أمير الانتقام  : عاد بعد سنوات وانتقم من أصدقائه وحبيبته في واحدة من أبشع عمليات الانتقام الرجالي في التاريخ

أمير الانتقام : عاد بعد سنوات وانتقم من أصدقائه وحبيبته في واحدة من أبشع عمليات الانتقام الرجالي في التاريخ

0 المراجعات

 

خانه أصدقاؤه الذين طالما وثق بهم، تخلت عنه حبيبته التي كان يعشقها حد الجنون، تعرض لمحاولات قتل، لكن القدر كتب له حياة جديدة، وذلك حتى يعود من بعد سنوات وينتقم من الجميع فردا فردا. 

 

بداية أطوار الحكاية

وقعت أطوار هذه الحكاية الأليمة، في فترة حكم الملك لويس الثامن عشر، وبالضبط في الفترة الموالية ليوم 24 فبراير 1815، وهو اليوم الذي غادر فيه نابليون بونابارت منفاه في جزيرة إلب، حيث كان ينقسم المجتمع الفرنسي وقتها إلى قسمين : أنصار الملكية وأنصار نابليون.

في تلك الفترة، كان "بيير بيكو" وهو بطل قصتنا والذي سوف يتحول فيما بعد لبطل أشهر قصة انتقام رجالي في العالم، شابا في الـ 19 من العمر، وكان يعمل بحارا، وقع بيير في حب فتاة غنية جدا، ورائعة الجمال، أحبها كثيرا منذ النظرة الأولى وهي كذلك بادلته الحب فيما بعد، قررا بعد فترة قصيرة الزواج، وكانت أحلامهما المستقبلية كبيرة جدا.

كان لبيير ثلاثة أصدقاء يثق فيهم كثيرا، هم : شوبيرت، سولاري ولوبان ، حيث أن صداقته بهم امتدت منذ الطفولة، أخبرهم عن قرار الزواج بحبيبته الحسناء، وهنا تغير كل شيء، حيث اشتعلت الغيرة في قلبهم جميعا، فكيف له وهو الفقير أن يتزوج من فتاة جميلة جدا وغنية؟ وما زاد من سوء الأمر هو أن أحد أصدقائه يحب الفتاة نفسها، وهي لم تكن تبادله هذا الشعور، وهنا بدأ الحقد عليه يكبر، فكان القرار بضرورة الوقوف ضد هذا الزواج ولو كلف الأمر التخلص منه نهائيا. 

 

الوشاية الحقيرة

كانت الخطة بأن يدخل السجن، حيث أبلغ الشبان الثلاثة، السلطات الفرنسية بأن بيير هو جاسوس لإنجلترا، ففي هذه الفترة كانت الصراعات السياسية بين إنجلترا وفرنسا، مشتعلة للغاية، وكانت هذه التهمة لوحدها كافية للقبض عليه لمدة سنوات حتى من دون دليل ولا تحقيق، بالنظر لحجم المشاكل بين البلدين. كان بيير وقتها في سفينة "الفرعون" متجها نحو مارسيليا، بغرض الارتباط رسميا بحبيبته الشابة الحسناء مرسيديس هيريرا، ولم يكن يعلم وقتها ما يخبؤه له القدر بسبب حبه لفتاة رائعة الجمال مثل مرسيدس.

كانت الشرطة بانتظاره، ثم اعتقاله واقتياده إلى سجن بمنطقة بشمال إيطاليا والتي كانت وقتها مستعمرة فرنسية، صرخ بيير بأعلى صوته أنه برئ، لكن لم يثق به أحد، أدخلوه الزنزانة، فغرق في وحدته واليأس من المستقبل.

 

القس الإيطالي الونيس والأنيس

 في نفس الزنزانة، كان هناك معتقل آخر وهو قس إيطالي صالح اسمه " فاريا "، الذي أصبح ونيسه وأنيسه في ضيق السجن، هذا الرجل الصالح، كان ذو علم وفير وخبرة كبيرة في الحياة، على الخصوص فيما يتعلق بالطبقات الراقية والمجتمع المخملي، لقد علم بيير أشياء كثيرة وأخبره بأسرار كثيرة عن عالم الطبقات الراقية، بحيث ساعده على استرجاع الأمل في المستقبل والحياة ككل. 

