المقال الثاني - الحرب العالمية الأولى

بعد مقتل الإرشيدوق

بعد مقتل الإرشيدوق كانت تلك الفعلة في نظر إمبراطورية النمسا أكثر من جريمة, فقد كان تحدياً لمركز الإمبراطورية النمساوية كدولة عظمى, فقد كان أساساً قد بدأ هذا المركز في التدهور في السنوات الأخيرة. وقد كان ذلك بمثابة إنتصار للوطنيين في الصرب.

المانيا

وقد كان هناك دولة أخرى تترقب أي فعل أو غدر كي تشعل نيران حرب ما وهي .. المانيا. وقد كان الجيش الألماني في أوج عظمتة في تلك الفترة.

ومن وجهة نظر الواقع فهو أن فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية كانت قد استحواذتا على رقاع واسعة من الأرض تحت إستعمارهما, وقد رأى الألمان أن لهم الحق في الإستحواذ على بعض من هذة الفرائس وساعدتهم دكتاتورية قيصرهم في ذلك.

إمبراطور المانيا غليوم الثاني

حال الدول العظمى في تلك الفترة

كما يرى المؤرخون كان هناك تناقضات, حيث كانت تلك الفترة تشهد توترات بين الدول العظى إذ زاد التوتر بين تلك القوى ويرون أن إندلاع الحرب كان نتيجة محتومة. ولكن كان التوتر في تلك الفترة أقل حدة مما كان علية قبلها. فبريطانيا وفرنسا كانتا على وئام في تلك الفترة إذ تم إخفات حدة المنافسة في قوة الاسطول البحري. وحتى فرنسا كانت تسير نحو نسيان الماضي والتصادف مع المانيا.

كما كان يرى رجال الصناعة الألمان أن المانيا ستغدو أقوى دولة في أوروبا عن طريق الإزهار الإقتصادي وحدة, وبذلك نسوا أو تناسوا في الظاهر أن التناقضات بين مطامح الدول الاستعمارية(ودولتهم منها) لا تتحمل فترة سلام طويلة. 

النمسا ومتاعب في صربيا

كان حكام إمبراطورية النمسا والمجر قد لاقو متاعب كثيرة في صربيا, فقرروا اتخاذ موقف أكثر صلابة والتفتوا نحو حليفتهم المانيا ينشدون موافقتها على خطتهم, فوافهم القبول في الخامس من يوليو وطمأنهم وليم الثاني إمبراطور المانيا ومستشارة بتمان أن بلادة ستساندهم إذا حاولت روسيا تأييد الصرب والوقوف بجانبهم.

وقد تمهل النمساويين أول الأمر حتي يتأكدو من وجود علاقة وثيقة بين اغتيال الإرشيدوق وبين تشجيع حكومة صربيا على ذلك أو تدبير مؤامرة الإغتيال ذاتها. ولكنهم لم يجدوا ما يشير الى ذلك فقامو بتوجيه انذار لصربيا في 23 يوليو بنية اذلالها.

وقد قبلت صربيا ذلك الإنذار , الا أن هذا لم يرض حكام الإمبراطورية فانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الحكومتين ثم عقبها اعلان الحرب.