اسطورة صندوق باندورا
أزيكم يا شباب
كلنا سمعنا عن pandora box، وأتعمل بالأسم دا أفلام، وممكن كمان أتذكر في روايات.. لكن إيه هي قصة صندوق باندورا في الميثولوجيا الأغريقية؟؟
يلا نبدأ ونعرف سوا...
(باندورا) في الميثولوجيا كانت أول أمرأة علي وجه الأرض وهنعرف بدايتها جت ازاي.
أمر زيوس هيفاستوس أن يُشكّل مرأة جميلة، أعطت لها أثينا قوة التحمل والقدرة على الأبداع، وأعطت لها أفروديت (ألهة الحب) سحراً جذاباً طبعاً.
وبما إن زيوس موجود، يسكت ويتفرج؟ أكيد لأ...
أمر هيرمس أن يعطيها صفات الفضول والشك (لسبب ما... بل سيد الأسباب)
بس خلينا نسأل سؤال مهم فايتنا
ليه من الأول الآلهة أنشأت باندورا؟؟
هقولك ليه.. لكن بعد ما تجهز كوباية الشاي وتظبط قعدتك
كان فيه عملاق أسمه (بروميثيوس) حارب في صف الألهة ضد العمالقة. بروميثيوس شخصية ذكية وعنده نظرة للأمور مختلفة، والمميز أنه كان حكيم من حكماء التايتن، وعنده القدرة علي التنبؤ بالمستقبل.
(زيوس) أعطى بروميثيوس وأخوه (أبيمثيوس) مهمة خلق الحيوانات والبشر، وفي وقت ما (أبيمثيوس) كان بيشكّل حيوانات كتير، وأعطاهم مميزات كتير، كان (بروميثيوس) بيشتغل ببطئ، وبالتالي أخوه استهلك كل الموارد وأعطى للحيوانات قدرات أحسن وقدرة بصرية أحسن، وكمان جسد مغطي بالفرو علشان يحميهم من البرد.
ده خلى (بروميثيوس) يشفق على البشر، فلجأ إلى زيوس يطلب منه مساعدته.
زيوس شاف إن (بروميثيوس) بيحب البشر بزيادة ومتعاطف معاهم، بعكس نظرته هو نفسه ليهم، لأنه كان عايزهم دايماً ضعفاء وخائفين علشان ميجيش يوم وينقلبوا عليه.. ودايماً يقول عن البشر: "أنهم ليسوا بحاجة إلى العلم والمعرفة والمواهب، لأنها ستجلب لهم الشقاء والتعاسة فقط.
لكن بروميثيوس شايف عكس كدا تماماً، وشايف أن زيوس بدأ يخرف ومجنون.
يعمل ايه بقا؟؟
بدأ يسرق الهبات والعطايا والعلوم من الألهة ويعطي للبشر..
غضب زيوس من بروميثيوس وقام بتحذيره فقط بدلاً من عقابه.
لكن
بروميثيوس لم يهتم بالتحذير
وقام بسرقة قبس من النار وأعطاه للبشر علشان الدفء في برد الشتاء، وده لأنه كان بيحزن علي موت كثير من البشر في البرد، فقرر أن يعطيهم النار يستأنسوا بيها.. ومع الوقت البشر استخدمت النار أحسن.. وبدأ سيل من الأختراعات والتقدم البشري. وفي وقت قصير كان الفن والحضارة والثقافة تغزو الأرض.. ولذلك غضب زيوس غضباً شديداً أهتز له جبل الأوليمب، وقرر عقاب بروميثيوس على الأثم الذي أرتكبه، واستدعى هيفاستوس سيد الحرفيين، وطلب منه أن يصنع سلاسل قويه حتى يقيّد بها بروميثيوس على صخرة في جبال القوقاز.. وكل صباح نسر عملاق بيجي ينهش كبده، وفي المساء بينموا له كبد جديد ليستمر عقاب بروميثيوس الأبدي.
كان بروميثيوس يتلقى عقابه متماسكاً سعيداً، لأن البشر يعيشون حياة سعيدة، وكمان مش دا السبب الوحيد..
فاكرين لما قولنا أنه قادر علي التنبؤ؟
بروميثيوس كان عارف أنه هيجي أحد الأبطال من أبناء الآلهة ويخلصه من عذابه، وأنه سيأتى من نسل زيوس من يقتله ويتولى الحكم من بعده، لتكون نهاية زيوس.
طبعاً زيوس كان هيحصله حاجة لما عرف كدا، وعرض على بروميثيوس حريته مقابل إخباره بالنبوءة، ولكن بروميثيوس رفض.
وزيوس غِضب غَضب أشد وقرر عقاب البشر جميعاً اللي بيحبهم بروميثيوس (كالعادة البشر ضحية)
وهنا هنرجع بقى ل باندورا.. وبما إن زيوس أراد معاقبة البشر، فأعطاها صندوق أسمه (بيثوس)، وغير مسموح لها بفتح الصندوق..
هرمس رسول الألهة أخذها إلى شقيق بروميثيوس وقال له أنها زوجته وهدية من الألهة.. وعلى الرغم إن بروميثيوس كان نصح أخوه من فترة أنه ميقبلش أي هدايا، لكن هيهات.. جمالها كان خطف قلب أبيمثيوس.
وعاشت باندورا مع أبيمثيوس، لكن الفضول اللي أتزرع جواها مقدرتش تروضه، والشك تمكن منها ولازم تفتح الهدية (وياريتها ما فتحتها.. بس هي مشيئة زيوس)
فتحت الصندوق وفجأة بدأت تشوف جميع الأمراض اللي تعرفها ومتعرفهاش، والمشقات اللي أخفتها الآلهة للبشر في الصندوق وخرجت منه..
كانت باندورا خائفة، لأنها رأت كل الأرواح الشريرة تخرج أمامها، وحاولت إغلاق الصندوق بأسرع ما يمكن...
لكن للأسف، لما قفلت الصندوق كانت قفلت على الأمل
وبكده أنتهت قصة صندوق باندورا في الميثولوجيا.. الصندوق اللي جلب للعالم البشري الحزن والأمراض، وسلب منهم الأمل.
دمتم بخير دائما