: الأحمر للشجاعة، الأزرق للأمل، والأخضر للسلام.”

 

---

المفتاح الأول: الأحمر

بدأ سليم رحلته داخل الجزيرة. في الغابة، وجد كهفًا مظلمًا، وفي داخله حجر أحمر متوهج. لكن أمام الحجر وقف وحش ضخم.

تذكر سليم كلمات الطائر عن الشجاعة، فتقدم دون خوف، وقال للوحش:

“لن أؤذيك، أنا فقط أبحث عن اللون ليعيد البهجة.”

تفاجأ الوحش بكلماته، ثم ابتسم واختفى تاركًا الحجر الأحمر.

 

---

المفتاح الثاني: الأزرق

واصل سليم رحلته حتى وصل إلى شلال جاف، لا ماء فيه. جلس حزينًا، وفجأة ظهرت أمامه سمكة صغيرة تتنفس بصعوبة. التقطها برفق وأعادها إلى بحيرة قريبة، فامتلأ الشلال بالماء من جديد، وظهر حجر أزرق لامع.

عندها أدرك سليم أن الأمل يولد من العطاء.

 

---

المفتاح الثالث: الأخضر

أما المفتاح الأخير، فكان في أعلى جبل بالجزيرة. تسلق سليم الجبل رغم التعب، وعندما وصل للقمة وجد الأرض جافة ومليئة بالصخور.

تذكر أن اللون الأخضر رمز للسلام، فجلس وأغلق عينيه، وبدأ يتخيل الأرض مليئة بالزهور والأشجار. فجأة، دبت الحياة في الصخور، وظهرت غابة خضراء ومعها الحجر الأخضر.

 

---

عودة الألوان

عاد سليم إلى الطائر بالمفاتيح الثلاثة، فابتسم الطائر وقال:

“لقد أثبت أن قلبك مليء بالشجاعة والأمل والسلام. حان الوقت لعودة الألوان.”

طار الطائر فوق الجزيرة، وانطلقت من الأحجار ألوان سحرية ملأت السماء والأرض. الأشجار أزهرت، البحر عاد أزرقًا صافيًا، والزهور تفتحت في كل مكان.

 

---

العودة إلى القرية

عاد سليم إلى قريته حاملًا معه صندوقًا صغيرًا بداخله قطرات من تلك الألوان السحرية. ومنذ ذلك اليوم، صار يرسم لوحات تضج بالحياة، وأصبح الناس يأتون من أماكن بعيدة ليشاهدوا رسوماته التي تذكرهم دائمًا بأن الألوان ليست مجرد طلاء، بل هي الشجاعة والأمل والسلام داخل قلوبنا 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles
-