مسرحية أفكاري بعد نزاعي مع الليل

مسرحية أفكاري بعد نزاعي مع الليل

0 reviews

المقدمة:
التسكع في الليل رفقت أصدقائي و التركيز في تفاصيل الحياة التي ليست مهمة للأغلبية جعلني أسافر بسفينة أفكاري الى المعنى الجوهري للخلق و الحياة و الحب و الإحساس بهم.
في معضم الأحيان لا يروق لي التفكير كثيرا نظرا للواقع المزيف الذي يعيش فيه الناس و حرب المادة التي نعيشها. وتصنع المجتمع و تهتيك هذه الأفكار و المبادء. لهذا أجد نفسي اعيش في حرب قد أكون لم أختر نفسي للوجد بها و هي حرب الأفكار ألتي في نظام تكون .
في نظام تكون :
كل هذا الكون بمجرات و كواكب و مخلوقات في نضام كوني تكون . و الخالق هو من حدد هذا النظام، فلا نستطيع خرق هذا النظام و تغيره رغم كل الأشياء التي قد لا نرغب بها و السيء لأن كل شيء ورأه سبب و غاية.
الخلق: 
قد لا أكون متعمق بالدين لكن لديا دراية بما يلزمني على الاقل . 
خلق الله هذا الكون لتسخيره لبنو آدم و خلق لهم الأرض لتكون مرعا لهم و يستخلفو الله فيها و جعل لهم هبت العقل لتطوير الذات و تعمير الأرض و إستكشاف الكون .
يبدو هذا منطقيا، لكن لمذا؟ 
الله قدير على كل شيء و خلق القضاء و القدر و العلم و العقل ليقدر الإنسان قدره فلا يقول قدر الله لي ذلك . 
و يعلم الله الغيب و يحاسب الإنسان بما فعله و قضاه له ، مع العلم ان الله جعل على كل انسان كتاب فيه حياته و بعد هذا يحاسبنا بما قضاه لنا و ما قدرنا لانفسنا... 
هذا لا يكفي...هناك شيء أعمق من هذه السطحيات التي قد يكون تعمقت قليل فيها.
السبب الاصلي للخلق مجهول فهذا ليس كافيا هناك شيء ما أعمق من هذا...
لا يبدو الأمر عديا. خلق هذا الكون و الأرض لأجل البشر فقط , قد يمكن ان يكون هناك مخلوقات أخرى في مكان آخر:" نحن هنا نسير في غابة الحياة بدون دليل على مصرعنا تعالو الينا فنحن و انتم لا ذنب لنا وضعنا في هذا العالم دون أن نختار انفسنا و حياتنا . و لا نعلم سبب خلقنا و خلق هذا الكون و هذا النظام الكوني و لا نعرف خلق الخلق و خالقهم لكن نعرف و أغلبنا مدرك ان هناك إلاه مسير لهذا الكون و النظام و كلما ما تعمقنا في فلسفة لكل مخلوق خالق فمن خلق الخالق لا نصل لشيء و لا يمكن لعقلنا تحمل التفكير في هذا لذلك قال الله تعالى( قول هو الله آحد) قول في صغت الأمر اي لا يمكن لنا التفكير في هذا الموضوع لأنه من الغيبيات و خارج قدرتنا الفكرية و العقلية "
اضن اني مخضرم الافكار و متضارب الافكار لا أعلم لكن هذه أفكاري على الأقل .
نحن مخلوقات خلقنا ضعيفة البنية لكن هبت العقل صنعت كوارث منذ خلق البشرية من تميز و حروب و بطش. 
لم يتوقف التفكير بعد فلم نصل الى السبب الأصلي للخلق و الغاية من الولادة و الحياة و الموت ثم الحساب... لماذا فعل الله هذا ؟
لا أضن أبدا أن هذا للإستخلاف و تعمير الأرض فقط...هناك لغز حيرني و أخذ وقتي من التفكير و لم و لن أصل بشيء على الأغلب
لكن سوؤل اذا لكل مخلوق خالق فمن خلق الخالق خطء فالله خالق و الخالق ليس مخلوق بالخالق.
الإحساس:
