الأميرة أولغا  : أحرقت بلدا باكمله انتقاما لزوجها

الأميرة أولغا : أحرقت بلدا باكمله انتقاما لزوجها

0 reviews

 

هل يوجد في الحياة ما هو أقسى من انتقام امرأة انكسر قلبها بمقتل زوجها وحبيبها، الوجع هنا يكون كبيرا والحزن أكبر لكن الانتقام حتما يكون عظيما للغاية.

التاريخ الإنساني، مليء بقصص عشرات السيدات اللواتي انتقمن للرجل الذي أحببن، وكان الانتقام بالفعل عسيرا، لكن يبقى انتقام الأميرة أولغا هو الأشد على الاطلاق.

 

فمن هي الأميرة أولغا؟

 

الأميرة أولغا، شابة فائقة الجمال، من أصل بلغاري، امتازت بين قبيلها بشعرها الأشقر الطويل الحريري، لمحها الأمير إيغور أمير كييف، خلال زيارته لقريتها فأحبها وأحبته من أول نظرة، لم يتردد في خطبتها، وهي وافقت على الفور، فكان الزواج السعيد، الذي أثمر ابنهما الوحيد سيفاتسولاف، الأمير ايغور والاميرة اولغا وابنها شكلوا أسرة صغيرة سعيدة ومستقرة، إلى أن جاء ذلك اليوم الاسود من العام 945م، حين تغير كل شيء، وانقلبت سعادة الأسرة فجأة إلى تعاسة شديدة تبعها انتقام شديد، لازال التاريخ يذكره إلى اليوم، بكونه أشد انتقام امرأة لزوجها.

 

اغتيال الأمير إيغور

 

ما حصل هو أن قبيلة توجد بشرق أوربا تدعى قبيلة الدريفليان، كانت تشتهر بتربية الحمام وإنتاج العسل، كان يفرض عليها الأمير إيغور دفع إتاوات مقابل حمايته لها، وبعد أن ضاق درعها بالإتاوات التي يفرضها الأمير، وبتهديداته لها، خططت القبيلة لاغتياله وهذا ما كان بالفعل، حيث ثم اغتياله بطريقة وحشية.

ففي سنة اغتياله، فرض عليهم دفع الإتاوة مرتين، وهو الامر الذي أثار غضبهم، ورفضوه تماما، وكان هذا الامر هو النقطة التي أفاضت الكأس، حيث قرروا التخلص منه نهائيا.

قام بعض رجال القبيلة باختطافه وربطه بين شجرتين جعلوهما تنحنيان، بعدها قاموا بإفلات الشجرتين، مما جعل جسده ينشطر إلى جزأين.

 

حزن الأميرة أولغا 

 

بمقتل الأمير إيغور، اعتقدت قبيلة الدريفليان، أنهم أخيرا سوف يرتاحون من بطشه ومن دفع الاتاوات له، لكن ما لم يحسبوا حسابه، هو الذي كان من بعد، فقد وصل خبر مقتل الأمير إلى زوجته الاميرة، التي كانت تحبه حبا شديدا، دخلت الأميرة في دوامة حزن شديدة، رافقها غضب شديد، بعد معرفتها بالطريقة البشعة التي مات بها زوجها، تولت الأميرة أولغا الحكم بعد مقتله، بالوصاية على ابنهما، ليبدأ الجزء الموالي من فصول القصة والذي كان عنوانه الأبرز انتقام زوجة لزوجها.

 

بدية فصول الانتقام

 

تولت الأميرة أولغا الحكم بدل زوجها، ما جعل أمير قبيلة “الدريفليان” وكان اسمه الأمير " مال " يطمع في توسيع حكمه بالسيطرة على قبيلة كييف، ولهذا فقد فكر في الزواج من الأميرة أولغا.

قام الأمير مال بإرسال عدد من خيرة رجال قبيلته الي قبيلة كييف بغرض خطبة الأميرة أولغا، 

لكن الأميرة الذكية أمرت بدفنهم أحياء، وأرسلت للأمير “مال” خطابا تقول فيه أنها قبلت الزواج منه، وهي تستأذنه أن يبقى رجاله عندها بضعة أيام، حتى تحسن إليهم، وتكرم وفادتهم، وأيضا لكي ينشروا خبر زواجها بين أهالي قبيلتها تمهيدا لهم لهذا الأمر، بعد فترة قليلة من موت زوجها.

 وفي المرسال كذلك، كتبت أنها وقبل الزواج، وجب أن تقيم عزاء مهيبا لزوجها، ولهذا الغرض فقد طلبت منه أن يرسل لها، أقوى جنوده وأفضل رجاله حتى تتباهى بهم بين أهالي قبيلتها.

 قبل الأمير " مال " طلبها وكان سعيدا بقبولها الزواج منه، وبالفعل فقد بعث لها حوالي 5000 آلاف رجلا من خيرة رجالها وأقواهم، وعندما وصلوا إلى قبيلتها، رحبت بهم ترحيبًا شديدًا، أطعمتهم أشهى المأكولات، ثم حبستهم في قلعتها وأمرت بإحراقهم أحياء.

 

 

وصول الخبر إلى أمير الدريفليان

 

وصل الخبر للأمير، وفطن بسرعة إلى خطتها الانتقامية، غير أن الأميرة أولغا كانت أسرع مه، ولم تمنحه فرصة للرد، حيث كانت جاهزة هي وجنودها لتنفيذ الجزء التالي والأخير من الانتقام، فبعد أن قتلت أفضل جنوده في قبيلتها، قامت هي وجنودها بغزو قبيلة  “الدريفليان”.

حاصر جنود أولغا القبيلة، استعدادا لتنفيذ الشطر الأخير من الانتقام.

 

الجزء الأخير من الانتقام

 

قام سكان قبيلة الدريفيليان بالتوسل إلى الأميرة حتى تتركهم أحياء، في مقابل إعطائها كل إنتاجهم من العسل، فوافقت وأخبرتهم أنها سوف تتركهم أحياء، لكن في مقابل أن يحضروا لها مع العسل، 3 حمامات من كل منزل حتى يتذكر أهل “الدريفليان” ما فعلته “أولغا” بساداتهم بعد أن قتلوا زوجها “إيغور "، قبل سكان القبيلة بهذا الطلب الذي اعتبروه طلبا بسيطا جدا. لكن مالم يخطر بالهم، أن هذا الطلب، كان هو الجزء الحاسم من خطتها الانتقامية.

بالفعل أحضر الأهالي الحمامات الثلاث من كل منزل، وبعد تسليم الطيور للجنود، قاموا بربطها جميعها بقطعة قماش مغموسة في الوقود، ومربوطة بخيط طويل بعض الشيء في أقدام الحمام، ثم أطلقوهم كي تعود كل الطيور إلى بيوت أصحابها، هذه البيوت المبنية جميعا بالأساس من الحطب والخشب، فاحترقت جميع بيوت قبيلة الدريفليان، وكانت نهاية الانتقام.

 

 مع ذلك، بقيت الأميرة أولغا وجنودها في جنبات القبيلة، حيث كانوا يقتلون كل الهاربين من النار، فيما الفارين الذين نجوا من الحرق والقتل، ثم إلقاء القبض عليهم من بعد، وتحويلهم جميعا إلى عبيد.

وبالتالي أصبحت الأميرة أولغا، بطلة أشد قصص الانتقام النسائية في التاريخ، في سبيل الحب.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

21

متابعين

6

متابعهم

3

مقالات مشابة