
ليلة غيرت كل شيء
البداية: الساعة تشير إلى منتصف الليل
لم أكن أتوقع أن مجرد خروجي من البيت في تلك الليلة سيقلب حياتي رأسًا على عقب. كنت أجلس في غرفتي، أنظر للسقف بلا هدف، عندما وصلني إشعار على هاتفي: "تعال لوحدك... ولا تخبر أحدًا".
رقم مجهول. لكن الرسالة كانت موجهة لي. شعور غريب تملكني، مزيج من الفضول والخوف، لكني نهضت، ارتديت جاكيت خفيف، وخرجت.
الشارع الفارغ
الهواء كان باردًا بشكل غير معتاد، والشارع شبه خالٍ إلا من ضوء عمود إضاءة يومض كل بضع ثوانٍ. كنت أمشي ببطء، أراقب ظلي وهو يتراقص على الرصيف، إلى أن وصلت للنقطة المحددة في الرسالة: موقف الباص المهجور.
وقفت هناك، لا أحد. نظرت حولي... ثم سمعت الصوت.
صوت من الظلام
“أخيرًا جيت.”
استدرت بسرعة، لأجد رجلًا يرتدي معطفًا طويلًا، وملامحه غير واضحة بسبب الظلام. قال لي بصوت هادئ: “إنت مش فاكرني، بس أنا فاكر كل حاجة عنك.”
قلبي بدأ ينبض بسرعة. "إنت مين؟ وعايز إيه؟" سألته.
اقترب بخطوات بطيئة، وأخرج من جيبه صورة قديمة... كانت صورة لي وأنا صغير، واقف بجانب أمي، وأبي الذي مات من سنين.
الحقيقة الغائبة
“أنا أخوك، من أبوك.”
تجمدت في مكاني. مستحيل. والدي كان رجلًا عاديًا، لم يخبرنا أبدًا عن أي شيء من هذا القبيل.
لكن الرجل أكمل: “كان لازم تعرف. أنا مش جاي أطالب بحاجة... جاي أحذرك.”
أحذرني؟ من ماذا؟
قال: “في ناس بيدوروا عليك. بسبب اللي كان مع والدنا. حاجة كبيرة... ومش هيسبوك فحالَك.”
بدأت أفهم أن هناك شيئًا خلف وفاته لم يُكشف أبدًا.
الركض في المجهول
وقبل أن أتمكن من سؤاله أي شيء، سمعنا صوت سيارة تقترب بسرعة. نظر إليّ وقال: “إجري!”
ركضت بكل ما أوتيت من قوة. خطواتي تسبق أفكاري، قلبي يكاد ينفجر. لم أكن أعرف إلى أين أذهب، لكني علمت شيئًا واحدًا: حياتي القديمة انتهت في تلك اللحظة.
الرسالة الأخيرة
عندما عدت إلى البيت، وجدت رسالة مطوية في جيبي لم أشعر بها من قبل. فتحتها.
"دي البداية... إحنا لسه ما ابتديناش".
من نفس الخط.
فهمت أنني دخلت لعبة أكبر مني. لعبة أسرار، عائلة مخفية، وماضي لم أطلب أن أكون جزءًا منه.
---
الخاتمة: أنا الآن شخص آخر
مرت أيام، وكل يوم أكتشف فيه جزءًا جديدًا من القصة. لم أعد ذلك الشخص الذي يجلس في غرفته ينتظر شيئًا يحدث.
أنا الآن أبحث... عن الحقيقة، عن نفسي، وعن سبب كل هذا.
وربما، فقط ربما، سأكتب يومًا هذه القصة بالكامل.