آه... هذا مسرحي هو الإحساس و المشاعر . هههه أصبحت داريا بكل الأصناف في هذا العالم و ذلك برأيت و سماعي للعديد من المعبرين عن الأحاسيس بمفاهيم مخطئة .
الإحساس كيان داخلي يجمع العديد من المشاعر و يجعلها مثل شخصيات تعيش داخلك تتحرك كل واحدة فيهم مع وضعية محدد، فالخوف إحساس يكتم الأنفاس و الروح و يرفع مستوى دقات القلب و يجعل الأطراف تتعرق و تقطر من العرق.
القلق ذالك الإحساس اللعين يخرج عند القلق على شيء أو شخص من شيء ما. عند القلق ترتعش أطوافك و تأكل أضافرك و تحرك عيناك في الارجاء....هذا ليس مهم فالإحساس ألذي يختلف مفهومه بين الناس و الأغلب لا يفقه في عالمه شيء، هو الحب هذا الإحساس عالم كبير و فلسفة لم ينجو منها العشاق مثل روميو و جوليات و عنتر و عبلى...
الحب هو أكثر إحساس يترك أثر في الشخص و حياته و يختلف حسب العمر و المحبوب. لست مخضرما الأن...أنا أعلم ماذا أقول...
تبدأ رحلت الحب منذ الوالد و حب الأم بعدها تأتي مرحلت حب الذات و النفس لكي تستطيع العيش و التمتع بالحياة و الوصول الى الغاية بحتكاكك بالمجتمع و التعرف على العديد من الأشخاص الى ان يأتي يوم لا تعرف مالذي يحدث اليك فتجد نفسك شديد التفكير و الشردان و الحزن و ينقبض قلبك و انفاسك عند رأيت ذالك الشخص أي رأيت الحبيب عندها تحس بحرب مشاعر و احاسيس جياشة تتصارع في ضلالي روحك و عقلك...و كلما تراها تنسى العالم بحروبه و كوارثه وبشره فتحس كانكما روحاني تسبحان في بحر الفضاء الخارجي بلا ضجيج و لا كلام و لا قوانين فيزيائية أو نظام كوني.
تسبح في بحر عينها لحد الغرق و لا تنجو لحد سماع صوتها ليكون سترت نجاتك للعودة إلى العالم اللعين الزائف...
عبر نافذة:
النظر عبر النافذة و حده يجعلني افكر في ما ترى عيني...عالم كئيب بلا روح و إحساس يزوره الناس للعب أدوار وضعو فيها غصب...يسيرون في هذا العالم كمجاهدين في العيش الكريم أخذين همومة الدنيا و أثقالها على كاهلهم...أسمع إقاعة مشيتهم السريعة للوصول للمبتغة وهو المأكل و المشرب و ذلك بعد صراع مع الحياة و شبح الحياة العملياتية أو الروتنية المرعب...لتتيقن بخديعة هذه الحياة و هو انقسامه للعالم البرجوازين الذين يضنون انفسهم آلهى و خلق هذا العالم لأجلهم فقط... يفعلون مايحلو لهم دون قيود قانونية أو دينية...يعشون حياة سهلة و رغدة...
و في نظيرهم الطبقة البرولتارية رغم قسوة العيش عندنا و مرارتها و اظطهادنا و سرقتنا الا ان حياتنا فيها القليل من الحلوة و لا يوجد بها تصنع و تكبر لا ثراء و لا سفر و لا حفلات
فنحن نستمتع بالحرمان و قلت المال و و عدم السفر و السهر تحت ستار الليل و التسكع في أزقت الحي...
قد أكون بالغتو قليلا لكن نحن لدينا نعمة لايملكونها و لايستطعون إمتلكها و هي نعمة القناعة فهي منجدنا من هذه القسوت و التعب...
في الحافلة:
الجلوس أو الوقوف في الحافلة لا يغير شيء مادمني بدون سماعات فهي ملاذي من التنوعات الإجتماعية و الطبقات العمورية .
في ذالك الكرسي تلميذ أرهقه يومه من الدراسة بعد دراسته لثمانيت ساعات و إبتعاده عن عائلته لمدة 12 ساعة و البرامج الدراسية ألتي تقتل فيك حب العلم و طلبه و تحرمك من الأنشطة الرياضة و الثقافية ألتي تغذي روحه و تعالجها من فيروسات المجتمع...و بعد مسيرة العديد من السنوات الدراسية و خروجه من روتين الدراسة يدخل الى المرحلة الثانية من الروتين و هي العمل ضمن وضيفة و أجر قار لحد بلوغه شبح الموت حينها يكون قد أيقنة انه سلب منه عمره و ضاعة دون أن يكون نفسه....
إلتفت الى خلفي فرأيت نموذج عن الحياة الروتينية كهل قد يكون في الأربعنات أو الخمسينات من عمره يتكئ على عمود الحافلة يلتفت تارة الى اليمين و أخرى الى الشمال ثم يضع رأسه على العمود لكي ينال القليل من الراحة يغوص بخياله الى عالم ما أحسن...عالم يكون فيه مرتاح البال و من هم الدنيا و صعوبتها...ثم يستفيق من الحلم لينزل في محطته.... 
ولكن من اكثر الاشياء التي شدت انتباهي امراة حامل على باب ولادة ترافقها ابنتها النائمة على كرسي الحافلة تلتفت في الارجاء باحثتا عن منجد لها لتستطيع النزول من الحافلة بأقل أضرار للحرب الواقعة بها...هنا احسست ان جميع من حولي أحياء عند إقبالهم على مد اليد الرحيمة إليها و إنعاشها من مشكلتها... 
دقائق:
علاقة الدقائق و الساعة و الوقت علاقة لايمكن للجميع التيقن بها و هي تحديدهم لكل شيء فهذا النظام الألذي نعيش به...يسير عبر الوقت ليكبر و نكبر و نواصل المسير...و علاقة الزمكان(اي الزمن و المكان) علاقة تنتج الحياة و الكون و البشر و لايمكن فصلهم نظرا لكونهم النظام و محور الكون و المادة...
فعلا ان الدقائق ثمينة...الدقائق ألتي أمر مع العائلة أو ألتي تمر في العبادة أو ألتي تمر في التفكير و من أغلاهم ألتي تمر في التحديق في عينها وضمها لجناحيك و تحسس دقات قلبها... أضن أن الزمكان قد كسر في تلك الدقائق نظرا لكميت الأحاسيس و المشاعر ألتي تحس بها و الشردان في التفكير فيها حينها تحس انك قد كسرت حاجز الزمكان و أن كل ماحولك قد تلاشة...
الدقائق ليست هكذا فقط فكل دقيقة تمر تدر على العديد من الناس بالمال إن كان كثير أو قليل و الدقيقة ألتي تمر بدون جدوى تنقس من عداد عمرك ألذي لا تعرف أخره...لذلك إستغلال الوقت حتى في التفكير فقط أفضل من تقضيته في التفهات ألتي يفعلها العديد من شباب اليوم...
الليل:
تحت ستار الليل أستنشق سجائري ألتي تنعش في مقبرة رئتية ألتي تنتعش برائحت عطرها الزاكي و أحيا حياتا مليئة بالعشق و الحب و النظرات المطولة...لكن بعد تفكير تحت هذا الستار ادركت إن لم أحب نظرا لعدم استمرار علقتنا...كل ذلك لم يكن حب حقيقي بالكان غيث من الأحسيس العابرة...
تبا...ان التسكع في الليل و التمتع بستاره الأسود و نجومه التي تبدو كفونيس بيضاء صغير توقنك بإبداع الخالق و فنونيته لنظرك لهذه اللوحة الطبيعية و تجعلك تستفيق من غيبوبتك و أخطائك في حق نفسك بالأخص
كل هذه التفاصيل الصغيرة تجعل لليل نكهة و تنقلك لعالم أخر إن أدركتها فلا تعلم إن كان جحيما أو فردوس...مع كل ثانية تمر تتغير فيزيائية هذا العالم و يتغير البعد و الشخص ألذي داخلك...

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

4

متابعهم

1

مقالات مشابة