رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٢

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٢

0 المراجعات

#رَوَتْهُ_راهِبة      

الحلقة ١٣

   لم أكن أتخيل أن ثلاثون دقيقة فقط هي كل ما كان يحتاجه أبونا بولس ليعبر بي محطة مهمة جداً في حياتي و مرحلة من أحرج ما يكون من مراحل عمري،
و دون حتي أن أسأله كان و كأنه قارئاً لأفكاري شاعراً بي بالفعل، فكان يجيبني و يخبرني بما يجيش به صدري و يمنحني علاجاً روحياً يمنحني القدرة علي تحمل مُر ما يخبرني به ....
كان فادي قد ذهب إلي أبونا بولس بالفعل ليعترف بأنه علي علاقة بفتاة تدعي مريم علم بعدها أبونا أنني أنا تلك الفتاة، لكن ما لم أكن أتخيله أن فادي حسب روايته أمام أبونا كان علي علاقة بأختي نيفين و ذلك قبل زيارته الأولي أصلاً و التي طلبني فيها للزواج من أختي، و كانت تلك صدمة كبري بالنسبة لي، فمتي؟ و كيف حدث ذلك؟ ....
لعل تكريس نيفين لحياتها لبيتها و أختها قد أنساها نفسها و عمرها الذي أمضته هكذا دون وجود علاقة عاطفية تحرك تلك الخشونة التي قد امتلكتها و تحيي تلك المشاعر المدفونة بداخلها و التي لم تظهر علي السطح الا برؤيتها لفادي و الذي كان لا يزال علاقته بأختها في بدايتها ....
فجذبتها وسامته و شخصيته التي جعلتها تسأل نفسها عن سبب تضحياتها كل تلك الفترة من عمرها دون النظر إلي نفسها و لو مرة واحدة تستسلم فيها لذاتها و رغباتها فكانت تلك المرة كفيلة لأن تدرك أنها حمقاء و لا شك ....
و أعترف فادي لأبونا أن نيفين أغوته و أظهرت له ما يكفي لأن يضعف أقوي الرجال أمامه، إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً لنسيانه مريم و حبها، و لم يكن يدري ماذا يفعل فهو لا يستطيع أن يخبر مريم بأمر أختها، و لا يستطيع أيضاً مقاومة ضعفه، و أما نيفين كان كل ما يشغلها أن يقترب فادي منها أكثر و أكثر و رغم علمها بإستحالة إقامة علاقة شرعية معها، و التناقض الرهيب بين ما تفعله و بين حبها الشديد لأختها الصغيرة مريم، فقد وافقت فوراً علي خطبة فادي و مريم و من ثم يتثني لها الإستمرار في ذلك الطريق المجهول الذي رسمه لها شيطان اليأس و الحرمان و الإستسلام الذي سيطر عليها و تملكها حتي النخاع.
أما فادي فقد أخبر أبونا بضعفه أمام خطيئة علي وشك إرتكابها، و لا يدري ماذا يفعل تجاه مريم التي تحبه و لا تعلم بأمر أختها شئ و هل حقاً يخبرها؟...
ربما يخسرها للأبد إذا أخبرها بأمر كهذا غير أن ذلك سيكون بمثابة صدمة كبري في أختها حينما تكتشف أنها  علي علاقة بحبيبها..
و بعدها صلي فادي صلاة الإعتراف و انتظر لليوم التالي و أني الكنيسة ليلتقي بأبونا بولس و قد أخبره أنه لا يستطيع التحمل أكثر من ذلك و أنه سيخبر نيفين بإستحالة إستمرار علاقتهم و أنه سيضحي بحبه لمريم و سيختفي من حياتهم حتي لا يكون سبباً في حدوث مشكلة تعد بمثابة كارثة و خراب بين الأخوين ....
و يبدو أنه ذهب يومها ليخبر نيفين بذلك و لسوء الحظ لم أكن موجودة و كنت ذاهبة للكنيسة من أجله، و يبدو أن نيفين لم تستسلم لما قال، و ......
و حدث كل شئ في لحظة ....
لقد كانت نيفين كما رأيتها يومها في البيت تتزين بشكل ملفت و كانت في قمة أنوثتها و تألقها ....
و أتخيل فادي حين رؤيتها  ....
ضعف و انهار أمامها ....
و حدث كل شئ بينما كنت خارج الغرفة ….
قد كان ذلك مؤلم
قمة الألم ..

تابعونا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة