عملية الظرف الأسود من ملفات المخابرات العامة

عملية الظرف الأسود من ملفات المخابرات العامة

0 المراجعات

بعد هزيمة 67 كانت المخابرات الاسرائيلة “الموساد”تعمل بكل جد للحفاظ على الانتصار الذى حققه الجيش الاسرائيلي على جميع المستويات بعد احتلاله جميع اراضي سيناء وفلسطين واجزاء من سوريا وذلك بجمع المعلومات وتجنيد الجواسيس العرب خاصة المصريين .

فى ذلك الحين كان الموساد يركز على جمع المعلومات السياسية والاقتصادية والرأي العام فى مصر بعد نكسة 67 وقد اكدت التقارير المخابراتية الاسرائيلية بان هناك حالة من الاحباط العام لدى الشعب المصري وحالة من الانتقاد الواسع على قيادات الجيش المصري كونه هو المسئول الاول عن الهزيمة باستخدامه قرارات الانسحاب الفوضوية التى ادت الى هذه الكارثة

فى هذه الاثناء كان الرئيس عبد الناصر قد بدأ فى اعادة تكوين الجيش من البداية سواء فى القادة او المعدات العسكرية التى ضاعت ودمرت فى حرب 67 وبدأ بالفعل مايسمى بحرب الاستنزاف فى الاول من يوليو 1967 بمعركة رأس العش.

فى تلك التوقيت انتشرت قلة من اصحاب النفوس الضعيفة من المصريبن كانت فريسة سهلة للموساد الاسرائيلي بسبب انتقادهم الدائم للنظام فى مصر حتى قبل الهزيمة وكان من ضمن هؤلاء شخص يدعى منير عبد الغنى كان يعمل صحفيا فى احد الجرائد المصرية وقد تم فصله من الجريدة بسبب سوء سلوكه وتعديه على رؤساءه فى العمل فأضطر منير عبد الغنى للعمل كصحفى متجول لصالح عدة جرائد الى انه شعر بأن هذا العمل لايجدى نفعا فسافر الى ايطاليا قبل النكسة وعمل مصور صحفى حر هناك قبل النكسة بشهر .

بعد النكسة عاد منير الى مصر لتصوير الاحداث فى سيناء بعد الحرب وسافر بعدها الى ايطاليا ليكمل عمله كمصور حر .

فى هذا التوقيت كان الموساد الاسرائيلي منتشرا بشكل كبير فى دول اوروبا ليراقب الشباب العربى هناك ويرصد رد فعلهم عن الحرب الاسرائيلية العربية.

وفى احد سهرات منير عبد الغنى مع صديق له فى احدى الكازينوهات فى ميلانو بايطاليا تحدث منير مع صديقه هذا عن الاوضاع فى مصر وكان ينتقد مصر بشدة فسمعت الحديث احدى الفتيات التى تعمل فى الموساد وكانت هذه هى بداية تجنيده عندما تعرفت عليه بعد ذلك واقنعته بالعمل مع الموساد بهدف تصوير الجبهة المصرية ورصد جميع التحركات هناك كونه صحفيا مقابل راتب شهري كبير .

لم يتردد لحظة منير عبد الغنى فوافق على طلبها وبالفعل تم تجنيده وتدريبه على يد احد ضباط الموساد على جمع المعلومات والتصوير السري.

وقد تم تدريب منير بالفعل على اعلى مستوى ولكن طلب منه ضابط الموساد بأن بعد تصويره للجبهة يقوم منير بوضع فيلم التصوير داخل ظرف اسود خاص لحماية الافلام الموجودة بداخله وفى حين اكتشاف منير من خلال المخابرات المصرية وعند فتحهم للظرف يتم احتراق الفيلم بسبب تعرضه للضوء وبالتالى يصعب معرفة ماذا كان يوجد على هذه الافلام.

رصدت المخابرات المصرية تحركات منير بسبب ذهابه المتكرر الى الجبهة وهناك لاحظت المخابرات بأن شخص ما يتسلل فى توقيتات مختلفة ويقوم بالتصوير فتم رصده ومراقبته فى البداية وقد لاحظت المخابرات ايضا انه كثير السفر خارح مصر فقامت المخابرات المصرية بتكثيف الرصد وتشديد المراقبة  عليه داخل وخارج مصر.

 تأكدت المخابرات المصرية من ان منير عبد الغنى يعمل لصالح الموساد الاسرائيلي وينقل لهم اخبار الجبهة والتسليح وتحركات الجيش المصري.

وفى اغسطس عام 1968 تم القبض على منير عبد الغنى فى مطار القاهرة اثناء سفره الى ايطاليا  وأول شئ فعلته المخابرات اثناء القبض عليه هو التحفظ على الظرف الاسود قبل ان يقوم منير بفتحه .

تم التحفظ على منير وتم التعامل مع الظرف بمنتهى الحذر وتم تحميض الافلام الموجودة داخل الظرف فى غرفة خاصة فكانت المفاجئى لرجال المخابرات المصرية حيث كانت تحمل هذه الافلام  صورا حساسة للغاية وفى منتهى الخطورة عن تحركات الجيش فى الضفة الشرقية وصورا لدبابات حديثة وطائرات دخلت الخدمة حديثا وكثير من المعلومات العسكرية الحساسة.

أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأعدام هذا الخائن فورا فى اول 1969 جزاءا لخيانته.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

22

متابعين

128

متابعهم

1

مقالات مشابة