
مانجال باندي (1827–1857): أيقونة النضال ضد الاستعمار البريطاني
"باندي.. الجندي الذي أشعل حرب الاستقلال"

19 يناير 1827 – أمبكر ناغاز، أتر برديش
توفي في 8 أبريل 1857 – باراكبور، غرب البنغال
كان جنديًا هنديًا في الجيش البريطاني، وكان هجومه على البريطانيين في 29 مارس 1857 مفاجئًا، وأصبح الشرارة التي أشعلت ما يُعرف باسم الثورة الهندية. تمرد يُشار إليه غالبًا باسم حرب الاستقلال الأولى. أعدمت السلطات البريطانية باندي لدوره في الثورة المناهضة للاستعمار في الهند.
الحياة المبكرة كجندي
وُلد باندي في مدينة أكبربور، في فايزاباد بما يُعرف الآن بشرق ولاية أتر برديش في شمال الهند. وتعلم في قرية صغيرة بالقرب من أوليتلور في جنوب غرب ولاية أتر برديش الحالية. في الهند الاستعمارية، كانت المنطقة جزءًا من ولاية أوده الأميرية التي ضُمّت إلى شركة الهند الشرقية عام 1856، مما أدى إلى انتشار اضطرابات واسعة بين شعب أوده. كثير منهم خدموا كجنود سيبوي في جيش الشركة. باندي، الذي كان ينتمي إلى عائلة براهمية من مُلاك الأراضي من الطبقات العليا والمعروفة بتدينها الهندوسي الشديد، التحق بالجيش عام 1849. بعض الروايات تشير إلى أن لواء التجنيد مرّ أمامه وجنده. عُيّن سيبويًا في الفوج البنغالي الـ34، الذي ضم عددًا كبيرًا من البراهمة. كان باندي طموحًا واعتبر مهنته العسكرية حجر الأساس لنجاحه المستقبلي.
خلفية التمرد
تصادم طموح باندي مع معتقداته الدينية، إذ إنه كان يخدم في الحامية بباراكبور (في البنغال الغربية حاليًا) في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر. أُدخلت بندقية إنفيلد الجديدة إلى الهند، وكان يتطلب من الجندي أن يعض طرف الخرطوشة المدهون بالشحم لإعادة تعمير السلاح. انتشرت إشاعة أن مادة التشحيم تحتوي على شحم بقر أو خنزير، وهو ما اعتبره الهندوس والمسلمون تدنيسًا لمعتقداتهم. ساد الاعتقاد بين السيبوي أن البريطانيين فعلوا ذلك عمدًا.
اعتقاله ونهايته
هناك عدة روايات عن أحداث 29 مارس 1857، لكن المتفق عليه أن باندي، ومعه رفاقه من السيبوي، تمرّدوا ضد الضباط البريطانيين. هاجم اثنين منهم، وحاول إطلاق النار على نفسه، لكن تم القبض عليه بعد أن تغلبوا عليه. بعض الروايات تذكر أنه كان تحت تأثير المخدرات، وربما كان تحت تأثير القنب أو الأفيون، ولم يكن مدركًا تمامًا لأفعاله.
سُرعان ما قُدم إلى المحاكمة، وحُكم عليه بالإعدام شنقًا. كان من المقرر تنفيذ الحكم في 18 أبريل، لكن السلطات البريطانية خافت من اندلاع ثورة واسعة إذا انتظرت، فقدموا موعد التنفيذ إلى 8 أبريل. أدى إعدامه إلى اندلاع الثورة في ميري ومناطق أخرى، وبدأ تمرد أكبر امتد في جميع أنحاء الهند، وبرزت فيه شخصيات وطنية مثل راني لاكشمي باي. هذه الفترة عُرفت ببداية الحكم البريطاني المباشر للهند، حيث انتقلت السيطرة من شركة الهند الشرقية إلى التاج البريطاني.
إرث
في الهند، يُذكر باندي باعتباره مقاتلًا من أجل الحرية ضد الحكم البريطاني. سُمّيت حديقة باسمه "باندي بارك"، وأصدرت الحكومة الهندية طابعًا بريديًا تذكاريًا يحمل صورته عام 1984.