راضي والعجوزان ومفتاح الكنز المنسي

راضي والعجوزان ومفتاح الكنز المنسي

0 المراجعات

يحكى انه في قديم الزمان كان هناك فتى اسمه راضي كان راضي شاب متعلما ومثقفا درس في احدى الجامعات وحصل على شهادة الماجسيتر في اللغة العربية ، تقدم الى وظيفة لدى الحكومة فقررت توظيفه في ريف بعيد عن بلدته كما جرت العادة ..لم ييئس راضي ولم يستسلم حزم امتعته ورتب اوراقه واتجه نحو المدرسة ، ركب زورقا ووصل الى تلك القرية فقد كانت جزيرة في عرض البحر ..لم يلعن راضي حظه ابدا بل كان على قناعة تامة ان كل ما يساق اليه هو خيرا له ..مهما كان صعبا وغريبا .. 

قدم راضي اوراقه وجلس ينتظر المدير حتى يقرر اي صف سوف يبدأ بتعليمه ..قرر المدير ان يعلم اطفال الصف السادس في تلك المدرسة ..بحث راضي عن سكنن له فلم يجد سوى غرفة في منزل قديم يسكنه عجوزان وليس لديهما اولاد ..وافق العجوزان على سكن راضي بمنزلهما مقابل اجر زهيد فقد احباه لكثرة تبسمه وتفاؤله ووجه الطلق وصدره الرحب 

مرت الايام وكان العجوزان ممتنان جدا لراضي فقد كان كل مساء يجلس معهما ويحاورهما ويحكي لهما ماحدث معه من طرائف وقصص غريبة مع طلابه ، كان يتقاسم معهما لقمته ولم يعاملهما سوى كأبوين له ..مرت الايام ومات العجوز وبقيت السيدة العجوز بمفردها وبعد وقت قصير مضى على وفاة زوجها مرت مرضا شديد واحست بدنو اجلها فطلبت راضي لتحدثه بأمر هام ولكن كان على راضي ان يزور اهله في تلك الفترة والا سوف تتأجل الزيارة شهرا اخر قال راضي في نفسه :علي ان ابقى بقرب هذه العجوز المسكينة فربما تحتاج لشيئ ولاتجد احدا يساعدها 

صاحت السيدة العجوز لراضي وقالت له بصوتها المخنوق :يابني لقد عاشرناك وكنت معنا كأبن بالسراء والضراء لقد اثبت لنا حسن اخلاقك وادبك بارك الله بمن رباك 

يابني انا وزوجي العجوز رحمه الله عندنا كنز اسفل ذلك الدرج وهذا مفتاح الغرفة ،بعد موتي افتحا وتصرف بالكنز كما تشاء فهو لك ولكن بعد موتي ، لم يصدق الشاب ولم يكترث لحديثها كان يتألم لصوتها المتعب الحزين وقال لها ..يا سيدتي ستكونين بخير لا تتكلمي كثيرا اتركي كل شي لاوانه 

اطعمها بيده ووضع تلك البطانية فوق جسدها المرتجف وذهب للنوم وفي الصباح جاء اليها ليلقي التحية ولكنها كانت قد فارقت الحياة 

استعد لدفنها بمساعدة الجيران والاصدقاء وتم الامر ، عاد راضي الى المنزل وبدأ بجمع اغراضه والدموع تملأ عينيه يريد البحث عن مكان اخر ليعيش به ، فصوت ضحكات العجوزين تسكن المنزل وكلماتهم تتراقص في زوايا كل غرفة من غرفه ، شعر راضي بالحزن واثناء توضيب اغراضه وجد المفتاح كان مرميا في زاوية درج الطاولة  امسكه ونظر اليه وقال في نفسه :هل حقا يوجد كنز ، سأذهب وانظر 

فتح الباب فوجد صندوقا متوسطا مملوء بالقطع الذهبية الثقيلة استغرب راضي وهو يقول في نفسه عجبا للبشر يخبئون الامول ويحيون فقراء ويموتون فقراء لم لم يتمتعو بهذه الاموال 

لم تغري تلك القطع عقل راضي ولكنه جلس يفكر ماافعل بها فقد عهدت لي العجوز هذا المال حلالا لي ..فكر وفكر وفكر  ثم قرر ، سوف انفق هذا المال من اجل العجوزان وسوف اوزعها على الفقراء وابني لهما مسجدا وسبيل ماء  نعم لن اخذ شيئا لي ربما هذا كان تعبهما على مدار سنين وسيكون لاخرتهما فهما احق به مني  نفذ راضي فكرته ووزع الاموال على الفقراء وبنى مسجدا بدل المنزل الذي كانا يسكنان به وسبيل ماء ، قال في نفسه الان سترقد ارواحكم بسلام وسأكون سعيدا لاجلكما 

بحث راضي عن سكن جديد له وطوى تلك الصفحة التي كانت من اجمل ايام حياته ، كم هو جميل ان يمر بحياتنا اناس طيبون يبعثون في ارواحنا السعادة وكم جميل ان نكون مخلصين لهم ولذكراهم …

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

6

followers

3

followings

1

مقالات مشابة