الهوركروكس الأخير... قصة سيد الظلام (لورد فولدمورت)
أنت لا تملك ماضيك أو أن تختار عائلتك، ولكن أنت فقط من يملك أن يختار مستقبله.
وأنا قررت صناعة مستقبلي، أنا الولد الذي ولد يتيمًا -لأبوين لم يرَهُم يومًا- في ملجأ للمشردين العامة، أنا سأكون يومًا عظيمًا... عظيمًا لدرجة أن الناس ستخشى نطق اسمي، هل تود معرفة اسمي، بالطبع لابد لك معرفته حتى أتلذذ بعدها بخوفك من التلفظ به.
أنا "اللورد فولدمورت" هكذا سأكون، سيد الظلام، وأعظم ساحر ستشهده "هوغوورتس" بل العالم كله، سأكون ملك العالمين ورئيس وزارة السحر في أحد الأيام، ولكن أولاً يجب أن أتخلص من بعض الأعمال العالقة أولها العثور على أبي، وأن يجيبني كيف استطاع هجري في ذلك الملجأ القذر، "ووال" يا له من اسم لا يحمل أي أهمية كـ أسم "توم" بالضبط، اووه... يجب أن أتخلص من كل هذه التُرهات.
كهف الجرف الصخري
الأطفال في الملجأ أغبياء، رغم أنهم بسطاء وعقولهم كذلك، لكن بعضهم أثار اشمئزازي فعلاً، ولكن أنا لي طرق جيدة في أن أجعلهم يتوقفون.
ذهبنا ذات يوم في رحلة مع الملجأ إلى البحر، وهناك كان يقبع كهف رائع غامض لدرجة ساحرة له قوة جذب غير طبيعية، جعلني لا أستطيع إلا أن استمر في التحديق به والتفكير في دخوله ولكن... هل كنت لأذهب بمفردي؟ بالطبع لا، هناك طفلان يجب أن يتلقنا درسًا هامًا في حياتهم وهذا ما قد فعلت، وكان هذا أول خطواتي لأُثبات من حولي.. من أنا!!
ملجأ ووال- لندن
ديسمبر-1937
في ذلك اليوم زارني رجل متعجرف يقول أنه البروفيسور "ألبس دمبلدور" وأخيرًا حصلت على أول إجابة لفيض من أسئلة كانت تنهش ذهني، كثيراً ما كانت تدهشني قوتي الغير طبيعية على التحكم في العقول ومن ثم اكتشفت موهبتي في التحدث للثعابين وغيرها من الحيوانات، مرحى... فأنا بالفعل مميز، أنا ساحر، وهكذا كنت أشعر دائما وفي ذلك اليوم أكد لي "دمبلدور" ذلك ولكن هذا الرجل لم يروق لي، قال لي أنه سيكون أستاذي ويجب عليّ احترامه، لا أعلم لماذا يراني لا أحترمه رغم صمتي المتعمد في أول لقاءنا، حتى أني حاولت السيطرة على غضبي قدر المستطاع ولكن هو شخص فضولي وأرى أنه يتدخل فيما لا يعنيه، ورغم أن هذا لم أكن أستطع تقبله، ولكن كان هو فرصتي الوحيدة حينها.
المسكين كان يريد اصطحابي لمتجر "دياجون آلي" لا يعرف أن لندن محفورة في ذاكرتي وأنا لا أنسى أبدًا.
وبعد إقناعي له أنه باستطاعتي التجول بمفردي في أرجاء لندن ترك لي قائمة ببعض المشتريات، وتذكرة قطار قال أنها ستكون واسطتي للانتقال إلى مدرسة "هوغوورتس" لتعليم فنون السحر، قال أنها مدرسة مميزة للأطفال المميزين أمثالي وأن الأمر سرًا ويجب أن اتوخى الحذر تجاه ذلك وحاول أن يلقني درساً عن المسؤولية، أما أنا كانت تقتلني الحماسة بالفعل للتحرك فوراً.
