رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٤

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٤

0 المراجعات

إلي أن جاء يوماً قررت أن أتخلي عن كل  شئ في حياتي الدنيوية أصلاً و إتخاذ الطريق الذي نصحني به أبونا بولس و لم  أكن - أفضل أن أسلكه مباشرة وقتها، و لكنه لم يخبرني و ترك لي حرية التفكير، و ها أنا الأن قد سئمت كل شئ بعد مرور عشر سنوات علي حديثنا هذا، و يبدو أن الثلاثين عاماً و هي عمري في الدنيا وقتها كانت كافية جداً لأتركها و أختار حياة أخري .. حياة أبدية .. حياة مع الرب وحده .. هي الباقية و الخالدة للأبد و ما دونها في زوال و لا شك، و حينما اتخذت قراري هذا كان أبونا بولس مستقبلاً له بترحابٍ شديد فلقد فعلت الأصح في عمري و ما كان يجب فعله مبكراً علي حد قوله و .....
اخترت حياة الرهبنة و لم أكن أعلم أني سأذهب إلي ما سوف يعيد إلي أذهاني ذكريات أليمة ....
ذلك الدير في الساحل ....
حادث الأوتوبيس و ....
و موت مريم ....

_________________________________________

       أزعُم و أني و بعد ثلاثة عقود مرت من عمري في تلك الدنيا لم أرتكب خطايا في حياتي تستوجب كل ذلك العذاب الذي أشعر به و تلك الصدمات التي تتوالي علي حياتي التي قد سئمت منها و صرت ناقمة عليها بعد كل ما رأيت الأمر الذي جعلني أهتدي في النهاية إلي إختيار الرهبنة كحياة لي إلي أن يختارني الرب و تصعد روحي إلي أمجاد سماءه و لتكن مشيئته و ما سيختاره لي إلي أن يحين موعدي معه سأكون به راضية عن طيب خاطر ..
اصطحبني أبونا بولس إلي ذلك الدير الموجود في طريق الساحل بالأسكندرية، و حينما وصلنا توقفت قدمي عن الحركة تماماً رغماً عني و أعتصر الألم قلبي حينما توقفت أمام البوابة الخاصة أتذكر بشاعة ما حدث يومها، و ما هذا القدر الذي اختار المكان ذاته لأذهب إليه مرة أخري و بكامل إرادتي لأحيا هناك إلي الممات ....
حقا لقد تفنن جبروت القدر في كسري و تحطيمي فجعل من بنت الثلاثين مجرد فُتات و حطام هشة و ....
و لكن من منا بلا خطيئة؟
حقاً من؟
يُروي أنه كانت هناك جماعة متشددة  قبضوا على امرأة متلبسة بخطيئة، فأحضروها إلى المسيح عليه السلام ليروا حكمه عليها، وكان في حكم الشريعة يجب رجمها، لكن المسيح بسماحته قال لهم:
«من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر»
وعندما خرجوا وبقي يسوع قال لها: «أما أدانك أحد؟»
فقالت: «لا يا سيد»، فقال لها: «ولا أنا أدينك، اذهبي بسلام ولا تخطئي أيضاً».
و قرأت عن موقف مشابه لذلك مر علي محمداً رسول المسلمين، تجلت أيضاً فيه سماحته ....
و هؤلاء الرسل بشر .. و السماحة صفة الرب و الرب أعلي منهم جميعاً فنظرت إلي حالي و قلت:
انا بلا خطيئة حتي الأن، و رغم ذلك لم يتسامح معي الرب و قدره لم يرحمني رغم أن بشرك و الذي انت وحدك من صنعهم يتسامحون.
ها أنا أمامك .. لم أخطئ .. و أنت ربي .. أقف أمامك علي أعتاب حياة كل ما أرجوا منها أن أحيا بجوارك ....
إلهي ....
قد إبتليتني ....
ها أنا راضية بذلك ....
لا تتركني لعذابي ....
أري عجائب قدرتك فليس لي سواك ....
أنت حبيب نفسي أبداً أنت من أريد ....
أسجد أمامك إلهي أعترف بك ملكي ....
ها هي حياتي في يديك إفعل بها ما تريد ....
تعال و املك قلبي فكم أتوق إليك ....
ترنّم لك شفتاي و أحبك للأبدية ....
تنحني لإسمك كل ركبة ويعترف كل لسان ....
إسمك يسوع خلاصي أردده في كل حين ....
أنا الأولى و الأخيرة ..
أنا المبجلة و المحتقرة ..
أنا العذراء و المغتصبة ..
أنا الملكة و العبدة ..
أنا المومس و القديسة .. 
أنا الشهوة والعفة .. 
انا كل ما تراه الأن قد جئتك فأحيني من جديد أو خذني إليك و ......
و لم أنتبه لنفسي إلا و الدموع تنهمر من عيني و لم تعد قدماي تحملني و ....
و انهرت تماماً بين يدي أبونا ....

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة