باروخ زكي مزراحي: من ملفات الجاسوسية ج١

باروخ زكي مزراحي: من ملفات الجاسوسية ج١

0 المراجعات

من هو باروخ زكي مزراحي، موضوع المقال؟
-باروخ زكي مزراحي يهودي مصري، ولد بـمحافظة القاهرة عام 1926 م، وكان والده زكي مزراحي واحداً من تجار الدخان، في شارع كلوت بك، وكان ثرياً إلي الحد الذي سمح له بإلحاق ابنه باروخ بمدرسة الفرير، قبل أن يتوفي عام 1933 م، إثر إرهاق شديد في العمل.. وعلي الرغم من وفاة الوالد، راحت أم باروخ تعمل بجد و بلا كلل، لتوفر لأبنائها حياة قريبة من تلك التي وفرها لهم والدهم، واشتهرت بين جيرانها بأنها خياطة بارعة تتقاضي أجراً يتناسب مع مهارتها وذوقها الرفيع، بحيث نجحت في إلحاق باروخ في سبتمبر 1940 م بمدرسة الفرير الثانوية، المعروفة باسم مدرسة القديس يوسف، وحصل منها علي شهادة التوجيهية، من القسم الأدبي عام 1944 م، والتحق في العام نفسه بكلية التجارة جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1948 م، وتخصص في المحاسبة..
في نفس عام تخرجه، عمل باروخ في شركة كونزلز لاستيراد المعلبات والمحركات، ثم انتقل في عام 1950 م للعمل في شركة بخكو للأدوية والأدوات الجراحية، وظل يعمل فيها لمدة عشرة أشهر، انتقل بعدها للعمل مدرساً، في مدرسة الأقباط الكبري الثانوية، لتدريس اللغة الفرنسية، وكان عمله ينتهي فيها في الرابعة عصراً، حيث يعمل حتي المساء في شركة سمسرة، تحمل اسم دانيال نبياه وشركاه..
وأصبح باروخ موظفاً ثرياً، بالمعني المعروف في تلك الأيام، يقطن شقة أنيقة، تحوي كل متطلبات العصر، ويرتدي أفخر الثياب، ويتعطر بأغلي العطور، ويكفل أمه وشقيقته إيفيت وشقيقه ماير، وكل شيء يسير معهم علي خير ما يرام.
ولكن فجأة حدث له ما قلب حياته رأساً على عقب ، وغيّر مجرى تفكيره تماما !!

■ كان هذا في شتاء عام 1955، عندما إلتحقت فورتينيه الفاتنة الشقراء بنفس المدرسة، التي يعمل بها باروخ، وأصبحت زميلته في العمل.. ومنذ اللحظة الأولي، التي وقع فيها بصره علي شعرها الذهبي وابتسامتها الساحرة، غرق باروخ في غرامها حتي النخاع، وراح يتقرب منها في لهفة واضحة، وهي تسمح له بالاقتراب إلى حدود مدروسة، ثم تصده وتمنعه عن الاستطراد في حنكة وصرامة، تمتزجان برقة وإغراء يفتنانه، و يخلبانه لبه وصوابه، حتي إنه عرض عليها الزواج.. كان يتوقع منها الشعور بالمفاجأة، أو الخجل، أو حتي إشاحة رقيقة بوجهها، ولكن ما فعلته كان مدهشاً للغاية..

 لقد تطلَّعت إليه لحظة بابتسامة ظافرة، وتألق الزهو في عينيها واضحاً، ثم لم تلبث أن حوَّلت كل هذا إلي ضحكة مجلجلة، تموج بالانتصار والخيلاء، وعلي الرغم من هذا، فقد رفضت عرضه ؛ لأن عائلتها كلها قررت الهجرة إلي إسرائيل.. وعبثا حاول إقناعها بالبقاء في مصر مشيراً إلي أن كليهما يتمتع بوظيفة ممتازة، ووضع مالي جيد ولكنها تشبثت برأيها، وحسمت الأمر بأن الوسيلة الوحيدة هي أن يهاجر هو أيضاً إلي إسرائيل.. أو يفترقان تماماً..

● وتحت ضغط الحب والهوى ، أقنع باروخ أمه بالهجرة لاسرائيل ، وحملها رغما عنها إلى السفينة التي حملتهما إلى ميناء بيريه الفرنسي ومنه إلى ميناء حيفا في الأراضي المحتلة.


■ وهناك، في قلب إسرائيل، راحت الصدمات تتوالي.. كانت الصدمة الأولي هي أنه سينتقل مع أمه، للعيش في كيبوتس (مستعمرة) معجان ميخائيل حيث تعمل أمه في حياكة الملابس، ويعمل هو فلاحاً أجيراً.. والصدمة الثانية هي أن حياته في أرض الميعاد، لم تكن تساوي ذرة من حياته في مصر، إذ أن أجره كان يكفيه بالكاد، ليعاني شظف العيش، ويجد مأوى متواضعاً، ويتناول ثلاث وجبات أشد تواضعاً..

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

309

متابعين

635

متابعهم

119

مقالات مشابة