مدرسة هوغوورتس
أول يوم دراسي - ١٩٣٧
أول يوم لي في مدرسة "هوغوورتس" كان رائعاً المدرسة بدت عظيمة، وفي حفل كبير جلست على مقعد أمام الجميع، وألبسوني قبعة مسحورة وبمجرد ارتدائي لها صرخت "سليذرين" وصفق الجميع، فهمت من هذا أن للمدرسة أقسام، وأنا اختارتني القبعة لقسم "سليذرين" هذا... كان الأمر مغريًا للبحث عنه، ومع حماستي كنت لأفعل ولكن أولاً كان يجب عليّ أن أُثبّتَ أقدامي هناك، أردت كسب ثقة الجميع، باستثناء ذلك المتعجرف "دمبلدور" كنت أعلم أنه ذئب ماكر ولن تنطلي عليه قوى تأثيري... وغد.
مدرسة هوغوورتس -
1938 إلى 1942
أكره تلك العطلات الصيفية؛ فالجميع يعود لمنزله الهادئ إلا أنا أُساق لذاك الملجأ الساخن الذي تفوح منه رائحة نتنة؛ ولذ تحتم عليّ التحدث للبروفسير "دبت" مدير "هوغوورتس" حتى يدعني في المدرسة ولا يجبرني على العودة لذلك الملجأ الحقير في العطلات، فـ أنا "توم" المُهذب الوديع وأعلم أنه ولا بد أن يستجب لمطلبي.
بعد بحث طويل لم أتمكن من العثور على أي ذكر لاسم والدي "ريدل" وذلك كان صادمًا لي، كيف لاسمه ألا يكون على لائحة شرف المدرسة؟! ولا بين الملفات حتى؟ كل هذا البحث المضنى بلا فائدة. هل...؟! أبي من العامة!. هذا السؤال كان يؤرقني فهذا يعني أن أمي هي الساحرة؟! أوه... لا... بالطبع لا، كيف لها أن تكون ساحرة ولم تستطع هزيمة الموت؟! هل هذا يعني أن السحرة فانيين؟ إذًا... ما الذي يميزنا عن العامة؟ وهذا الشعور المُرعب كان كفيلاً لجعلي انهش الكتب الدراسية وحتى الكتب في المكتبة نهشًا بلا هوادة، حتى استطيع الحصول على إجابات لأسئلتي، لن أكون فانيًا.. لن أسمح بهذا، سأغدو ذات يوم "اللورد فولدمورت" الذي لا يُقهر.
في هذا اليوم علمت أن "سالازار سليذرين" هو من أعظم سحرة الظلام من أنقياء الدم، وأحد مؤسسي مدرسة "هوغوورتس" الأربعة، وبعدها تبقى لي أن أفهم لماذا اختارتني القبعة لهذا المنزل خصيصاً؟ هل من الممكن أن أكون أحد ورثة العظيم "سليذرين" ؟ هذا السؤال ظل يراوضني وقتها وعلمت أنني كنت أبحث في المكان الخاطئ، ولذا أعدت بحثي من جديد ولكن هذه المرة عن عائلة أمي "مارفولو غاونت".
كنت وصلت لعامي الخامس في عام (١٩٤١) وقرأت يومها في كتاب "أسرار أبشع فنون السحر الأسود" عن تعويذة تُمكّن الساحر من حفظ جزء من روحه في شيء يسمى "الهوركروكس" لم أتمكن من فهم كيفية صناعته بالضبط وقتها، فالكتاب كان شحيح في الافصاح عن أي معلومة مكتملة، وأي كتاب أخر كان يكتفي بالإشارة إلى أن الأمر شيء بشع وخطير، ولكنه بالنسبة لي كان عظيمًا كذلك فهذا هو طريقي للخلود ولا بأس.. فكان لدي دائما حلول، وما فعلته كان سهلاً فقط تحدثت لبروفسير "هوراس سلوغهورن " في هذا، فأنا "توم" اللطيف المُفضل له وللجميع وبعدها هو تكفل بالبقية وعلمت منه كيف لي صناعة "الهوركروكس" وكان يساورني القلق حول صناعة أكثر من واحد فتمنيت لو أصنع سبع وصارحته بالأمر ولكن وجهه أشار لخطورة الأمر.