 لكن للأسف أن القس الإيطالي سوف يموت، لكن قبل وفاته أخبره بسر سوف يغير حياته تماما، أخبره بسر وجود كنز في منطقة بميلان الإيطالية وأعطاه وصف المكان بالضبط.

 

الهروب من السجن وفصول الانتقام

 مرت أربعة عشر عاما، وبيير بيكو في الأسر، وكلمات ونصائح القس فاريا تدور في رأسه، وطبعا وصف مكان الكنز، الذي يجب أن يعثر عليه.

 بعد كل هذه السنين، تمكن بيير أخيرا من الهرب، وذهب إلى ميلانو الإيطالية التي أخبره عنها القس، وفي المكان نفسه عثر على الكنز، ليتحول من سجين إلى أثرى أثرياء زمانه. اتجه بعدها إلى مارسيليا ليبحث عن حبيبته التي كان يعتقد أنها لازالت في انتظاره، ليكتشف أنها تزوجت من صديقه بعد فترة قصيرة من سجنه وأنجبت منه ولدا وبنتا، وبعد أن جمع خيوط كل ما حصل معه سابقا، فهم أن سجنه كان خطة من أصدقائه، وأن ما حصل معه كان مكيدة خبيثة منهم، وهنا قرر الانتقام من الجميع.

غير بيير إسمه وتحول إلى تاجر كبير، فتضاعفت ثروته، وفي الوقت نفسه، كان يراقب أصدقاءه السابقين جيدا، وهكذا كان انتقامه:

  • صديقه الأول شوبيرت قتله بالرصاص
  • صديقه الثاني سولاري، قتله مسموما حيث وضع له السم في العشاء
  • أما صديقه الثالث لوبان، الذي تزوج من حبيبته، فقد كان انتقامه منه عسيرا للغاية، حيث جعل بيير يخسر كل شيء قبل أن يقتله

 لوبان كان قد أنجب ولدا وبنتا من زوجته، التي هي في الأصل حبيبة بيير السابقة، فبدأ الانتقام منهما، حيث أن الابنة وضع في طريقها لصا محتالا وجعلها تقع في غرامه، بحيث جعلها تقتعد أنه من النبلاء، تزوجا وبعد الزواج، أبلغ بيير عنه الشرطة فماتت البنت من الصدمة بعد معرفتها بالأمر وبأنها كانت متزوجة من محتال.

أما الابن، فقد وضع في طريقه عددا من أصدقاء السوء، جعلوه منحرفا ومجرما بالتدريج، حتى تورط في عملية سرقة، وهنا أبلغ بيير عنه الشرطة، فألقي القبض عليه.

وحان الوقت على لوبان، فبعد أن جعله بيير يخسر أبنائه، خسر أيضا مطعمه الذي أحرقه، وبالتالي انتقم بيير كذلك من حبيبته السابقة التي ماتت بحزنها وحسرتها. وبعد أن أحرق مطعمه، واجه بيير لوبان بنفسه، وذكره بما فعله به سابقا، تواجه معه وقتله بالسيف.  

 

رواية الكونت دي مونت كريستو

هذه القصة، تسجلت في ملفات البوليس الفرنسي، بحيث اضطلع عليها الكاتب الفرنسي "ألكسندر دوما" الذي حولها بدوره إلى رواية فرنسية شهيرة، عنوانها "الكونت دي مونت كريستو"، والتي أثارت هوس الملايين عبر العالم، حيث تحولت قصة انتقام بيير من أصدقائه وحبيبته إلى كل ما قد يخطر ببالك من الأعمال الفنية والأدبية، وفي عالمنا العربي، ثم تحويلها إلى فيلمين شهيرين، هما أمير الانتقام بطولة أنور وجدي وأمير الدهاء بطولة فريد شوقي.

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

21

متابعين

6

متابعهم

3

مقالات مشابة