رواية أول مليون: الجزء الأول

رواية أول مليون: الجزء الأول

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

رواية أول مليون

 

الجزء الأول: الصحوة المُرّة

 

الفصل الأول: صحوة الرصيد

 

كان صوت الهاتف ينطلق باصرار، ليس برنة مكالمة عادية، بل ذلك التنبيه المزعج الذي يعلن عن رسالة بنكية. تدحرج "ياسم" في سريره، حاول تجاهل الصوت، لكن شيئاً ما داخله دفعه لتمديد يده نحو الجهاز.

image about رواية أول مليون: الجزء الأول

فتح الرسالة، وكانت كما يتوقع: "رصيدك الحالي: 1,475 درهماً. سيتم خصم 900 درهم كقيمة استحقاق للقرض الشخصي غداً."

سقط الهاتف من يده وهو يحسب بسرعة: 1,475 ناقص 900 يساوي 575 درهماً. وبعد غدٍ سيُخصم إيجار الشقة البالغ 1,200 درهماً. الرياضيات البسيطة كانت تقول له: أنت مفلس.

نهض من سريره وكأن العالم يدور حوله. نظر من نافذة غرفته الصغيرة في تلك الشقة المتواضعة في إحدى ضواحي دبي. كانت الشمس تشرق على المباني الزجاجية الشاهقة حيث يعمل، بينما هو يعيش في هذا الحي البعيد لأنه لا يستطيع تحمل تكاليف السكن في مكان أفضل.

 

الفصل الثاني: دوامة المصاريف

 

في الطريق إلى العمل، كان كل شيء يذكّره بضائقته المالية:

محطة البنزين: 50 درهماً

موقف السيارات في المكتب: 15 درهماً

كوب القهوة من المقهى الفاخر: 25 درهماً

"لماذا أشرب قهوة بـ 25 درهماً وأنا لا أملك حتى ثمن إيجاري؟" سأل نفسه بمرارة.

في المصعد، التقى بصديقه "نور" الذي بدا عليه الانزعاج أيضاً.

"ماذا بك؟" سأله ياسم.

"أختي تزوجت الأسبوع الماضي، والآن أبي يطلب مني المساعدة في مصاريف الزفاف. كأن الراتب يكفي أصلاً!" قال نور متذمراً.

"وكم أنفقت؟"

"آخر راتبي كاملاً، 8000 درهم. والآن أنتظر الراتب القادم وأنا لا أملك ثمن وجبة الغداء."

 

الفصل الثالث: لقاء القسم المحاسبي

 

في منتصف النهار، استدعته مديرة الموارد البشرية.

"ياسم، أنت موظف متميز، ونقدر عملك. لكن القسم المالي أبلغني أنك تأخرت في سداد ثلاث أقساط من قرض السيارة."

شعر ياسم بالحرج الشديد. "أنني سأحل الأمر هذا الشهر، سلمى."

"المشكلة أن هذا يؤثر على تقييمك الوظيفي. الشركة تقدمت لك بقرض السيارة كامتياز وظيفي، والتأخر في السداد يضعنا في موقف محرج."

عاد ياسم إلى مكتبه محطم النفس. حتى وظيفته أصبحت في خطر بسبب ديونه.

 

الفصل الرابع: جلسة المساء المُفجِعة

 

في ذلك المساء، بينما كان يجلس وحيداً في شقته، قرر مواجهة الحقيقة. أحضر كل فواتيره وكشوف حسابه البنكي وبدأ في عمل موازنة:

الدخل:

الراتب: 8,000 درهم

المصروفات:

إيجار الشقة: 1,200

قرض السيارة: 1,500

القرض الشخصي: 900

بطاقات الائتمان: 1,200

بنزين ومواقف: 800

طعام: 1,000

موبايل وإنترنت: 400

مصاريف شخصية: 1,000

المجموع: 8,000 درهم

كانت الصدمة. هو يعمل لمدة ثلاث سنوات، وراتبه يبدو جيداً، لكنه في النهاية لا يملك شيئاً. بل الأسوأ، أنه مدين بأكثر من 80,000 درهم بين قروض وبطاقات ائتمان.

 

الفصل الخامس: اللحظة الفاصلة

 

بينما كان يتصفح هاتفه باحثاً عن حل، ظهرت له إعلانات:

"كيف تصبح مليونيراً في سنة؟" "استثمر في العملات الرقمية واصبح غنياً بين عشية وضحاها"

كانت كلها وعود وهمية. لكن إعلاناً واحداً لفت انتباهه: "ندوة مجانية: الأسرار المالية التي لم يعلموك إياها في المدرسة."

سجل اسمه دون تردد.

في الندوة التي حضرها عبر الإنترنت، سمع كلمات غيرت نظرته للحياة:

"المال ليس هدفاً، المال نتيجة. النتيجة لماذا؟ للقيمة التي تقدمها. الفقر ليس أن لا تملك مالاً، الفقر أن لا تملك خيارات."

كان المتحدث رجلاً في الخمسينيات من عمره، يتكلم بلغة عربية فصحى ممزوجة ببعض المصطلحات الإنجليزية عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم المالية.

"معظم الناس يعملون من أجل المال، بينما الأغنياء يجعلون المال يعمل من أجلهم."

 

الفصل السادس: البداية الحقيقية

 

بعد الندوة، أرسل ياسم رسالة للمحاضر:

"د. فريد، شكراً لك على الكلمات التي غيرت نظرتي للحياة. أنا شاب في الثامنة والعشرين، أعمل وأكاد لا أجمع شيئاً. بل أنا مدين. أريد أن أتعلم منك."

وبعد ساعات، جاء الرد:

"أهلاً ياسم، مشكلتك ليست في الدخل، مشكلتك في العقلية المالية. إذا أردت التغيير، قابلني غداً في مقهى "العارف" في ديرة الساعة العاشرة صباحاً."

هكذا انتهى الجزء الأول، وبدأت رحلة ياسم الحقيقية من الفقر المالي إلى الحرية المالية.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

9

متابعهم

4

متابعهم

2

مقالات مشابة
-