بعدها اكتشفت اكتشاف عظيم، لقد عثُرت على "غرفة الأسرار" التي بناها "سليذرين" بنفسه وأودع فيها وحش "الباسيليسك العظيم" والذي كان مُقدّر له تطهير "هوغوورتس" من الهجناء كما تقول الأسطورة التي تناقلوها في المدرسة وتمكنت أنا من فتحها، كم كان الأمر يسيرًا معي! نعم... كنت أعلم أني ساحر مميز، "الباسيليسك" هو ثعبان ضخم والتحدث له كان في غاية السهولة ومع قدرتي الغير محدودة في السيطرة على العقول، أعطته الأمر بالخروج من مخبئه وتأدية عمله وكانت النتيجة رائعة؛ فكان نتاج هذا أول "هوركروكس" استطعت صناعته مستعيناً بتعليمات بروفيسور "سلوغهورن" – وهي مذكرات توم ريدل - بعدما أخضعت البروفسير لقواي دون أن يلحظ وجعلته يخبرني كل ما علمه عن صناعة "الهوركروكس" بقوة تأثيري وتحكمي في العقول، والتي صنعتها بدماء تلك الفتاة التي كانت أول ضحايا "الباسيليسك" وجدتها ملقاه على أرض الحمام، ولكن قابلتني مشكلة بعدها وهي أن الإدارة قررت وقتها إغلاق المدرسة حتى يتحققوا من الأمر ومن منطلق الحفاظ على سلامتنا قرروا ارسالنا للمنزل، وأنا كنت لن أعود لذلك الملجأ الحقير؛ لذا وجب عليّ التصرف ولم أجد طُعمًا أفضل من هذا التافه "روبياس هاجريد" وأخبرت الأساتذة أن عنكبوت "الأكرومنتولا" العملاق الذي يقتنيه هذا القزم!، هو من فعلها وبالطبع صدقوني فأنا "توم" المتفوق اللطيف؛ كما حصُلت في مقابل جهودي للدفاع عن "هوغوورتس" على تكريم اسمي في لوحة شرف المدرسة، كم كنت أتمنى أن أجد أسم والدي هناك!
آه... والدي، الذي لم يلتفت لموت أمي ولا لحياتي أنا حتى، قررت حينها أن خطوتي القادمة هي مقابلة عائلتي وعلى الوريث أن يسترد إرثه.
كوخ غاونت - ليتل هانيلغتون
أغُسطُس- 1943
ذهبت إلى قرية "ليتل هانيلغتون" وكنت أتحضر لحفلة لم شمل العائلة على طريقتي الخاصة.
أولًا: ذهبت لعائلة أمي، وتفاجأت بمدى قذارة الكوخ التي كانت تعيش فيه، هل هذا يليق بسلالة من أعتى السحرة التي شهدها التاريخ؟! يا لها من فوضى، المجنون "مارڤن" كان يظن أنه يستطيع مهاجمتي، يا لـوجهُه عندما سمع صوت فحيحي، كان وكأنه صُعق، أخبرني ذلك المخبول أن والده -جدي- "مارفولو" تعفن في هذا الكوخ دون أن يشعر به أحد، حتى خرج هو من سجن أزكابان واكتشف الأمر كما علمت منه أين أجد "آل ريدل" تفاجأت بعدها ببيت عائلة أبي الأثرياء، كل هذا الثراء ولم يلتفت لوضع أمي حتى ماتت، ولا لوضعي وأنا حي!
