وحدى مع الشاطئ أتحدث مع نفسي
دبت الفرحة من حولى فى كل كيان ..
الغذارى يتهادين بأحلام الزمان ..
و الربيع الأزرق الضاحك يشدو .. والأماني!
غير أني ذاهل أنظر فى كل مكان .
انني ابحث عنها كيف ولت .. و هى حبي!
كان لى بالأمس حب ها هنا .. ثم فقدته
ها هنا ضيعني الحب .. و لكني حفظته !
طالما أترع باللآلام كأسى .. و شربته ..
يافتاتي انما أنت خيال قد نسجته ..
من دمي .. من دمعتي الحمراء .. لكن أين حبي ؟
الصبا و الرمل .. و البحر و احلامي الحيارى
و الصبابات يعربدن بأيامي السكاري
و اضطرام الشغف الهذيان ليلا و نهارا
و هيام داكن الهمس كأوهام العذاري
كل شي ناح فى قلبي .. و لكن أين حبي ؟
ياربيعي ما الذى تنكر من حبي و منى
نجني من زخرف الوهم و من زور التمني
سوف يروي البحر و الآنسام عن حبي .. و عني
و يغنى كل شئ بهوانا .. غير أني
لم أذق بعد رحيق الصيف من كرمه حبي
اصبح الشاطئ من بعدك صخرا من جحيم
و السماوات غيوم تتوري في غيوم .. ؟
لا النجوم الزهر بيسمن .. و لا يسرى النسيم ..!
ما لهذا البحر قد أصبح كالهول العظيم ..!
شاطئ كاللعنة الصفراء صمتا ، و خرابا ..
وعباب كالجوي الأسود تيها ، و عذابا
و انا كاللجة الغرقى ضياعا و انتحابا
انما انت التى تملأ دنياي شبابا
يا غريرآ داره قلبي ، و لم يصل بحبي!
أتراني كيف أصبحت رعا الله صباك .. ! ؟
لم اعد أبصر في نومي و في صحوى سواك
يا نعيمي آه لو تعلم كم تجني يداك
انني أذبل يوما بعد يوم فى هواك
جنت الخفقة في قلبي فصاحت : اين حبي ؟ !
ليس فى معركة الحب ضحايا مثلنا
جف منا الحلق .. و الخمرة تجري تحتنا
و صمتنا والجوى الثائر يهتاج بنا
كادت اللوعة أن تهتف إلا أننا …
آه منه ذلك الطوق الذى يخنق حبي
غير أني أجد الحب انطلاقآ عبقريآ
و نشيد يملأ الأعماق والدنيا دويآ
و كيانا صاخب الضحكه عربيد المحيا
يا ربيعى لم هذا الصمت .. فلنضرب سويآ
إنما نشوة ايامك ، فى خمرة حبى !
اصبح الشاطئ من بعدك صخرا من جحيم