ورزق ربك خير و أبقى

كنت زمان أفكر إنه إذا الواحد خلى مخافة ربنا بين عيونه وبعّد عن الحرام ربنا راح يرزقه مباشرة ويفتحها عليه من أوسع أبوابه .. هيك كنت بفكر؟؟

عبين ما تخرجت وصحلّي أكثر من شغل بس المشكلة فيهم حرام..فما قبلت ولا بوظيفة عشان من "ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه"..!!
بس صارلي سنتين وانا يلا يلا أطلع مصروفي..
وصحابي اللي قبلوا بهديك الوظائف هيهم مبسوطين ونزّلوا سيارات وأغلبهم تزوجوا وأنا قاعد مكاني..!!
.
.
طيب بلاش أنا .. هي أختي..
أحسن بنت بالكوكب..
بنت متمسكة بدينها وحجابها.. 
بحياتها ما فرطت بإشي من مبادئها.. 
طول حياتها معتزة بدينها وأخلاقها..
ما سمحت لأي حد يعبث بقلبها ..
وكانت مخافة ربنا بين عيونها..
ومع ذلك ..
معظم صاحباتها خطبوا واتزوجوا وهي لسه !! 
علما إنه صاحباتها ما كانوا على هذا القدر من الإلتزام وجزء كبير منهم عاش حياة عادية بدون ضوابط.. بس هيهم هلأ معظمهم مبسوطين وأحلى من هيك ما في !!
.
.
بلاش أنا وأختي.. هيّ كثير ناس غيرنا ماشيين صح بحياتهم..
وملتزمين بكل أوامر ربنا إلهم..
بس حياتهم مش ماشية..وعايشين في ابتلاء ورا ابتلاء..
==
.
.
بحكي مرة لأختي وإحنا طالعين..
إنه وين "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ؟"
وينها...؟؟؟
كنت بتصور لحظتها إنه اختي راح تأيدني بكلامي أو تفضفضلي شو بقلبها ؟
أو تشكيلي من ظروفها..
سكتت ثواني وطلبت مني ما أقاطعها بالكلام اللي بدها تحكيه:
.
.
اسمع..
ما بحب هاي الطريقة الساذجة بالتفكير..
وما بحب الواحد يتعامل مع ربنا بمنطق (الصفقات)!
إنه يلا يا رب هيّ عبدتك وفقني !!
ما بحب حد ينظر لعلاقته مع ربنا بهاي السطحية..
وحابة أذكرك إنه ربنا غني عنك وعن صلاتك وعبادتك!
غني عني وعن حجابي وجلبابي..
بس إحنا الفقراء إله...إحنا اللي ولا إشي بدونه..
وإذا إنت بتعبد ربنا عشان تنزّل سيارة أو تتزوج البنت اللي بتحبها أو تشتغل شغل أحسن..
فحابة أحكيلك عيد النظر بالاشي اللي إنت عليه.. 
وإذا إنت عايش حياتك بتقلّب نظرك في الناس اللي ربنا انعم عليها وحرمك.. 
فبنصحك تعيد النظر في طريقة تفكيرك!
ممكن أعرف وين مفهوم "الآخرة " بحياتك إذا كل إشي بدك ثوابه هلأ ؟؟
.
.
عفكرة ممكن ما تقاطعني؟ خليني أكمل فكرتني..
ما تفكرني بحكيلك ما تسعى وتآخذ بالأسباب..
وما بحكيلك إنه ربنا مش ممكن يعوضك بالدنيا..
بس بحكيلك ما تتعامل مع ربنا هيك..

(إحنا انخلقنا ليختبرنا مش لنختبره) ! 
.
.
وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ

#القرآن_الجميل