كان يستحق ما فعلته بهم، في ذلك اليوم مات "توم ريدل" إلى الأبد ولم يبقى غير "اللورد فولدمورت" وبالطبع من فعلها هو "مارڤن" أو هكذا أمرته أن يقول عندما أخضعته لقواي، وسيضيع في ظلام "أزكابان" حتى يتعفن كوالده تماماً، أما قلادة "سليذرين" إرثي لم أعثر عليها يا تُرى أين هي؟ هل كانت مع أمي؟ أين ذهبت؟ سأبحث عنها ولن أهدأ حتى أجدها وأجعلها قطعة من قطع "الهوركروس" خاصتي، سأجعل من كل موروثات مؤسسي "هوغوورتس" الهوركروس الذي أحلم به وأكون أول ساحر في التاريخ يذهب بالسحر إلي أبعد حدود الظلام، سأصنع ٧ من "الهوركروكس" فالرقم سبعة له سر من أسرار الكون وأجده عظيم.
وفي ذلك اليوم صنعت ثاني "هوركروكس" لي وكان خاتم "مارڤن" والممتع في الأمر أن قربانه هو "توم ريدل" نفسه، وبهذا مات "توم" ليحيى فولدمورت إلى الأبد.
هوغوورتس- يوم التخرج ١٩٤٥
مع اقتراب موعد تخرجي تعرفت على المرأة الرمادية، شبح منزل "ريفن كلو"، "هيلينا" فتاة لن اتفاخر هذه المرة بتأثيري وقوى سيطرتي، فهي أتفه من هذا، مجرد كلمات بسيطة لبقة وعلمت منها أين خبّأت إرث "آل كلو" تاج "روينا"، تاج الحكمة يقبع داخل شجرة في انتظاري في "غابات ألبانيا" التي سأرتحل لها قريبًا؛ فبعد تقديم عرضي لبروفسير "دبت" مدير المدرسة أن أستمر معهم في "هوغوورتس" كمعلم، بالطبع أنا لا أسعى للوظيفة أنا فقط كنت ما زلت في حاجة للمزيد من الوقت داخلها حتى يتسنى لي استكشفها بشكل أوضح بصلاحياتي الواسعة كمدرس، وكالمعتاد تدخل المتعجرف "دمبلدور" وافسد عليّ الأمر كما خطت له، ذلك المتعجرف فوت فرصتي العظيمة لتخريج جيل جديد من السحرة التابعين لسيد الظلام وقتها، كما أنه كان سببًا لمغادرتي منزلي... نعم هوغوورتس هي منزلي الذي سأستعيده يوماً منه؛ ولذلك لم أوافق بأي وظيفة عُرضت عليّ من قِبَل الوزارة فأنا لم أكن أطمح في أيٍ منها وقبلت بوظيفة بسيطة كمندوب مبيعات لمحل "بورجين وبروكس" وهناك تحققت أمنيتي بأن أجد إرثي قلادة سليذرين ليس فقط هي وإنما حصلت على موروث منزل "هافلباف" الكأس ولي أيضاً طريقتي في ذلك التي بها صنعت اثنان من الهوركروكس ليصبح العدد ٤ وبعدها قررت الارتحال مع اتباعي من أكلة الموتى.
لندن عيد الميلاد بعد ١٠ سنوات
مرت سنوات عديدة وقد قمت باستغلالها على أفضل وجه، فقد ارتحلت لكل مكان وتعلمت كل فنون السحر الأسود، وكوّنت جيشًا من أكلة الموتى، وجمعت ثلاث من موروثات مؤسسي "هوغوورتس" الأربعة، ولكن استشطت غيظًا... كيف لم اتمكن حتى تلك اللحظة من الحصول على سيف "جريفندور"؟! كنت قد صنعت خمسة من "الهوركروكس" وعملت على حفظهم بأمان وكان الخامس هو تاج روينا مورث منزل "رافنكلو".
