رواية جايلا 2024

رواية جايلا 2024

0 المراجعات

مقدمة :-

تدور أحداث الرواية التي اختلط فيها الواقع بخيال الكاتب بنسبة ٧٠ إلى ٣٠ ٪ حول قصة الشاب يحيى الذي تعرف على إحدى زميلاته في الجامعة، وتحولت الزمالة بينهما لحب كبير ولد من الصدفة.

واستمر حب يحيى الذي ولد صدفة في قلبه لجيلان فترة تزيد عن عامين، لكنه انتهى بالفراق، الذي وصفته في روايتي "جايلا" بأنه كابوس سيعيشه، أو عاش فيه كل شخص لامست قدمه رمال الأرض، لأن علاقات الحب مهما بلغت مكانة عالية في قلوب المحبين، فهي تنتهي بالفراق، إذا لم يكن فراق البعد في الحياة، سيكون فراق البعد للموت.

والجميل في الحب أنه يأتي صدفة دون خطط معقدة من إحدى طرفي العلاقة، وهذا يأخذنا إلى مقولة "الحب اختيار والبعد قرار" لكن الفراق أو البعد بشكل عام ينقسم عندي لجزأين وهما :- 

  • أولًا المخير فنحن في بداية الحب نكون مخيرين في تكملته أو عدم تكملته، وفي النهاية نكون مخيرين أيضًا، ولكن في أتخاذ القرار أو عدم اتخاذه. 

ثانيًا المسير وفي هذا الجزء من الفراق نكون مسيرين، لأن الحب إذا كانت نهايته فراق بموت أحد طرفي العلاقة، فهذا ليست قرار منا ولا اختيار يمكن أن نتخذه، لأنه أمر خارج إرادتنا.

ورغم أن الموت يكون مفجع أكثر من البعد، لكنه يكون أقل قسوة على القلوب من البعد، لأن الموت ألمًا سيزول بمرور الوقت، بينما البعد ضررًا سيصاحب الطرف الأكثر حبًا، سواء استمر الحب، أو انتهى بفراق البعد، وذهاب الطرف الأقل حبًا لحبيب جديد.

الفصل الأول
نقاش القلب مع العقل والحيرة بينهما
 

في عام ٢٠١٨م وبالتحديد في شهر أكتوبر لا أتذكر التاريخ جيدًا لكنه كان يوم أربعاء، جلست في أحد المقاعد وبجواري صديقي "بهجت" في محاضرة للأستاذ الدكتور مصطفى النشار، الذي كان يدرس لنا مادة الفلسفة اليونانية؛ فجمعني حديث ضاحك مع صديقي وبمرور الوقت ملأ ضجيج ضحكنا المدرج، وكانت معنا أيضًا صديقتان لكنهما فضلا الصمت في البداية، ليستمر حديثه معي حتى بدأت المحاضرة.


