اجتماع بعد فراق طال لمدة عامين

اجتماع بعد فراق طال لمدة عامين

0 المراجعات

السلام عليكم ورحمه الله قصه حقيقيه يرويها لنا محمد .

كان يعيش في الباديه رجل مع زوجته وابنيهما، الاكبر محمد والذي يليه هشام وكان الرجل يدعو الله دائما ان يرزقه بطفله لكن قدر الله وما شاء فعل فقد رزقه بثلاث بنات متتاليات ،كلما كان ميلاد احداهما قبض الله روحها .كان قلبه يميل للولد الاكبر وبالفعل فمحمد ترعرع بين احضانه وكان يشبهه كثيرا وكان يقوم بشؤون الماشيه منذ صغره الى ان كبر فكانت رعايته للاغنام، والابقار ،والماعز ،والنحل رعايه جيده فكان الاب يعتمد عليه كثيرا، لانه كان كثير السفر والذهاب الى الصيد مع اصدقائه فمحمد يقوم بالمهام كلها ، الى ان بلغ من العمر اثنان و عشرون سنه وليس في رصيده شيء من المال فهو يرعى مال ابيه ولا يتصرف فيه، فكان قليل السفر والخروج مع اصدقائه فقد بلغ سن الرشدي مبكرا .اما الاب فكان سريع الغضب والانفعال كان كثير السب والشتم ولو كان السبب سفيها، عندما يرى محمد سوء معامله ابيه لامه لا يرضى لكن لا يقدر على الرد فقد كان بارا بابيه، كان هذا الاخير يسبه من حين الى اخر لكن محمد ينظر الى الارض ويتركه يسب ويشتم. عكس هشام فهو كذلك يعمل لكن لا يعتمد عليه وكان يخرج مع اصدقائه كل يوم ولا يكترث لابيه، وهكذا الايام تمضي ومحمد بدا يغيظه ما يرى من سوء معامله ابيه لامه وينظر الى جهده في رعايه المواشي يذهب سودا علما ان جل صفقات البيع تكون جد مربحه ،لكن كل المال ياخذه الاب ولا يعطيه الا القليل ،فالربح كله من جهد محمد وهو لا يستفيد سوى الماكل والمشرب، اما ان يسافر او يكون له رصيد يبني به مستقبلا فهذا امر ميؤوس منه، وهو صابر ويقول في نفسه ان ربح ابي فانا كذلك رابح فالابن من كسب ابيه .

 وفي يوم كان ممطرا بعض الشيء حصل خلاف بينهما بعدما افسد ماء المطر اكل المواشي فخرج من فم الاب كلام ساقط تأذى منه محمد فما كان من هذا الاخير الا ان ترك بيت ابيه و ذهب الى عمته التي تقطن في المدينه. مر اسبوع ولم يسال الاب عن ابنه ،لم يسال عن فلدة كبده، لم يسال عن من كان يدير اعماله كلها، بل قال ايضا لابنه هشام حتى انت ان شئت انصرف فانا لازلت قادرا على ان ادير اعمالي بنفسي لكن المسكين كان في ساعه غضب ولم يدري ما كان يحمل عنه محمد. لكن هشام كالعاده لا يكترث لما يقول ابوه فهو يتسكع مع اصحابه سريعا ما ينسى شجاره مع ابيه. لكن محمد كان كثير السكوت لا يرد عن ابيه ولو كلمه فبعد اسبوعين قرر محمد ان يسافر الى مدينه الداخله ويعمل هناك بعيدا عن ابيه وبالفعل ذلك ما حصل وتيسرت له الامور فوجد عملا في معمل السمك فكان ذوبنيه جيدة وعقل متميز مما ادى الى ترقيته بسرعه . ولم لا فتجربته في رعايه المواشي والبيع في الاسواق ساعدته كثيرا في عمله الجديد .اما هشام فقد وفقه الله في الدخول الى التجنيد. وبقي الاب وحيدا دون مساند، وبدا قلبه يحن الى محمد وبدا يعترف انه غير قادر على رعايه المواشي كلها فبدا يفكر في بيعها، وان يقتصر على نوع واحد فقط اما الابقار و اما الاغنام حتى يكون قادر على رعايتها. اما الام المسكينه فبدات تساعد زوجها بالنهار وتقوم بشؤون المنزل بالليل مما ادى الى اصابتها بارهاق، ناهيك عن السب والشتم فاصبحت كثيره المرض فكانت تذهب الى عائلتها في المدينه لزياره الطبيب .ويبقى الاب وحيدا مع الماشيه ايرعى الاغنام ،ام الماعز، ام الابقار ،او يطبخ ما ياكل وهو يردد في نفسه اين انت يا بني محمد.

 اما محمد فقد ارتاح من العمل الشاق في الباديه واصبح يعمل ثماني ساعات فقط في اليوم واصبح له رصيد من المال فقرر ان يتزوج. فطلب من ابيه ان يحضر للزفافه لكن الاب كان شديد الراي بعض الشيء فلم يجب دعوته. مرت سنتين من الفراق فلانت القلوب ، فبدا يتحدثان عن طريق الهاتف لكن رغم ان ابيه كان محتاجا اليه لم يقل له عود ودعنا نبدا صفحه جديده، الى ان مرضت امه مرضا شديدا اصبحت لا  تاكل ولا تشرب فقرر محمد ان يعود برفقه زوجته فقط ليرى امه ويقف بجانبها الى ان تشفى فلما عاد ،كانت زوجته تحسن المعامله الى ابيه وامه مما ادى الى تعلق الاب بعروس ابنه ويناديها بابنتي لانه احب ان تكون له بنت. وبعد مرور شهر من التطبيب والرعايه انزل الله الشفاء على ام محمد ، وعندما اراد ان يغادر وان  يرجع الى مدينه الداخله لعمله ومسكنه الجديد قام الاب فأقسم على ابنه الا يعود، وان يبقى معه وسيجعل له راتبا شهريا وهكذا جمع الله بينهم بعد ما انزغ الشيطان بينهم. فاصبح الاب لين الكلام طيب الخلق مع اولاده وزوجته فنسال الله ان يجمعهم على الخير.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

followers

2

followings

1

مقالات مشابة