مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين
جرائم الاحتلال أشهر المجازر التاريخية التي ارتكبها القوات الإسرائيلية أو الميليشيات الصهيونية ضد الفلسطينيين
في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الطويل، شهدت فلسطين أحداثاً دامية عديدة، بما في ذلك مجازر أدت إلى مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين. هذه الأحداث، التي وقعت منذ نهاية الانتداب البريطاني وحتى اليوم، شكلت جزءاً أساسياً من الذاكرة الجماعية الفلسطينية، وغالباً ما تُعتبر رموزاً للنكبة والاحتلال. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه المجازر التاريخية، مع التركيز على التواريخ، الأماكن، السياقات، والأرقام التقديرية للضحايا، مستندين إلى مصادر تاريخية موثوقة مثل تقارير الأمم المتحدة، دراسات أكاديمية، وشهادات ناجين. يُرجى ملاحظة أن أعداد الضحايا تقديرية وقد تختلف بين المصادر، وأن هذه الأحداث خضعت لتحقيقات دولية أدت في بعض الحالات إلى إدانات أو اعتذارات رسمية.
1. مجزرة دير ياسين (9 أبريل 1948)
وقعت هذه المجزرة في قرية دير ياسين غربي القدس، خلال الأيام الأخيرة من الانتداب البريطاني، قبل إعلان قيام دولة إسرائيل بأسابيع قليلة. نفذتها ميليشيات صهيونية مثل "إرغون" و"ليحي" (المعروفة بـ"عصابة شتيرن")، تحت قيادة ميناحيم بيغن، الذي أصبح لاحقاً رئيس وزراء إسرائيل. كانت القرية قد وقعت اتفاقاً مع الميليشيات اليهودية للحياد، لكن القوات اقتحمتها، قتلت سكانها، وارتكبت جرائم حرب بما في ذلك الاغتصاب والتدمير. أدت إلى إرهاب جماعي ساهم في طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين خلال النكبة.
عدد الضحايا التقديري: أكثر من 100 قتيل، معظمهم نساء وأطفال (وفقاً لتقارير منظمة الصليب الأحمر وشهادات الناجين).
2. مجزرة قبية (14 أكتوبر 1953)
في قرية قبية غربي الضفة الغربية (تحت الإدارة الأردنية آنذاك)، نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة آرييل شارون، كرد على هجوم فلسطيني سابق. دمرت القوات 45 منزلاً ومسجداً، وقتلت المدنيين الذين كانوا يختبئون في منازلهم. أثارت المجزرة إدانة دولية، واعتذرت إسرائيل رسمياً لاحقاً.
عدد الضحايا التقديري: 69 قتيلاً، معظمهم من النساء والأطفال.
3. مجزرة كفر قاسم (29 أكتوبر 1956)
حدثت في قرية كفر قاسم داخل إسرائيل، أثناء أزمة السويس، عندما أغلقت شرطة الحدود الإسرائيلية الطرق وأطلقت النار على العمال الفلسطينيين العائدين إلى قريتهم بعد انتهاء حظر التجول دون إخطارهم. كانت القرية تحت الحكم العسكري آنذاك، وأدت المجزرة إلى محاكمات للجناة، لكن العقوبات كانت خفيفة.
عدد الضحايا التقديري: 49 قتيلاً، بما في ذلك 23 طفلاً ونساء.
4. مجزرة خان يونس (3 نوفمبر 1956)
خلال غزو إسرائيل لقطاع غزة في حرب السويس، نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس جنوب غزة. كانت القوات تبحث عن مقاتلين فلسطينيين (فدائيين)، لكنها أطلقت النار على المدنيين في عمليات تفتيش منزلية. أكدت تحقيقات الأمم المتحدة وقوع إعدامات ميدانية.
عدد الضحايا التقديري: أكثر من 275 قتيلاً، معظمهم مدنيون.
5. مجزرة رفح (12 نوفمبر 1956)
جرت في مدينة رفح جنوب غزة، أيضاً خلال حرب السويس، حيث شككت القوات الإسرائيلية في ولاء الرجال المحليين تجاه المقاتلين الفلسطينيين. أُعدم العديد من المدنيين على الشواطئ أو في المنازل.
عدد الضحايا التقديري: أكثر من 111 قتيلاً.
6. مجزرة صبرا وشاتيلا (16-18 سبتمبر 1982)
في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت خلال الغزو الإسرائيلي للبنان، سمحت قوات الجيش الإسرائيلي بدخول ميليشيات لبنانية مسيحية (الفلانجيين) إلى المخيمين، حيث قتلوا المدنيين في مذبحة دامت 43 ساعة. أشرف عليها آرييل شارون، الذي أدين لاحقاً من قبل لجنة كاهان الإسرائيلية، لكن الحكم أُلغي. أثارت غضباً عالمياً.
عدد الضحايا التقديري: بين 1,300 و3,500 قتيل، معظمهم فلسطينيون ولاجئون شيعة لبنانيون.
7. عملية الرصاص المصبوب (2008-2009)
في قطاع غزة، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أدت إلى قصف مدني واسع النطاق، بما في ذلك مدارس ومستشفيات. وثقت منظمة العفو الدولية جرائم حرب، وأكد تقرير غولدستون التابع للأمم المتحدة استخدام الفوسفور الأبيض.
عدد الضحايا التقديري: أكثر من 1,400 فلسطيني، معظمهم مدنيون (بما في ذلك 300 طفل).
8. عملية الجرف الصلب (2014)
عملية عسكرية أخرى في غزة، شملت قصفاً مكثفاً وغزواً برياً، أدت إلى تدمير أحياء كاملة مثل شجاعية. أدينت إسرائيل دولياً بسبب الخسائر المدنية الهائلة.
عدد الضحايا التقديري: أكثر من 2,200 فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 500 طفل.
هذه المجازر ليست قائمة شاملة، إذ يسرد التاريخ عشرات الأحداث الأخرى مثل مجزرة اللد (1948، ~250 قتيلاً) ومجزرة الدير البلح (1948، ~80 قتيلاً)، بالإضافة إلى الانتهاكات الحديثة في حرب غزة 2023-2024 التي أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى. كل هذه الأحداث ساهمت في تعزيز الرواية الفلسطينية عن الاحتلال والتهجير، ودفعت إلى قرارات أممية مثل قرار 194 بشأن حق العودة. اليوم، تظل هذه الجراح مفتوحة، وتذكرها الفلسطينيون كرمز للصمود والمطالبة بالعدالة. ولم يجدوا احد من اخوانهم العرب الى قليل ونسوا قول الله(انما المؤمنون اخوه)وقل الرسول انما المؤمنون للمؤن كل البنيان
مع تحياتي عمرو محمود رفيق