قصة حب من طرف شخص واحد
نحن في زمان أصبح فيه كل شيء مباح، الحرية، الجرأة، وقلة الأدب أيضا مع الأسف. هذه الكلمات التي سأحكيها اليوم ليست بالضرورة أن تكون شخصية، لكن هي عبرة لكل فتاة تبحث عن الحب، ولكل رجل يبحث عن الإطمئنان.
ذات مرة سمعت كلمة “أنتي تعني لي الكثير” ، هذه الكلمة كفيلة بأن تطفئ نار الغيرة الذي كان بقلبي، كيف لا ومن قالها لي كان أحب الأشخاص إلى قلبي، لكن لم تكن بمعناها الحرفي لم أكشف معنى تلك الكلمة إلا بعد مدة، إستغرقت تقريبا ثلات سنوات للفهم الدقيق ما الذي كان يقصد بتلك الكلمة.
قبل أن أقول كيف فهمت تلك الكلمة، سأروي تفاصيل التي وقعت من قبل، تقريبا في سنة 2016 تعرفت على شاب كان فعلا بدون كذب شخص جميل المظهر، أنيق يعني بمواصفات التي تحلم بها أي فتاة. تبادلنا الحديث وتعارفنا مع بعض واستمر الكلام ما بينا، وفي كل مرة كان يقول أنتي جميلة، أنت رائعة، أنت إنسانة جيدة، من منا عندما تسمع هذه الكلمة ألن تحب هذا الشخص وتعشقه. لكن يبدو فقط أننا كنا نرى المظاهر الخارجية ولا نعلم بالنوايا أبدا، بعد مضي سنتين أصبحت العلاقة غريبة نوعا ما، يمكن القول أنه تجاوزنا بعض الخطوط الحمراء، تلك الخطوط التي سأدفع ثمنها فيما بعد.
في سنة 2018، يتغير تفكيري من هذا الشخص، ليس نفس الشخص الذي رسمته في مخيلتي، وليس نفس الشخص الذي كنت أسجد طالبة من الله أن يجمعني بيه، لن أنكر كنت أحبه أكثر من نفسي لكن مع ذلك كنت دائما أردد لو كان شر أبعده عني ياربي.
في هذه السنة بالضبط إكتشفت أنني فقط مجرد متعة لا أكثر ولا أقل، مجرد سد فراغ لشخص ييحث عن زوجة أخرى ولا يرغب بإكمال حياته مع من تكلم معها، شيء أكيد فمن كانت تكلمه لأكثر من مرة في اليوم، وتنتظر رجوعه من العمل لتكلمه بالليل وتسهر معه لمجرد أنه طلب منها لا تنامي إبقي معي، فعلا من سيرغب بفتاة مثلي.في هذه السنة تعرف هو على فتاة وأصبح يرغب بفعل المستحيل للزواج بيها لأنه في نظره فتاة رائعة لا تعوض، آه نسيت شيء عندما تعرفت عليه في سنة 2016 لم يكن بأي علاقة مع أي فتاة فمن كان يحبها أثناء دراسته الجامعية تزوجت برجل أخر لأنه كان غني وهو كان فقير،المهم عندما تعرف على تلك الفتاة شعرت بشي بداخلي كأنها جمرة نار على قلبي، سألته هل هناك شيء، لم يخبرني بل إستمر بالكلام معي كأنني لست بإنسان، تكلمي معي وهو كان يخطط لزواج من أخرى، فعلا لم أتحمل واجهته بالأمر لأنني كنت أشعر بأن هناك شيء وفعلا كانت الصدمة أخبرني أنه يتعرف على فتاة أخرى. ما جعلني أعيش أزمة نفسية سيئة كيف لهذا الشخص أن يقوم بالكلام معي وفي نفس الوقت يخطط لزواج من أخرى، لم أستطع أفهم الأمر آنذاك، لأنني كنت فقط لسد فراغه. عندنا نتعرض للغدر بطريقة سيئة لا يتبقى لنا سوى البكاء، والبكاء في الخفاء لكي لا يعلم من يحيط بنا بما عشنا. إستمر الموضوع تقريبا أشهر ليرسل لي رسالة (س) "كيف حالك وحشتني جدا" عندما رأيت تلك الكلمة نسيت ما فعل بي وقلت يمكن أنا التي كنت سيئة في حقه، سأعطيه فرصة أخرى لكن كان هناك جانب من قلبي كان يمنعني من هذه الخطوة لأنني سأندم، لم أسمع لقلبي فأنا رغبت فقط بأن أكون برفقته مرة أخرى لأنني أحببته فقط.
بعد سنة تقريبا أكتشف فقط أنني فعلا كنت متعة لهذا الشخص وأنني لست شيء يحارب من أجله، فعند تعرفه على فتاة أخرى لأنه كان يضمن هذه المرة بأنه سينجح وسيتزوج بيها، فهي أيضا بيوم من الأيام كان لها حبيب. يبدو أن القدر مرعب نوعا ما، فحين يقال لك القلوب تجد من يشبهها كنت أكذب هذه المقولة، حتى رأيت صورهم مع بعض، فعلا أصبحو يشبهو بعض، لن أكذب لن أقول أنني لم أبكي ، لا فعلا بكيت لن أنسى ماعشت وما سمعت لن أنسى أن بيوم من الأيام دخل شخص لحياتي ولعب بيها كيف ما أراد، لن أنسى أنني كنت فقط لوقت فراغ ففعلا عندما ترغب بمعرفة شحص معين، إعرف ما يتمناه لنفسه الأول، فما تمناه لنفسه لم يتمناه لي أبدا، بل تمنى لي حياة من حرام فقط ولكن الله اختار لي حياة بعيدا عنه.
عندما نرغب بأن نحب يجب أن نحب من يتمنى الخير لنا قبل نفسه، لكل إمرأة إختاري خليل قلبك بدقة، ولكل رجل لا تلعب بالبنات وتتسلى ومن تم تبحث عن أخرى فنحن لم نخلق للمتعة ولا لسد الفراغ، فحواء خلقت من ضلع أدم.
نحن الآن في سنة 2022، لم أستطيع عيش حياتي بشكل طبيعي، لم أرغب بإدخال أي شخص كيف ما كان لقلبي مرة أخرى، أصبحت إنطوائية ومنعزلة عن الناس. حياتي بدون معنى ففعلا أدفع ثمن خطئي فقط، ثمن ثقتي العمياء بمن لا يستحق. أؤمن بمقولة الحب يأتي مرة واحدة، مرة واحدة فقط، فمن مثلي أخطأت لا تستحق أن تحب من جديد بالنسبة لي جروح القلب لا تشفى أبدا، كل شيء يذكرك بالماضي كأنه ساعة منبه تنبهك من كل شيء وكل ما يحيط بيك، فنحن في زمن تحرر من كل القيود لكن لابد من ضبط المعدات في بعض الأحيان لكي لا ندفع ثمنها مستقبلا.