حينها ارتأيت أنه حان وقت استعادة منزلي فذهبت له وجددت عرضي للتدريس في هوغوورتس مرة ثانية لطلب تدريس مادة فنون السحر الأسود، تفاجأت حينها أن ذلك المتعجرف "دمبلدور" أصبح هو المدير وقابل طلبي بالرفض بعد المراوغة، مسكين ظن أنه يستطيع الإيقاع بي ليس هذا فقط بل حذرني بأنه علم بمخططاتي وثرثر ببعض الكلمات حول رفاقي، وهذا أثار غضبي وجعلني أفكر في إلزامه حدود الأدب معي فقررت تكوين جيشاً حقيقياً من آكلة الموتى وأعلنت عنه، ليس هذا فقط بل أعطيت لهم الأذن بأن يعبثوا كما يشاؤون وهذا أثار "دمبلدور" بالطبع، ذلك الذئب ظن أنه يستطيع التخلص مني بسهولة وكون جماعته الخرقاء تلك ولكن أنا تصديت لها معلنًا عن قوة سيد الظلام وحشدت الجيوش من الظلام، حتى أني أتذكر ذلك اليوم الذي هاجمت فيه وزارة السحر بالتنانين والدمنتورات والموتى، حتى المستذءبون، ومصاصو الدماء، والعمالقة، والأقزام تمكنت من ضمهم لي وكسب ولائهم، ولم يبق لجماعة العنقاء هذه إلا أن يتواروا بعدما فتك بهم جيش سيد الظلام... جيشي.
النبوءة - ١٩٨٠
كان لي الكثير من التابعين الأوفياء وعلى رأسهم "سڤرس سنيب" الذي بلّغني عن نبوءة المختار، الطفل الذي يُولد ليتغلب عليّ أنا.. سيد الظلام وكان موضع شكي في طفلين هما "هاري" ابن ليلي وچيمس بوتر، أو"نيفيل" ابن أليس وفرانك لونغبوتوم وكان بداخلي شعور جياش تجاه "هاري" ولذا تحتم عليّ زيارته في ذلك اليوم بمساعدة أحد اتباعي "بيتر بيتيغرو" وهناك حدثت كارثة! لم تعمل عليه تعويذة القتل الكوبرى "أڤادا كداڤرا" كيف هذا رغم أنها قتلت والديه؟! ما حدث أنها ردت لي بشكلٍ ما وتسببت في هلاك جسدي الفاني وقتها شعرت لأول مرة... بالخوف.
أضررت يومها للهرب والاختباء في أحد غابات ألبانيا التي اعتدتها في رحلاتي لسنوات وكنت استغل قدرتي للسيطرة على حيوانات الغابة – الأقوى منها بالطبع – وخاصة الثعابين لقدرتي على التحدث لهم بالسليقة وقتها تعرفت على " ناجيني" تلك الأفعى المخلصة، التي صنعت منها "هوركروكس" حي وسلاحي الأقوى وكانت آخر هوركروكس ظننت أنني صنعته، ومن تلك اللحظة لم أفارقها إلا في ذلك اليوم العسير.
العودة لهوغوورتس – ١٩٩٠
بعد انتظار دام لحوالي عشر أعوام في انتظار اكلة الموتى الاغبياء عثرت على "لورنس كويريل" ذلك المتلعثم جاء بحثاً عن سيد الظلام وقدم لي ما احتجت له في وقتها ولذلك لم أمانع باستغلاله لي بمنحي له القوة التي لطالما حلم بها، حتى أنني استعملت جسده للعودة للمدرسة مرة أخرى فكنت بحاجة ماسة لحجر الفيلسوف حتى لا أضطر للحياة على فتات لا تكفيني، كنت سئمت الوضع وأردت العودة قوياً كما كنت، ولكن هذا المتلعثم لم يكن بالذكاء الكافي للمهمة ولم يستطيع الحصول على الحجر حتى اضطرني لمواجهة ذلك الطفل مرة أخرى وكان وقتها لم يعد رضيع كأول لقاء لنا وتمنيت حقاً لو استطعت التخلص منه وانهاء اسطورة ذلك الطفل الذي نجا من الموت ولكن تفاجأت معه – ولكثرة مفاجأتي معه – أنني لا أستطيع لمسه! فمجرد لمسه لذلك المتلعثم بدأ يحترق ويستحيل إلي غبار محترق ويتلاشى واضطررت مرة أخرى للهرب لغابات ألبانيا.
