رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٨

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٨

0 المراجعات

ذات يوم كنت و اختي بالكنيسة، و كنت قد قررت أنا أعرفها بفادي و أصارحها بما بيننا، و حدث ذلك فعلاً و أخبرتها بأمره، و قد فرحت كثيراً بذلك، و أصرت أن يقوم بزيارتنا علي إعتبار أننا سوف نكون أهل عما قريب، و بالفعل قام بزيارتنا، و قد صارح اختي بأنه يريد الزواج مني و أنه سيأتي مع أهله لطلب ذلك بشكل رسمي إذا ما وافقت أختي علي ذلك ..
كانت نيفين أختي الكبري و تبلغ من العمر ٤٢ عاماً و لم تكن تزوجت و بعد وفاة أبي و أمي كررت أن تكرس حياتها كلها لنا و لأخي الذي قرر أن يهاجر و يتركنا مكتفياً بإرسال مبلغاً مالياً كل شهر ليعيننا علي العيش، و كانت أختي تعمل في محل ملابس حتي يظل البيت مفتوحاً، فحقاً أنها مثال للتحمل و الصبر فلم أري في تحملها و صبرها، و أسعدني أنها أبدت ترحيباً في ذلك و بلا تردد و لكنها أصرت أولاً أن تراسل أخي فلابد هو الأخر أن يعلم و أن يوافق و بعد ذلك يتم إتمام الموضوع ....
بعد يومان كنت قد ذهبت لشراء بعض اللوازم للبيت، و عندما صعدت إلي شقتنا استقبلتني أختي بإبتسامة خفيفة و أخبرتني بأن فادي بالداخل، فأستغربت أنه لم يخبرني بقدومه و أنه قد أتي لزيارتنا من نفسه، و حينما رأيته ابتسم لي و قال:
أهلا .. مريم .. أردت أن أفاجئك .. لقت أخبرت أهلي بأمرنا و وافقوا و ....
قاطعته بشئ من الحدة قائلة: 
لما لم تخبرني بقدومك؟ .. ذلك لن يغير من مبدأ المفاجأة أعتقد.

 

صمت قليلاً ونظرت إليّٙا أختي و حملت ملامحها شيئاً من الإرتباك، قبل أن تقول: 
لا توجد مشكلة يا مريم .. أنا أختك الكبري و قد أتي يخبرني بذلك بإعتباري مسئولة عنك، و أراد أن يفاجئك و ..
و استأذن فادي أن يغادر، و بالفعل لم أستوقفه حتي و تحولت إلي أختي قائلة:
مهما كان لا يصح أن يأتي رجل غريب إلي البيت دون وجود كلانا، أنا أخاف عليكي و أعتقد أنك تخافين عليا أيضاً.
ابتسمت نيفين قائلة:
بالفعل معك حق، و لكنك كنتي جافة معه، رغم أنه أتي ليخبرك بأن أهله قد وافقوا علي خطبتكما، ألم يفرحك ذلك؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة و انا أجيب:
بالعكس .. سعادتي لا توصف .. و لكن .......
حتي تأمني كلام الناس من حولنا .... و صمتُّ برهة ثم تابعت حديثي:
و عموما سوف أتصل به ليتفهم موقفي و لكنني متأكدة أنه قد فهم كلامي و ما أعنيه و أقصده ....
دخلت إلي غرفتي و بدلت ملابسي، و جلست علي طرف فراشي و قمت بالإتصال بفادي و لكنه لم يجيب ..
مرة .. اثنتان .. ثلاثة مرات .. عشرات المرات و لكنه لم يرد، شعرت بالقلق و الذنب .. تري هل كلامي أغضبه؟ بالقطع لا .. فادي يتمتع بعقل كبير و لا بد أنه قد تفهم موقفي و أنني لم أقصد إحراجه قطعاً ....
مر يوم بعد يوم .. أسبوعان مرا علي ذلك الأمر دون أن أعلم عنه شئ، حتي قداس الأحد لم يحضره فسألت عنه أبونا القس بولس منكاريوس عسي أنه قد يعلم شيئاً بأمر فادي، فسألني أبونا:
لما السؤال يا بنتي، أيهمك امره؟
تفاجئت بسؤاله و لكنني وجدتني أخبره عن فادي و عن العلاقة التي تربطنا و أنني لا أعلم عنه شيئاً طيلة أسبوعين كاملين و ......
و فاجئني أبونا بما لم أكن أتوقعه ....
علي الإطلاق ....

تعابتا

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة