رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٥

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٥

0 المراجعات

إلهي ....
قد إبتليتني ....
ها أنا راضية بذلك ....
لا تتركني لعذابي ....
أري عجائب قدرتك فليس لي سواك ....
أنت حبيب نفسي أبداً أنت من أريد ....
أسجد أمامك إلهي أعترف بك ملكي ....
ها هي حياتي في يديك إفعل بها ما تريد ....
تعال و املك قلبي فكم أتوق إليك ....
ترنّم لك شفتاي و أحبك للأبدية ....
تنحني لإسمك كل ركبة ويعترف كل لسان ....
إسمك يسوع خلاصي أردده في كل حين ....
أنا الأولى و الأخيرة ..
أنا المبجلة و المحتقرة ..
أنا العذراء و المغتصبة ..
أنا الملكة و العبدة ..
أنا المومس و القديسة .. 
أنا الشهوة والعفة .. 
انا كل ما تراه الأن قد جئتك فأحيني من جديد أو خذني إليك و ......
و لم أنتبه لنفسي إلا و الدموع تنهمر من عيني و لم تعد قدماي تحملني و ....
و انهرت تماماً بين يدي أبونا ....

فقدت الوعي لبضع دقائق قليلة و حينما فتحت عيني وجدتني جالسة علي الأرض أمام بوابة الدير الرئيسية و أمامي أبونا بولس يناجي يسوع مُرنِّماً من أجلي و نظر إلي عيني مباشرة قائلاً بمنتهي الهدوء:
نصيحتي لكي حينما ندخل إلي الدير أن تتعرفي على الأمور الرئيسية بالداخل و علي جميع الراهبات، كما تتعرفي على نوع الحياة هناك، و عليكي أن تدركي هل تناسبك هذه الحياة أم لا؟
عليكي أيضاً أن تكشفي لهن إشتياقك إلى الرهبنة، لتعرفي هل سيقبلك الدير أم لا؟  و إن قيل لك لا، حاولي أن تعرفي السبب، و علي الرغم من إني أب اعترافك، الا أنه لابد و أن تأخذي الإرشادات من أم الدير.

ارجو أن تكوني متفهمة ما نحن مقبلون عليه و مدركة تلك المرحلة المهمة جدا من حياتك تمام الإدراك
و لزاماً عليكي الإعتياد على بعض الأمور التي تصلح للحياة في الدير  كحفظ المزامير والصلاة بها، كذلك التدرب على التسبحة وألحانها، و على بعض الفضائل مثل الهدوء والتواضع وعدم الغضب وعدم الإدانة.
و لابد من أن تتأكدي تمامًا من قدرتك -بنعمة الله- على حياة البتولية، وعدم الاشتياق إلى الأمومة، و الإلتزام بالعفة، و العفة يُقال أنها خرافة في أيامنا لكن إذا أردتي أن تعيشي كراهبة مسيحية فعليكي أن تكوني ملح الأرض ونور العالم، فلا بد للملح والنور أن يكونا نقيين صافيين، (أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقوِّيني)، فالعفة ليست كبتاً، لان كل من يقرأ الإنجيل يعرف تماماً أن العفة هي ملء الحب، حب الخالق وحب الإنسان، صورة الله المدعو إلى التأله.
و إذا تقرر دخولك الدير يحسن - إن كنتِ موظفة - أن تحصلي على أجازة بدون مرتب لمدة سنة مثلًا،  حتى تحتفظي بخط الرجعة، إن لم تقدري على الاستمرار وتركتي الدير، أو أخرجوكي بسبب أخطاء معينة، و في حالتك هذه فلم تمر سوي فترة قصيرة علي تركك وظيفتك و بين إختيارك لتلك الحياة الجديدة و لولا قناعتي بأنك أحسنتي الإختيار و التفكير ما كنت لأسايرك في كل هذا أبداً.
و يكفي شعورك أن العالم قد مات في قلبك تمامًا، ولم تعد تجذبك إليه أيّة رغبة، ولا تربطك به أية رابطة إلا خدمة الكنيسة أو العواطف العائلية.

و أقر أنا أب اعترافك على رهبنتك، دون ضغط مني عليكي، و أتمنى أن يوافق الدير على قبولك، وليكن الرب معك، فصلي ليكشف الرب لكي و .......
و أختاري .....

اختاري بعناية و من دون أدني ضغط 
تلك آخر فرصة للإختيار ....
يمكنك التراجع الأن ...
إذا أردتي..

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة