
ابن الهيثم: الفضول الذي غيّر وجه العالم
الحسن بن الهيثم: العالم الذي سبق زمانه
في مدينة البصرة بالعراق سنة 965م، وُلد طفل اسمه الحسن بن الهيثم. من صغره كان مختلف عن غيره، بيحب يسأل أسئلة كتير: ليه السماء زرقا؟ ليه القمر بيغيّر شكله؟ إزاي بنشوف الأشياء؟ أسئلة بريئة، لكنها كانت بداية رحلة طويلة هتخلي اسمه يخلّد في التاريخ.
كيف نرى العالم؟
الناس في زمنه كانوا فاكرين إن العين زي كشاف، بتطلع منها أشعة تنور الأشياء فنشوفها. لكن ابن الهيثم وقف وقال: "الكلام ده مش منطقي… لازم أجرب بنفسي." بدأ يعمل تجارب بوسائل بسيطة: عدسات، مرايا، وغرف مظلمة. وبعد شهور من البحث، اكتشف الحقيقة: العين ما بتطلعش ضوء… الضوء هو اللي بيدخل للعين.
كان ده اكتشاف ضخم، غيّر فهم الناس للرؤية، وأسس علم البصريات الحديث.
تجربة الصندوق المظلم
في واحدة من أشهر تجاربه، جاب ابن الهيثم صندوق مظلم وعمل فيه ثقب صغير. لاحظ إن الضوء اللي يدخل من الثقب بيعمل صورة مقلوبة للجسم على الحائط الداخلي للصندوق. الناس استغربوا، لكن دي كانت البداية الحقيقية لاختراع الكاميرا اللي بنستخدمها النهارده!

أسرار الضوء والسماء
ابن الهيثم كان زي الطفل الفضولي اللي مش بيزهق من الأسئلة. بصّ للسماء وسأل: ليه بيظهر قوس قزح بعد المطر؟ ليه في ظل بيتكون وبيختلف حجمه؟ ليه السماء بتنور حتى بعد غروب الشمس؟
جاوب على الأسئلة دي بالتجربة والحساب. درس انعكاس الضوء في المرايا، وانكساره في المياه والزجاج، وشرح ظاهرة قوس قزح بطريقة علمية دقيقة.
الرياضيات والفلكابن الهيثم: الفضول الذي غيّر وجه العالم
ما كانش عالم بصريات بس، ده كمان كان عبقري في الرياضيات. قدر يحل مسائل صعبة عن المساحات والحجوم، وكتب كتب في الهندسة. وفي الفلك، انتقد بعض أفكار بطليموس القديمة، واقترح تفسيرات جديدة لحركة القمر والكواكب. تخيل… واحد من أكتر من ألف سنة بيناقش أفكار أكبر علماء زمانه وبيقول: "ممكن يكونوا غلط."
لمحات من الفيزياء
ومن خلال دراسته للضوء، لاحظ إن الأشعة بتسير في خطوط مستقيمة، وكتب عن سرعة الضوء. والأجمل إنه لمح لفكرة قريبة من قانون القصور الذاتي اللي نيوتن هيكتبه بعد قرون. يعني كان سابق عصره بمسافات كبيرة.
سر نجاحه: طريقته في التفكير
لو سألت: "إيه اللي خلّى ابن الهيثم مختلف عن باقي العلماء؟" هتلاقي الإجابة في طريقته. هو أول واحد تقريبًا قال:
لازم نشوف بعينينا.
نجرب ونشوف النتيجة.
نكتب ملاحظاتنا ونرجع نجرب تاني.
دي اللي اتسمّت بعد كده المنهج العلمي التجريبي، واللي كل العلوم الحديثة اتبنت عليه.
أثره بعد وفاته
ابن الهيثم عاش في بغداد والبصرة، وبعدين انتقل للقاهرة حيث قضى باقي حياته. كتب أكتر من 200 كتاب في البصريات والرياضيات والفلك. وبعد وفاته سنة 1040م، تُرجمت كتبه للغات أوروبا. علماء زي "كبلر" و"روجر بيكون" اتعلموا من كتبه، وبفضله بدأ نور العلم ينتقل من الشرق للغرب.