قصة قصيرة / الكوكب الموحوش

قصة قصيرة / الكوكب الموحوش

0 المراجعات


#الكوكب الموحوش...!
قال  في ناد ضم الثلاثة الكبار : لي ثلثا الحصة من كل شيء  .. فأنا القوي وصاحب البطن الكبرى واليد الطولى على سطح هذا الكوكب الذري؛
قال الثاني أنا موافق ما دام لي النصف من الثلث المتبقي من الحصة؛ وقال الثالث وانا موافق .. ما دام لي الثلث .......،!
قال الكبير : عملية رياضية خاطئة... انا أعلم أنكما متساويان في الذكاء والخبث مع فارق ملحوظ في الضراوة ..ولكن لا تنسيا يا صديقاي أنه لا بد من تسوية حصة الوحش الصغير!.. الربع من الثلث المتبقي قليل في حقه  .. أرى أن يتم شطر الثلث على ثلاث ....اتفقنا...كل إلى كهفه.. مع السلامة 
وفي ذلك المساء اجتمع الوحش الثاني بالثالث.
- القسمة ضيزى يا صديقي وأخونا يستعرض علينا عضلاته في ازدراء تام لنا .. أنا الثاني بعده قوة! .. ومن غير العدل ان تكون حصتنا متساوية مع من هم أقل منا شانا!..
- لماذا لا تضع يدي في يدك ونقضي عليه! وننعم بالحصة كلها .؟! 
- وما يضمن لي أنك لن تفكر بعد القضاء عليه في الغدر بي والاستفراد بالغنيمة؟!
- يا غبي أنت أقربهم إلي وتربطنا علاقة مصاهرة .كما أنه ليس من مصلحتي القضاء عليك؛  وحتى إذا افترضنا أنك.........
- دعني أفكر وأرد عليك....
دعا الكبير الوحش الصغير لاجتماع طارىء 
- إنهما يتآمران علينا .. اصح وكن على بال!
- أنا معك ..وسترى كم هو سهل أن تخون وكم يعسر الوفاء! ..
- وأنا سازود لك حصص التموين والعتاد .. ولكن إياك ثم إياك أن تفكر في .......ستدفع الثمن غاليا...مفهوم. إذن اتفقنا
وما دام لكل حكاية أسرار ... فالحقيقة أن الوحش الكبير لم يكن ينتوي ان يسمن الوحش الصغير بأكثر من اللازم ما دام يفكر في سرطه متى سنح له الظرف بذلك ...ولكن ليس قبل القضاء على الوحشين بعد عزلهما عن بعضهما .. وهي خطوة ليست باليسيرة ...!
 انتهى إلى علم الوحشين أن الوحش الصغير قد وضع يده في يد الكبير : الحقير يطمع في ارباء الحصة على حسابنا..
. لماذا لا نحاول استمالته..؟! ربما أفلحنا في جره إلى صفنا بعد التأثير النفسي عليه.. 
- أنت كبير مثلنا ولست عبدا حقيرا كما يصفك سيدك..! أعلن انضمامك وعش سيدا .. تحالفك معنا ضربة قاضية للكبير..وبهذا سنأكله !.. ههههه  ..وبعدها ستضاعف حصة كل منا ..
- كلام جميل ... و لكن ما يضمن لي أنكما لن تأكلاني قبل أن يأكل أحدكما الآخر! .. هههه.. أعتذر أنا لا استطيع .. لكن أعدكم أن الريح لن تهب من جهتي ما دمتم تحترمون حق الجوار ..
علم الوحش الكبير بالاجتماع السري.. استدعى الوحش الصغير على عجل :
عيوني رصدتك مع الأعداء.. أنت تلعب بالنار .. ومن يلعب بالنار لا محالة تحرقه...!
- لا تقلق يا زعيمنا .. أنا أناور فقط ..! ..وبما وأن تأمين المصالح من قطاع الطرق واللصوص عمل يتطلب الكثير .. فكان لزاما تحري الحذر..
في الحقيقة إن العرض الذي قدم لي من الوحشين مغر جدا وأحسبك تعلم هذا !.. لكن مصلحتي فوق كل اعتبار!.. وهي تقتضي أن أكون الآن في صفك؛ ما دمت الأقوى والأصلح ..
وما قولك في الوحش الخامس ! معضلة أليس كذلك؟!!
ضحك ضحكة هستيرية .. ذاك وحيش ليس كبيرا ليخيفنا وليس صغيرا يؤمن جانبه!..وإذا شئت ابتلعناه أو شئت سمناه للأيام النحسات.
- كيف ؟
يجب ألا تنسى يا صديقي أنه من بنات افكارنا.. وهو في كل الأحوال طوق أمان لنا ما دام القفل والمفتاح في يدنا...ولذلك لزم تقريبه وقص أجنحته من حين لآخر حتى لا يطير وينقبنا...وأرى إذا استحسنت الرأي أن تتنازل عن الربع ... و تقسم النصف المتبقي على أربع.. أي الربع لكل مسكين .. 
- ماذا ؟! ولكن أنا العضنفر هنا!..وهل يليق  بي أن أقدم تنازلات هكذا وبهذه السهولة ..إلا ترى أن في الأمر خطرا على وجودنا..خطوة كهذه قد تعجل بسقوطنا!
- لا تجعلني أشك في أنك الكبير!... هي خطوة محسوبة عدا ... ومن منا لا يطمع في سرط الآخر .....القسمة الجديدة ستثير حنق العلجين الغريمين..وسيقولان مع نفسيهما :
ما من حل سوى إزاحة الوحش الخامس من الطريق  ...
- ولكن ما أدرانا؟! فربما غدر بنا وتحالف معهما؟! وما الذي يضمن عدم امتداد نيران الحرب بينهما إذا نجح المخطط لتحرقنا جميعا؟!...
..- احتمالات واردة جدا... ولكن باعتقادي أننا الأقوى..والزغلول أقرب إلينا منهما ولن ندعه يقع في شركهما...سندعمه في حرب استنزاف لهما ..يعني حربا بالوكالة ..وبالنهاية إما الطاعة أو الفناء..!
- أنت ذئب يعتمد عليه .. والذئاب في هذا الزمن قليل
- خادمك مكره لا بطل  ...
انصرف الآن و أرى أن تراقب الوضع والتحركات جيدا مع التأهب التام لكل السيناريوهات الممكنة ... !
انتهى اللقاء ولم تنته الحسابات .......!
______________
بقلمي : محمد أبو الفضل سحبان 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

8

followers

9

followings

17

مقالات مشابة