العودة للجسد - ١٩٩٤
بعد عامين آخرين من الانتظار جاءني بيتيغرو وفي أحد الليالي عاد لي ومعه صيد ثمين، جاءني بتلك السيدة من وزارة السحر أعتقد كانت تدعى "بيرثا" ومنها علمت بجريمة "بارتيميوس كراوتش الأب" إزاء ولده من أكلي الموتى المخلصين لي، الحقير لعنها بتعويذة النسيان ولكن أنا لاحظت ذلك بسهولة وكسرتها وعلمت ما أراد إخفائه، كما علمت باستعدادات وزارة السحر لتنظيم كأس العالم للكويدتش وكانت تلك فرصة جيدة لانتهازها فبمساعدة المخلص "بيتيغرو" وسم افعاي "ناچيني" حصلت على جسد يساعدني على السفر للندن مرة أخرى واتخذت من منزل "آل ريدل" مقرًا لي حتى اكتملت خطتي بمساعدة " كراوتش الإبن" في استدراك "هاري" واكتمال الطقس لاستعادة جسدي وقوتي مرة أخرى وأخيراً تمكنت من لمس ذلك الخنزير الصغير دون أن أحترق، كانت تلك هي لحظتي المفضلة وأنا المسه دون أن اتأذى.. يا لها من لحظة!! ولكن عصاي خذلتني ولم تستطع التغلب عليه في تلك الجولة وتمكن هو من الفرار، ولكن كيف لهذا أن يحدث؟!
دائرة الغرائب والأسرار – وزارة السحر
أصبح الوضع مشوش وتنهشني التساؤلات مرة ثانية وأنا لن أسمح بهذا ولابد لي أن أجد إجابات سريعاً، "سنيب" هو من أكثر حلفائي قربًا لي ولكن بدأت أشك في إخلاصه، طلب مني أن اقتل الطفل ووالده يوم اخبرني بتلك النبوءة وتوسل لي أن أترك والدته "ليلي" ولذلك أنا تركت لها الفرصة لتنجو بنفسها ولكنها أبت ألا تتحرك دون حماية رضيعها – هل كانت لتفعل أمي؟! – لم يكن هناك خيار، لابد من قتلها للوصل للرضيع، ولكن يومها حدثت تلك الكارثة.. هل.. "سنيب" خائن!! لماذا؟
هو من أراد الانضمام لي وكان مخلصاً جداً حتى أنه من أخبرني بالنبوءة، أيعقل أن يكون خدعني ذلك الوضيع؟!
إذا لابد لي من الحصول على تلك النبوءة بأي شكل حتى أستكشف الأمر بنفسي وإن كان لـ "سيڤريس سنيب" أي يد في هذا لسوف أجعله يتمنى الموت ولن يحصل عليه.
أولئك الاغبياء لا يمكن الاعتماد عليهم أبدا، لم أوكل لأحد منهم مهمة واحدة حتى يجعل الأمر مهزلة، آكلي الموتى أولئك لابد لي من معاقبتهم لاحقاً ولكن الآن سأوكل لهم المهمة الوحيدة التي يستطيعون فعلها ألا وهي الخراب، سأطلقهم في طرقات لندن وعلى "هوغوورتس" حتى يعيثوا فيها فساداً حتى تنشغل معهم جماعة تلك العجوز المتعجرف وأستطيع أنا الحصول على مطلبي.. نبوءة المختار.
لم يستطيع الوصول إلى تلك النبوءة غير أصحابها أنفسهم ألا وهم هاري أو أنا!
لذلك لم يكن أمامي خيار، أستطيع الولوج إلى عقل ذلك الخنزير والعبث في ذكرياته وأفكاره وسأستغل هذا لإرغامه للذهاب "دائرة الغرائب والأسرار" وبعدها سأجعله يجلبها لي لافهم الوضع الحقيقي واستمع للنبوءة كاملة بنفسي، حتى الآن لا أريد تصديق أن "سنيب" خائن.
وزارة السحر لم تصدق عودتي وهذا جيد، ولكن رغم كل مجهوداتي إلا أن مهمة الحصول على تلك النبوءة كانت شبه مستحيلة حتى أنني اضطررت للذهاب بنفسي داخل وزارة السحر للحصول عليها، وهناك حدثت أشياء أكره حتى تذكرها، حدثت معركة بيني وبين ذلك الخنزير الصغير وكنت في مواجهة "دمبلدور" وجهًا لوجه في معركة حقيقية أنا فيها عدوه – وكان لهذا وقع غريب في نفسي – لا أعلم شعوري بالضبط وقتها، رأيت "هاري" وحوله أصدقاء.. أصدقاء حقيقين مستعدون للموت من أجل صاحبهم دون تردد لحمايته، هم يفعلون ذلك دون خوف أو رهبة، يفعلونها بدافع غريب لم أتمكن من فهمه، فهم لا يخشونه مثلما يخشاني اتباعي، لماذا يفعلون ذلك.. لماذا؟! كما رأيت في عين "دمبلدور" تلك النظرة التي كانت في عيني "ليلي وچيمس بوتر" لدفاعهم عن طفلهم، ما هذا الدافع الذي يحركهم بهذه الطريقة الغبية يطلبون الموت ليقوموا بحماية شخص أخر – أنا لم احظ بمثل هذا أبدا في حياتي – أتذكر يوماً ما كان يذكر "دمبلدور" كلمة ينعتها بفعل "الحب" هو ما يجعلك تقدم على مثل هذه الأشياء المجنونة فهل ما كانوا يفعلونه هناك هو الحب؟!
عن أي هراء أتحدث هنا، في هذا اليوم بدا ذلك العجوز المتعجرف لا يتمتع بقواه مثلما عهدت فهل أقترب بالفعل عهد سيد الظلام ليزدهر دون مقاومة؟ أن لا أتمنى أنا أحقق أمنياتي فـ أنا "اللورد فلدمورت".
لاحظت موت يد العجوز وكأنه كان يرتدي خاتم ملعون، فهل هذا الخاتم هو خاتم "مارفولو"؟ لابد لي من التأكد فلو ما ظننت قد حدث فـأنها كارثة محتمة لي! رغم كل هذا لم أتمكن من الاستيلاء على النبوءة، ولكن هذه الرحلة كانت شيقة وهامة جداً وحصلت منها على الكثير من الاجابات كما أثارت تساؤلات جديدة بداخلي، أيضاً كان بها بعض الخسائر مثل: تحطم النبوءة، ومواجهة دمبلدور، وعلم ووزارة السحر بعودتي، وبعدها أعلنت الوزارة الحرب الفعلية على "سيد الظلام" وجيشه ولذلك تحتم عليّ حشد الجيوش مرة ثانية من الاتباع وغيرهم كالعمالقة والأقزام وجيوش الموتى وحتى الدمنتورات امرتهم بمغادرة أزكابان واطاعوني، بعدها اشتدت الحرب وحمي الوطيس وتساقطت جماعة العنقاء واحداً تلو الآخر حتى سقط "دمبلدور" نفسه، لا أعلم ما هو شعوري بالضبط لمعرفة هذا، أنا أردت هذا طوال حياتي وعند تحققه شعرت بذلك الشيء بداخلي وكأن أحدهم أحدث ثقبا في صدري يتسرب منه الهواء البارد داخلي، أنا لا أعلم ما حدث لي في تلك الفترة فلقد كانت فترة مشؤمة في تاريخ سيد الظلام وكثرت بها الخيانات والقتل وسقوط أفراد جيشي وانتصارات تلك المتعجرف الصغير "هاري" ولذلك كان لي حيلة لم يعلم بها غيرك أنت.. نعم أنت!
الهوركروكس الأخير
بعد محاولات كثيرة للتخلص من ذلك الولد المزعج "هاري بوتر" أثمرت عن التخلص من أعضاء جماعة العنقاء، وأخيرًا مات "ألبس دمبلدور" مسكين... طوال حياته كان يتحدث عن شيء يدعوه الحب ويقول أنه هو أقوى أنواع السحر، لم يحيى ليرى ما توصلت له، الآن حققت كل ما حلمت به وأصبحت" اللورد فولدمورت" الذي يخشى الجميع ذكر أسمه.
هذا اليوم كان كارثة ونكبة في تاريخ سيد الظلام، الحقير "دمبلدور" قبل موته عثر على خاتم "مارڤن" وحطمه - وكان ظني في محله - رغم اللعنة القاتلة عليه استطاع تحطيمه وهذا يفسر موت يده التي لاحظتها ليلة مهاجمتي لوزارة السحر ومواجهته، وقتل جزء من روحي، كما أنه علّم ذلك المغرور الصغير "بوتر" كيف يجد بقية أجزاء روحي وتحطيمها، والخنزير الصغير فعل.. فكلما ذهبت للتحقق من أحدهم لم أجده وقتها علمت أنها كبوة أخرى ستحدث لي قريباً، وفي محاولة أخيرة بعدما علمت عن مقدسات الموت ذهبت لقبر "دمبلدور" وحصلت منه على "عصا الألدر" وذهبت لشن الحرب على "هوغوورتس" وهناك حدثت ملحمة كبرى وسقط فيها الكثير والكثير وتحطم منزلي وأصبح ساحة قتال بعدما أعطيت لهم الفرصة جميعاً بتسليم ذلك المتعجرف الصغير "بوتر" ولكنهم أبوا جميعاً، لا أعلم لماذا دائماً الجميع يحاول حماية ذلك الخنزير الصغير؟! هل حقاً يعتقدون في اسطورة المختار الذي سيخلصهم من سيد الظلام؟! ولذلك حاصرت المدرسة حتى خرج ليقابلني في الغابة وهذا ما اشتهيته من زمان طال انتظاره حتى تحقق وتبارزنا بالعصا وقتلته بتعويذة القتل الكبرى "أڤادا كادڤرا" مرة ثانية.. ولكنه مازال حيًا إلي الآن!
كيف حدث هذا؟ تلك الأسئلة الغبية تنهشني مرة أخرى وتصاحبني في غابتي مرة جديدة ولكن هذه المرة دون "ناچيني" فقط أنا وحدي وأنت.. لا تندهش سأطلعك الآن على السر، بعدما لاحظت موت يد "ألبس دمبلدور" في وزارة السحر تلك الليلة كان لابد لي من تدبير أمري خاصة أني تأكدت بعدها انني محاط بثلة من الأغبياء حولي ولذلك صنعت مذكراتي الجديدة وحصنتها بأقوى التعاويذ وصنعت منها "هوركروكس" لم يعلم عنه أحد غيري أنا وأنت الآن.
والآن لم يتبقى لدي الكثير من الحيل، إلا أن يعود "لوسيوس مولفوي" بحجر البعث ويعيدني للحياة من جديد ليثبت ولائه لي، وسأغفر له حقارته في الحرب الأخيرة، وهذا لم يكن ليحلم به حتى.
أو أن تكون أنت تابعي الجديد الوفي، الذي سيحظى بمكانته لديّ، وتكون مَنْ يُعيد سيد الظلام مرة أخرى للحياة، وبالطبع تعلم ما ستجده بجانب "اللورد فولدمورت" فأنت الآن وصلتك رسالتي وصدقني لن تنعم بليلة جيدة بعد الآن إن لم تلبي النداء، والآن هي بين يديك، وعليك أن تعيدها لي، بين يديك مذكرات "اللورد فولدمورت" السرية، ولا تظهر إلا للمختار، بين يديك الهوركروكس الأخير.
تمت
بقلمي ✍️ ناهد أحمد حسنين