قصة الحية والمنشار

قصة الحية والمنشار

0 المراجعات

تقول الحكاية:َّ 

إن حيًة دخلت إلى دكان النجار في الليل، تتسلل في الظلام لتبحث عن الطعام ،
َ وكان النجار قد اعتاد أن يترك أدوات النجارة على الطاولة، ومن ضمنها المنشار ، وبينما كانت الحية تتجول في المكان هنا وهناك ،  والظالم دامس، لا تستطيع رؤية أي شيئ .


َمرت بجسدها الطري فوق المنشار،
مما تسبب لها ببعض الجروح الخفيفة، وسال الدم حول فمها ، شعرت بالخوف ولم تدرك مايحصل ، فظنت بغباء أن المنشار يهاجمها ، وتيقنت أنها ميتة لا محالة ، حينها قررت أن تقوم بردت فعل قوية ورادعة فأرادت أن تُدافع عن نفسها ، فاتجهت نحو المنشار  ، وعضت عليه بكل قوتها ، ونفثت  سمها فيه، فجرح فمها .


ْ فاعتقدت أن المنشار عدو متربص بها،  وقررت شن الهجوم الأخير ، على قاعدة (علي وعلى أعدائي )
ْ فقامت ً بلف نفسها حوله محاولة ُ خنقه وعصره انا عصرت إلا نفسنا "حسب معتقداتها وأوهامها" وكما تفعل مع فرائسها عادة،
ْ فتقطعت وماتت!


وفي صباح اليوم الثاني ، جاء النجار ووجد المنشار وبجانبه الحية ميتة ليس لسبب إنما بسبب غضبها واستعجالها واوهامنا ومعتقداتها الخاطئة.

image about قصة الحية والمنشار

  • ٍ فالمغزى والدروس واالعبر المستفادة من القصة:
    ☆   أن أول جرح كان مجرد حادث،
    وكان على الحية أن تكمل طريقها، ولا تلتفت إليه، 
    ْ في اللحظة التي اعتقدت فيها أن المسألة شخصية،
    أخذت تُحارب في معركة خاسرة،
    وكثيرون منا يتعاملون مع الحياة بمنطق الحية مع المنشار،
    ٍ يأخذون كل شيء على أنه مسألة شخصية، ليس مجرد حادث عابر!

  • ☆وان في الكثير من الأوقات  نغضب ونتعجل الحكم على الأمور بدون دراية كافية وبدون ان نقيم الوضع التقيم الافضل مما يترتب على ذلك الاستعجال والغصب اصدار أحكام خاطئة تعود علينا بالمردود السيئ وربما على من يحيطون بنا أيضا.

فلحظة الغضب والاستعجال هذه تجعلنا نظن أن الجرح الذي قمنا به للآخرين كنا ندافع به عن أنفسنا، لكن ندرك بعد فوات الأوان ، أننا لا نجرح إلا أنفسنا.
الحياة في كثير من الأحيان تحتاج إلى تجاهل.. تجاهل احداث ، تجاهل اشخاص ، تجاهل افعال ، تجاهل اقوال ، تجاهل تصرفات .
فيجب علينا أن نعود أنفسنا على التجاهل الذكي فليس كل أمر يستحق أن نقف عنده !”
فنقوم بردة فعل قاسية دون تقكير مسبق في الأمر وما قد يترتب عليه من مخاطر قد تضرنا ،أو ربما تقتلنا !


☆وأن ليس كل ما يجري حولنا موجه ضدنا، واوهامنا قد تحمل لنا الهلاك أحيانا وعندما نريد أن ندافع عن وجودنا علينا أولا أن لا نخسر وجودنا .
فالله سبحانه وتعالى خلق الناس من ماءٍ وطين. بعضهم غلب ماؤه طينَه، فصار نهراً.. وبعضهم غلب طينُه ماءَه.. فصار حجراً .

image about قصة الحية والمنشار

رزقنا الله وإياكم الحكمة في الأمور كلها 
قال الله تعالى " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " صدق الله العظيم   الآية( 269 ) من سورة البقرة.

وفي النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم من الحكاية ونرجوا متابعتنا حتى يصلكم كل جديد ومفيد .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

3

followers

4

followings

8

مقالات مشابة