
حمام كلية اداب
حمام كلية الآداب: صدى الصنبور اللي مش بيقفل
مدخل الرعب: حمام الدور الأرضي
سيف ويوسف، اتنين صحاب بيدرسوا في كلية الآداب اللي معروفة بمبانيها القديمة واللي دايماً بتحكي عنها أساطير حضرية بين الطلبة. كانت أيامهم بتعدي عادي، مذاكرة وهزار، لحد ما اضطروا يستخدموا حمام الدور الأرضي القريب من مدرجهم. الحمام ده كان دايماً ضلمة ومترمي، والكل بيتجنبه.
سيف كان دايماً بيضحك على قصص الأشباح اللي بتطلع على الجامعة، وبيعتبر إن كل دي خرافات من الناس الفاضية. أما يوسف، فكان قلبه خفيف، ومبيحبش الجو الكئيب ده.
المشاكل بدأت لما يوسف لاحظ حاجة مريبة: صوت صنبور مياه بيسرب بشكل متواصل في آخر كابينة، حتى لما محدش بيكون موجود.
أول لمحة: المية اللي بتفتح لوحدها
في يوم، دخل يوسف الحمام وكان لوحده. سمع صوت التسريب المعتاد، بس المرة دي، صوت المياه علي فجأة كأنه حد فتح الحنفية على آخرها، ورجع يوطى تاني لوحده.
يوسف خاف وبص بسرعة على الكابينة اللي طالع منها الصوت. لقاها مقفولة من جوه. استنى ثواني، الصوت اختفى خالص، بقى صمت تام مخيف.

خرج يوسف يجري لـ سيف اللي كان مستنيه عند الكافيتريا، وكان وشه مخطوف.
“سيف، أنا شفت حاجة غريبة قوي في حمام تحت.”
"إيه يا عم؟ شفت مدرس؟" سيف قالها بضحكة باردة.
يوسف حكى له اللي حصل بالتفصيل، إزاي الحنفية فتحت وقفلت لوحدها، وإزاي الباب كان مقفول.
رد سيف وهو بيهز كتافه بلامبالاة: “يا يوسف، دي كلية مبانيها كلها بتنزل مية من كل حتة. أكيد الصنبور بايظ، والضغط بيزيد فـ بيفتح لوحده، بعدين بيرجع يوطى. وكون إن الباب مقفول، فـ أكيد عامل النظافة قفله عشان محدش يستخدم الكابينة البايظة دي. بطل تهيؤات وروح اشرب قهوة.”
مازن ما صدقش. زي أي شخص منطقي، كان بيرفض أي تفسير خارق للطبيعة، وحس إن يوسف بيزودها عشان يشد انتباهه.
تزايد الضغط: الاسم المكتوب بالبخار
الوضع زاد سوءاً في الأسبوع اللي بعده. كان يوسف بيشرب مياه من حنفية الحوض، سيف كان واقف مستنيه برة الحمام. يوسف بص في المراية الكبيرة اللي على الحيطة. المراية كانت مغبشة شوية من الرطوبة.
وهو بيبص، شاف كلمة بتتكتب على المراية بالبخار من ورا. الكلمة كانت واضحة جداً: "اخرج". وبعدها بثانية، اتمسحت الكلمة وكأن إيد باردة مسحتها بسرعة.
يوسف اتنفض وخرج يجري، وهو بيترعش. حكى لـ سيف اللي شافه.
سيف اتضايق من الدراما الزيادة: “يا يوسف! إيه 'اخرج' دي؟ أنت بتتفرج على فيلم عربي قديم؟ أكيد حد كان بيكتب على المراية وانت دخلت. أو يمكن الرطوبة نفسها عملت الخط ده وأنت تخيلت إنه كلام. أنت مضغوط من الامتحانات ولا إيه؟ أنت محتاج تريح شوية.”
الأدهى، إن سيف استغل الموضوع عشان يسخر منه قدام صحابهم. بدأ يقول "أهه، الشبح بتاعنا قرب يخرج من الحمام!" وده خلى يوسف يحس بـ عزلة كبيرة.
المواجهة الأخيرة: المفتاح والدموع
في ليلة متأخرة، كانوا بيذاكروا في المدرج عشان عندهم امتحان صعب تاني يوم. اضطر يوسف إنه يدخل حمام الدور الأرضي تاني. كان خايف جداً.
المرة دي، مدخلش الكابينة اللي فيها الصوت. دخل كابينة تانية، وسمع صوت بكاء خافت جاي من الكابينة اللي جنبه بالظبط.
خبط يوسف على الباب: “لو سمحتي، أنتِ كويسة؟”
صوت البكاء زاد، وبقى فيه زي همسة بتتكلم بس مش مفهومة.
يوسف حس إن الباب بيترزع عليه جامد. خرج بسرعة، وهو بيبص على باب الكابينة اللي كان طالع منه الصوت، لقى مفتاح حديد قديم مرمي على الأرض. المفتاح كان سخن ومحروق، كأنه كان في النار.
جرى يوسف وهو بيمسح دموعه اللي نزلت غصب عنه من كتر الرعب، وورى المفتاح لـ سيف في المدرج.
“شوف! ده مفتاح كان مرمي جنب الكابينة اللي فيها صوت البكاء. سخن ومحروق كده من إيه؟”
أخذ سيف المفتاح، وبص فيه بتركيز: “ده مفتاح قديم بتاع دواليب المعامل اللي فوق. أكيد حد من الطلبة رماه هنا بالغلط، والـ تسخين ده ممكن يكون من أي حاجة، الشمس، أو مدفأة كانت هنا.”
ثم بص سيف في عيون يوسف: “أنت بتعيط يا يوسف؟ أنت محتاج تروح لدكتور، مش تيجي تذاكر. أنا متأكد إنك دلوقتي بتشوفني أنا كمان شبح.”
صدمة يوسف كانت في رد فعل سيف. كان سيف بينظر له باقتناع تام إنه مريض نفسياً، ومكنش فيه أي شك في عينيه. يوسف أدرك إن حتى لو جاب له الكيان الغامض ده وحطه قدام عينيه، سيف مش هيصدق. كان يوسف وحيداً في رعب حمام الجامعة، والرعب الأكبر كان في إنكار أقرب صديق له للواقع اللي بيعيشه. الكيان نجح في عزله تماماً.
هل القصة مناسبة؟