رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٢

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٢

0 المراجعات

اقترب أبي مني قليلاً و بكل هدوء  أخذ مني الكتاب الذي كان عبارة عن مجموعة ترانيم من أجل المسيح قام بعمله زملائي الطلبة في المدرسة في إحدى المسابقات الدينية التي أجريت بين الطلبة في الفصول المختلفة، ثم قام بتصفح بضع صفحاتٍ منه ثم وضعه علي السرير و جلس بجانبي و ضمني إليه قائلاً بهدوء شديد:
مريم .. أعلم أنكِ في عزلة عن والدتك التي دائماً لا تجد الوقت الكافِ لرعايتك و تهتم فقط بالمظاهر في حياتها الخاصة و أصدقائها في النادي و أنشطة المرأة في الجمعية المنضمة إليها إلي آخر ذلك، كما أن أختك الكبري متزوجة و تقيم في أستراليا منذ سنوات، و تعلمين أيضاً أنني أحبك جدا و أخاف عليكي من أقل الأشياء، و أعلم كذلك أنكِ تُحبين أصدقائك المسيحيين جداً و تتخذينهم أخوة لكي  و تحبين عاداتهم و تقاليدهم و لكنك لا زلتي صغيرة ربما لا تدركي أو تعي ما تقرأيه .. تلك ترانيم تخصهم .. صلوات يقومون بها و يأدونها من أجل ديانتهم، فلا يجب أن تقرأيها بإستمرار، عليكي أن تقومي بقراءة القرآن، و الحديث، و كتب التفسير، ذلك هو دينك، ربما من حقك أن تطَّلعي و تكوني علي معرفة و لكن ما تقومين به ربما يذهب بكي إلي طريق لن تدركي نهايته إذا لم أقم أنا بتوجيهك و إرشادك إلي الصواب ..
كنت أنظر إلي أبي بحنان جارف و أنا أستمع لكل حرف ينطق به و ما إن انتهي فوجدت عيني تتعلق بعينه أكثر و أنا أقول في لهجة واهنة ضعيفة للغاية:
هم يستمعون إلي القرآن أيضاً يا أبي، و مع ذلك فأطمئن، فنعم أنا أبلغ عقداً واحداً من العمر و لكن تربيتك لي جعلته عقوداً، ...
نظر إلي أبي و هو يربت علي كتفي قائلاً:
لن تضرك لكن تأثرك بها قد يضر ....
و صمت برهة ثم قال:
أريدك أن تنالي قسطاً من النوم، فغداً أعدك بأن ذلك المختل الذي صفعك لن يكون له وجود في المدرسة....
ابتسمت لأول مرة منذ عودتي من المدرسة بعد ذلك اليوم الصعب و قبلته التي طبعها علي خدي كانت كافية لتنسيني الدنيا و ما فيها، فقلت له في حنان جارف:
حاضر يا أبي، ثم ابتسمت مرة أخري و أنا أقول له:
أحبك كثيراً، فلم يعد لي غيرك في تلك الحياة، فأنت الأمن و الأمان أولاً و أخيراً، فلا تقلق فأنا بخير ...
ابتسم لي و هو يغادر غرفتي متوجهاً إلي غرفة نومه، فجلست ارتب أشيائي بينما دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و بينما كنت أجلس وحدي أعاني من بعض القلق و التفكير فيما حدث و ما قد يحدث غداً و تري ماذا سيفعل أبي مع ذلك المدرس، أعلم أن لأبي أصدقاء كثيرين مسيحيين و مسلمين و علي علاقة بمسئولين و شخصيات رفيعة المستوي و أن هذا كفيل بنسف ذلك الحقير من المهنة أصلاً، و لكن لا  أعلم لماذا ينتابني شعور من الخوف و جسدي يسري به قشعريرة و تحتويني برودة شديدة احاطت بي وفي نفس اللحظة يتصبب عرق غزير علي جبيني واذا بي أذهب الي الحمام و أغلقت الباب عليَّ و ينتابني شعور من الدوار فأجلس علي حافة حوض الاغتسال و أضع يدي علي وجهي وفجأة وبدون مقدمات أشعر بأحد يقف خلفي مباشرة ثم أشعر بيد كبيرة تتحس شعري و فجأة إلتفت بكل جسدي  فوجدت ....

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة