
رواية أول مليون: الجزء الثاني
رواية أول مليون
الجزء الثاني: لقاء المصير
الفصل الأول: موعد مع التغيير
في صباح اليوم التالي، استيقظ ياسم قبل ساعتين من موعده المعتاد. كان التوتر يملأ وجدانه وهو يتجه نحو مقهى "العارف" في ديرة. كان المقهى بسيطاً أنيقاً، يختلف تماماً عن المقاهي الفاخرة التي اعتاد عليها.
جلس في زاوية هادئة ينتظر، وكلما دخل شخص إلى المقهى كان قلبه يخفق بشدة. ثم فتح الباب ودخل رجل في الخمسينيات من عمره، يلبس بزة بسيطة وأنيقة، يحمل حقيبة جلدية قديمة لكنها نظيفة.
"ياسم؟" سأل الرجل وهو يقترب منه مبتسماً.
"نعم، د. فريد؟"
"أهلاً بك يا بني"
الفصل الثاني: أول درس في الثروة
جلس د. فريد وأمر بقهوة عربية أصيلة. نظر إلى ياسم نظرة محبة وقال:
"أخبرني عن يومك بالأمس"
بدأ ياسم يحكي عن معاناته المالية، عن الديون، عن الراتب الذي يتبخر في آخر كل شهر، عن شعوره بالعجز والفشل.
قال د. فريد: "لنبدأ بسؤال بسيط: كم تدفع للدولة كضرائب؟"
رواية أول مليون
الجزء الثاني: لقاء المصير
الفصل الأول: موعد مع التغيير
في صباح اليوم التالي، استيقظ ياسم قبل ساعتين من موعده المعتاد. كان التوتر يملأ وجدانه وهو يتجه نحو مقهى "العارف" في ديرة. كان المقهى بسيطاً أنيقاً، يختلف تماماً عن المقاهي الفاخرة التي اعتاد عليها.
جلس في زاوية هادئة ينتظر، وكلما دخل شخص إلى المقهى كان قلبه يخفق بشدة. ثم فتح الباب ودخل رجل في الخمسينيات من عمره، يلبس بزة بسيطة وأنيقة، يحمل حقيبة جلدية قديمة لكنها نظيفة.
"ياسم؟" سأل الرجل وهو يقترب منه مبتسماً.
"نعم، د. فريد؟"
"أهلاً بك يا بني"
الفصل الثاني: أول درس في الثروة
جلس د. فريد وأمر بقهوة عربية أصيلة. نظر إلى ياسم نظرة محبة وقال:
"أخبرني عن يومك بالأمس"
بدأ ياسم يحكي عن معاناته المالية، عن الديون، عن الراتب الذي يتبخر في آخر كل شهر، عن شعوره بالعجز والفشل.
قال د. فريد: "لنبدأ بسؤال بسيط: كم تدفع للدولة كضرائب؟"

نظر ياسم محتاراً: "ضرائب؟ نحن لا ندفع ضرائب في الإمارات"
ضحك د. فريد: "بل تدفع، لكنها تسمى باسم آخر. دعني أسألك: كم تنفق على:
القروض؟
البنزين؟
المواقف؟
السكن في مكان بعيد عن العمل؟
هذه كلها ضرائب خفية تدفعها مقابل عدم تخطيطك المالي"
الفصل الثالث: قانون التدفق النقدي
أخرج د. فريد ورقة وقلماً وبدأ يرسم دائرة:
"هذه أنت. لديك تدفقات نقدية داخلة وخارجة. المشكلة أنك تركز على زيادة الدخل، لكنك لا تركز على إدارة التدفقات الخارجة"
ثم رسم مخططاً آخر:
"الشخص الغني يجعل التدفقات الداخلة تتوزع على:
نفقات ضرورية
مدخرات
استثمارات تولد تدفقات داخلة جديدة
أما أنت فكل تدفقاتك الداخلة تذهب إلى:
نفقات ضرورية
نفقات غير ضرورية
ديون"
الفصل الرابع: خطة الإنقاذ
وضع د. فريد خطة عملية لياسم:
المرحلة الأولى: (3 أشهر)
تسديد ديون البطاقات الائتمانية
تقليل المصاريف غير الضرورية 50%
بناء مدخرات طوارئ صغيرة
المرحلة الثانية: (6 أشهر)
البدء في استثمار بسيط
تطوير مهارات تزيد دخله
إعادة تمويل القروض بفوائد أقل
المرحلة الثالثة: (سنة)
بناء محفظة استثمارية متوازنة
الوصول إلى حرية مالية جزئية
الفصل الخامس: مواجهة الواقع
عاد ياسم إلى بيته وهو يحمل الخطة وكأنه يحمل كنزاً. لكن أول اختبار كان بانتظاره.
في اليوم التالي، دعاه أصدقاؤه إلى العشاء في مطعم فاخر. حاول ياسم الاعتذار، لكنهم أصرّوا.
في المطعم، نظر إلى قائمة الأسعار وشعر بالدوار. وجبة واحدة تساوي مصروف أسبوع كامل منه.
"سآخذ سلطة فقط، لست جائعاً" قال ياسم
ضحك صديقه: "ماذا بك؟ هل أصبحت فقيراً suddenly؟"
احتار ياسم بين التمسك بخطته والاستسلام لضغط الأصدقاء.
الفصل السادس: القرار المصيري
أخيراً، نظر ياسم إلى أصدقائه وقال:
"في الحقيقة، أنا أعيد تنظيم حياتي المالية. وهذا المطعم فوق طاقتي حالياً"
صمت الجلسة، ثم بدأ الضحك.
"أنت تمزح يا ياسم! راتبك يكفي لعشر وجبات مثل هذه!"
لكن ياسم أصر على موقفه. غادر المطعم وحيداً، يشعر بخليط من الغربة والفخر.
في تلك الليلة، تلقى رسالة من د. فريد:
"الفقراء يخشون نظرة الناس، والأغنياء يخشون تقصيرهم تجاه أنفسهم. كنت اليوم غنياً"