العفو اجمل من الغضب ( قصه ليلي و العصفور)
المقدمه :

في صباحٍ مشرقٍ من أيام الربيع، خرجت ليلى الصغيرة إلى الحديقة لتقطف الزهور، لكنها لم تكن تعلم أن هذا اليوم سيعلّمها أجمل دروس الحياة.
حين غضبت من عصفورٍ ظنّت أنه تجاهلها، ارتكبت خطأً جعلها تندم، ثم تكتشف أن العصفور سامحها رغم الأذى.
قصة «ليلى والعصفور الذي سامح» تُرينا أن العفو قوة، والتسامح طريق السعادة
محتوي القصة :
في قريةٍ صغيرة تحيط بها الأشجار، كانت تعيش فتاةٌ تُدعى ليلى. كانت محبوبةً من الجميع، لكنها أحيانًا تغضب سريعًا وتقول كلامًا دون أن تفكر فيه من شده غضبها.
وفي صباحٍ جميل، خرجت ليلى إلى الحديقة تحمل سلة صغيرة لتجمع الزهور لوالدتها. وبينما كانت تقطف الأزهار، سمعت صوتَ عصفورٍ يغرد فوق شجرة قريبة. رفعت رأسها وقالت مبتسمة:
– "ما أجمل صوتك أيها العصفور!"
لكن العصفور لم ينتبه لها، فقد كان منشغلاً ببناء عشه. شعرت ليلى بالضيق، وظنّت أنه يتجاهلها. فقالت بغضب:
– "لن أجمع الزهور تحت شجرتك بعد الآن، أيها المغرور!"
وألقت بحجرٍ صغيرٍ قرب الشجرة، فطار العصفور خائفًا، ووقفت ليلى غاضبة ثم عادت إلى البيت.
في المساء، رأت ليلى العصفور نفسه يقف على حافة النافذة، جناحه الصغير مائل كأنه يؤلمه. شعرت بالذنب، واقتربت منه بهدوء قائلة:
– "أوه لا... هل أصابك الحجر الذي رميته صباحًا؟ لم أقصد أن أؤذيك، كنت فقط غاضبة!"
نظر إليها العصفور بعينيه الصغيرتين، وغرّد بصوتٍ خافت كأنه يقول: "أنا بخير يا ليلى، لا تقلقي."
في تلك اللحظة، شعرت ليلى بحرارةٍ في قلبها، وقالت في نفسها:
– "لقد سامحني رغم أنني كنت السبب في ألمه!"
أحضرت قليلاً من الماء وحبوب القمح، ووضعتها أمامه. جلس العصفور يأكل بهدوء، ثم رفرف بجناحيه وحلّق مبتعدًا. كانت ليلى تنظر إليه ودموعها تلمع من الندم والامتنان.
في اليوم التالي، خرجت إلى الحديقة من جديد، وجمعت أجمل الأزهار، وصنعت منها تاجًا صغيرًا. جلست تحت نفس الشجرة وقالت بصوتٍ عالٍ:
– "أيها العصفور الجميل، أعدك أن أكون أكثر صبرًا ولطفًا من الآن فصاعدًا. لقد تعلّمت منك درسًا رائعًا في العفو."
فجأة، عاد العصفور ووقف فوق غصنٍ قريب، وغرّد لحناً جميلاً كما لم يفعل من قبل. ابتسمت ليلى وقالت:
– "كأنك تقول إنك سامحتني حقًا!"
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى صديقة الطيور والحيوانات جميعًا. وإذا غضب أحد أمامها، كانت تبتسم وتقول له بلطف:
– "الغضب لا يحل الأمور، لكن العفو يُصلح القلوب."
كانت تُعلّم أصدقاءها في المدرسة أن الاعتذار لا يُنقص من قدر الإنسان، بل يزيده جمالاً، وأن من يسامح يمتلك قلبًا قويًا محبًا.
وفي كل صباح، كانت ليلى تفتح نافذتها لتسمع صوت العصفور، الذي أصبح يغني لها أغنيةً خاصة، وكأنه يذكّرها كل يوم بأن العفو أجمل من الغضب، وأن القلب المتسامح هو بيت السعادة الحقيقي.
💖 هدف القصه :
انه عندما يخطئ أحدنا، لا تخافوا من الاعتذار، وعندما يخطئ غيركم، سامحوه من قلوبكم.
فالعفو يجعل قلوبنا بيضاء مثل السحاب، ويُقرّبنا من الناس الذين نحبهم 💛.