حب..كفصول الحياة..بلا انتهاء

حب..كفصول الحياة..بلا انتهاء

0 المراجعات
 

رصيف الانتظار

مشى على طول الطريق المؤدي الى بيتها في آخر الشارع ..

كانت أعمدة الإنارة الخافتة توحي بأن الزمن ينتهي..كانت تتوسل..مثل عينيه الرماديتين..

عرف أنها المرة الأخيرة..كان القمر يتوارى

خلف الغيوم ..والجو الخريفي يشتت الذكريات..ذكريات لاتموت ولكن تصير ضبابية…وربما تطير من الذاكرة قسرا..مثل أوراق الشجرالمتمسكة بالغصن ..حتى الرمق الأخير..

وصل إلى مكانه المنشود..تحت شجرة الياسمين التي طالما وقفا تحت أغصانها

يقطفان الحب.. والوعود..

طال انتظاره..

سمع صوتا من بعيد..انها هي..

هل تعرف كيف تقرأ خطوات..كان يقرأ وقع أقدامها..

أتت كالربيع الصاخب بكل أنوثتها الطاغية

وكأن حلمه صار حقيقة..كان يطير من الفرح لوجودها ولو لمرة أخيرة

كل لقاء ببنهما..كان الأخير…كان الوداع..

كيف لكل وداع…أن يكون الأشد حزنا..

وهل سيكون الوداع الأخير..

كيف لهذا الفرح الطفولي ..واللقاء العاصف..أن ينتهي..

لا نهاية..

ودعها بكل مايليق بالوداع 

ولكن

في نهاية الشارع..كانت تلوح كطير هرب من غابة محترقة..وكان قلبه يحترق..

 

في آخر الليل..ولما نام القمر وغفت النجمات الماسية في لجة السماء السوداء كان يقف عند النافذة المضيئو يرمق الشارع الساكن بعتب وأسى ..لم يكن يرى..وكان يرى خيالها كيفما التفت..

ربما هو نوع من الهوس..ربما أصيب به دون أن يدري..

عاد لمرة أخيرة يراقب ظلها النائم كطفل ..بهدوء وسكينة..

ترى من أين تأتي فكرة وتسكننا..

هل نعيش أم نحن أيضا مجرد أفكار وخيالات في عيون  أحبتنا..

قد نمر بالبال..ف نحيا..أو نختفي ك ضوء مارق..ك نجم احترق..نراه وقد لا يكون موجودا بعد الآن..

أشعل سيجارة ووقف من بعيد يراقبها

تاره تراه..وتاره تتجنب نظراته المستفزة

لم يعلم أنها أيضا كانت تتابعه..كيف يحملها إلى الشاطئ وكانت تظن أنه في لحظة مت سيرميها للأعماق وتبتلعها الأمواج..وتارة يرافقها على طول الرصيف

تحت عريشة الياسمين..يراقبها عن كثب ويرتب فستانها عند الكتفين..ويلبسها طوق الياسمين..ثم يعود بها لللبيت..

هل كان حقا يحبها كما أحبته..

وهل في يوم ما سيهوى فكرة أخرى..

فيركنها على الحائط الأسمنتي البارد ..

بلا دفء أنامله وألوانه الزيتية..ثم ينتقل الى فكرة أخرى..

هل ستكون آخر لوحاته..أم أن هوس الفنان بلا نهاية

في نهاية الخريف..كان المعرض..

أتى الرسامون من كل البلاد..

وكانت تتصدر المعرض مبتسمة بألوانها الزيتية..وكان يقف إلى جانبها..

وتحت اللوحه مكتوب..

اللوحة ليست للبيع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

9

followers

14

followings

30

مقالات مشابة