
"جاكي شان: من كومبارس بسيط إلى أسطورة الأكشن الكوميدي في هوليوود الجزء الاول
جاكي شان.. البطل اللي قلب الأكشن ضحك!

تعالى نرجع شوية كده ونتخيل إننا في بداية السبعينات، السينما في هونغ كونغ مليانة أبطال بيطيروا في الهوا ويكسروا الحيطان كإنهم من كوكب تاني. وفي وسط الزحمة دي طلع ولد صغير عنده حلم كبير جدًا اسمه **شان كونغ سانغ**، اللي العالم بعد كده عرفه بـ **جاكي شان**.
الواد ده ماكانش جايب الدنيا هزار، اتعلم من صغره في مدارس الأوبرا الصينية، اللي بيخلوا العيال يتمرمطوا في التمارين زي ما يكونوا في معسكر جيش! مرونة، قفزات، حركات بهلوانية، ورقص، وغنا… يعني خلطة كده تخلي أي حد يتخرج من المدرسة دي ينفع يبقى نينجا في فيلم أو مهرّج في السيرك في نفس الوقت.
جاكي دخل السينما في الأول كـ "كومبارس"، يضربوه، يطيروه، يقع من فوق السلالم، وكل ده وهو مبتسم. بس اللي ميعرفوش الناس إن ابتسامته دي كانت وراها كمية كدمات وكسور ربنا وحده اللي يعلم بيها. جاكي اتكسر حوالي 100 مرة، لدرجة إنه بقى عنده موسوعة شخصية للإصابات. ومع ذلك كان يقول: "ماينفعش أوقف التصوير.. الجمهور عايز يشوف الأكشن حقيقي".
أول لمعة… الكوميديا دخلت على الخط

في الوقت اللي الناس كانت بتحب بروس لي عشان الجدية والقوة، جاكي قال: "طب ما نضحكهم شوية مع الضرب؟". ودي كانت فكرة عبقرية! لأنه خلى الأكشن مش مجرد خناقة، لكن كمان عرض كوميدي يخلي المشاهد يضحك وهو ماسك بطنه من الضحك.
فيلم **Drunken Master – 1978** كان نقطة الانطلاقة. جاكي عمل شخصية مقاتل بيتعلم الكونغ فو وهو سكران! يا سلام.. الجمهور اتجنن عليه. تخيل واحد بيتهز ويتلخبط زي العصفورة السكرانة وبيعمل حركات قتالية رهيبة في نفس الوقت. الناس شافت إن جاكي مختلف، مش مجرد نسخة مكررة من بروس لي.
ومن بعدها أفلام زي:
* **Snake in the Eagle's Shadow**
* **The Young Master**
دي اللي خلّت جاكي "وشه يتشهر" ويبقى نجم الصف الأول.
جاكي والمغامرات اللي على أصولها

جاكي كان عنده مبدأ: "أنا أعمل كل حاجة بنفسي". مفيش دوبلير، مفيش خدعة. حتى لو لازم ينط من عمارة 10 أدوار، هيعملها! وده اللي خلّى جمهوره يحبه أكتر. الناس عارفة إن كل قفزة وكل خبطة حقيقية.
أفلامه في التمانينات كانت زي المولد الشعبي: ضحك، أكشن، بهلوانيات. زي مثلًا:
* **Project A** (اللي فيه مشهد السقوط من برج الساعة.. مشهد أيقوني).
* **Police Story** (جاكي اتعلق في باص، اتدلدل، وقع، وده كله على الجد).
* **Armour of God** (اللي وقع فيه من شجرة وكاد يموت).
الراجل ده حرفيًا لعب بحياته عشان يدي الجمهور متعة.
جاكي في التسعينات.. ملك الكوميديا الحركية

لما دخلنا على التسعينات، جاكي بقى "ماركة عالمية". الأفلام بتاعته مش بس بتتعرض في آسيا، دي كمان وصلت أوروبا وأمريكا. وكل واحد كان بيتفرج يقول: "هو إزاي بيعمل كده؟!".
فيلم زي **Drunken Master II (1994)** اتوصف إنه واحد من أعظم أفلام الكونغ فو في التاريخ. الأكشن فيه متقن لدرجة تخليك مش قادر ترمش، والكوميديا تخليك تضحك لحد ما تدمع.
برضه عمل أفلام زي:
* **Supercop** (جاكي بيتشقلب من هليكوبتر على قطار سريع!).
* **Rumble in the Bronx** (الفيلم اللي كسر الدنيا في أمريكا).
جاكي هنا خلاص بقى مش مجرد ممثل صيني، لأ، ده بقى رمز عالمي. حتى الناس اللي ما تعرفش كلمة صيني اتعلقت بيه من كتر ما هو طبيعي وظريف.
سر حب الناس لجاكي
اللي خلّى جاكي مختلف إنك وإنت بتتفرج عليه بتحس إنه "الواد الطيب"، اللي دايمًا بيتلخبط ويتبهدل في نص المعركة، بس في الآخر يكسب. هو مش سوبرمان، بالعكس ده بيقع ويتوجع، وده خلّى الجمهور يحس إنه شبههم.
كمان كان بيصر يوري الناس "الأخطاء والإصابات" في آخر الفيلم. يعني بعد ما الفيلم يخلص، يجيبلك لقطات وراه وهو بيتكسر ويتعالج! وده خلاه قريب من قلوب الناس أكتر، لأنه مش بيضحك عليهم.
جاكي وأفلام العيلة

ميزة جاكي كمان إنه ماكانش بيعتمد على العنف الدموي أو الألفاظ، أفلامه كانت مناسبة للعيلة كلها. تلاقي الأب والأم قاعدين يضحكوا، والعيال منبهرين، والجد قاعد يقول: "هو إزاي وقع كده وما اتشلش!".
وده اللي خلّى أفلامه تنتشر زي النار في الهشيم.
نقدر نقول إن جاكي من بداية السبعينات لحد نص التسعينات عمل لنفسه اسم من ذهب. بدأ من كومبارس بيتبهدل ويتضرب، وبقى أيقونة عالمية للضحك والأكشن. والميزة إنه كان بيضحك مع جمهوره، مش عليهم.
جاكي وقتها كان بيحط الأساس اللي خلى هوليوود تفتح له أبوابها بعد كده، ويشارك في أفلام أمريكية زي **Rush Hour**، بس دي مرحلة تاني
جاكي شان مش مجرد ممثل، ده حالة فنية نادرة. دمج بين الضحك والخطر، بين الكوميديا والقتال، بين المغامرة والطيبة. عشان كده لحد النهارده أي حد يشوفه يبتسم تلقائي.
جاكي في نص التسعينات كان خلاص وصل للقمة، وبقى بطل الطفولة والشباب والكبار. اللي خلاه أسطورة مش بس أكشنه، لكن كمان روحه المرحة وإصراره إنه يدي جمهوره كل حاجة صادقة من قلبه… حتى لو على حساب عظام.