  • وفي لحظات صمتت جميع الأصوات لسماع شرح الدكتور مصطفى النشار، وفجأة عاد الحديث مع صديقي وعَلا ضجيج صوتنا قليلًا، فوجدنا إحدى الزميلات الجالسات في المقعد الأمامي لنا، التفتت للخلف ووجهت كلمات غاضبة لانفعالها من أصواتنا التي أزعجت كل من جلس على مقربة منا، وبطريقة سيئة وضح عليها عدم الرضا قالت :
    - اخفضوا صوتكم.. فنحن هنا في قاعة للمحاضرات.. وليس في أحد المقاهي..
    فبدا على بهجت غضب شديد من هذه الكلمات وطلبت منه التأني وعدم الرد عليها، كي لا تعلوا الأصوات ونشوش على تركيز زملائنا أكثر، واعتذرت لها.
    وفي حقيقة الأمر، منعت صديقي من الرد على هذه الحسناء، خشية لما سيصاحب رده من أحداث، قد تعرضنا لعقاب كبير من إدارة الكلية، إضافة إلى عدم المجادلة في الخطأ الذي وقعنا فيه، بعدم الصمت احترامًا للمحاضرة وبعض زملائنا.
    ولاحظت أن تلك الحسناء خجلت من ردود أفعالنا التي بدت هادئة، رغم أن هذه الفتاة كانت منفعلة وسيئة السلوك... 
    ومُلئ ذهني بعدد من الأفكار عقب نهاية المحاضرة، منها الاعتذار لهذه الفتاة التي جُذبتُ لها من النظرة الأولى، وفي لحظات ارتاب العقل في تنفيذ أوامر القلب، ودار نقاش قصير بين القلب الذي أراد التقرب من فتاة لا يعرفها، والعقل الذي وقف ضده، لمنعه من تنفيذ هذه الخاطرة غير العاقلة.
    وصادفت هذه الفتاة في عدد من المحاضرات بعد ذلك، فتكررت مناقشات القلب المحب مع العقل المتمرد، حتى تلاشت الرؤية تمامًا بمرور الأيام واحد تلو الآخر.. 
    وشغل العقل بالدراسة فيما بعد، وظل القلب خاليًا من أي شعور كهذا لفترة كبيرة.
    وبعد مرور عام لمح يحيى أثناء جلوسه في كلية الآداب بجامعة القاهرة فتاة شديدة الجمال لا يدري من هي، لكنها سلبت نبض قلبه من النظرة الأولى، حاول القلب من جديد إقناع العقل بأن يبادر بالتحدث معها، لكن العقل دائمًا ما ينتصر فمنعته حكمته من هذه المبادرة، ليتفوق العقل كعادته في مثل هذه المناظرات.. 
    ومضت الأيام وتكررت رؤيته لمن خطفت أنظاره، ويومًا بعد آخر ازدادت رغبته في فتح حديث مطول مع هذه الفتاة تمهيدًا لبدء صداقة جديدة، لكن العقل ما زال واقفًا كحاجز أمام رغبة القلب.
    وظلت رغبته في التحدث معها تراوده كلما رآها بعينهِ، حتى حدث ذلك عندما دق جرس الصدفة وطلبت منه هذه الفتاة مساعدتها قبل إحدى المحاضرات، فوافق يحيى ووقف معها لعدة دقائق من أجل الإجابة على عدد من التساؤلات، وشرح بعض وجهات النظر في أمور دراسية، وفيما بعد بحث عن صديقه بهجت الذي كان يصحبه قبل أن يساعد هذه الحسناء.
    فدار بينهما حوار خال من الضحك، حيث طلب يحيى من بهجت مساعدته كي يتمكن من محادثة هذه الفتاة، وفَتَحَ معه حوار مطول مُلِئَ بالاستفسارات عنها!!.
    ولم يُجيب بهجت على أي منها لعدم معرفته بها، فكان رد فعله النظر ليحيى في تعجب مع كل سؤال يطرحه عليه، فصمت يحيى وقرر العودة لأحد المدرجات، والذي سيحتضن المحاضرة الأخيرة هذا اليوم.
    ومرت أيام تكررت الرؤية فيها أكثر، وكلما واجهتني عيون تلك الجميلة، نادى ثغرها باسمي : كيف حالك يا يحيى.
    وكنت أرد عليها بقليل من الكلمات، وأقف معها من أجل أن نتبادل السلام ويطول الحديث.. ورغم ذلك كانت الكلمات تنتهي سريعًا لشعوري الكبير بالخل منها، لعدم معرفتي بماذا تسمى أو تُلقب أيضًا.. بالإضافة لإعجابي الشديد بها، والذي فشلت كثيرًا في إخفائه، فكان ينتهي بنا الحال بقليل من الكلمات كلما قابلتها، مع إشارة بيدي اليمنى من مسافة بعيدة حتى لا تقترب ويطول الحديث...
    - ورغم أن ذلك عكس ما يريده القلب، إلا أنني كنت أخشى دائمًا مواجهتها... لأنها كانت كالشمس... في صباح الصيف تملأ الدنيا نورًا... وبمرور الوقت يختبئ الجميع منها... ليس نفورًا... ولكن لعدم المقدرة على مواجهتها...
    فكنت أخشى رؤيتها لعدة أسباب منها عدم معرفتي اسمها، وعدم مقدرتي على إخفاء استحساني لوجودها.
    ***
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة