قصة قصيرة للأطفال الاخوة الأربعة
الإخوة الأربعة
في صباح أحد الأيام المشرقة، خرج باسل يلعب في الحديقة المجاورة لمنزله، فرأى أربعة أطفال وحيدين، يجلسون في زاوية الحديقة، يرتدون ملابس غير مهندمة، و سمع أحدهم يقول للآخر: يا أخي أنا جائع لم أتناول الطعام منذ فترة... فذهب إليهم، و ألقى تحية السلام، وقال: أنا لا أعرفكم، و لكنني رأيتكم و أنا ألعب... و أود عرض المساعدة إن كنتم بحاجة لها، تعالوا معي إلى منزلي، فساروا في الطريق لكي يذهبوا معه، و أثناء سيرهم قالوا له: هل والديك بالمنزل، قال: لا، قالوا إذن لن ندخل إلا عندما يعود والديك، ويسمحان لنا بالدخول، سنعود إلى الحديقة و نراك لاحقاً.
بعدما عاد والديّ باسل إلى المنزل جلس معهما وأخبرهما
عن الأطفال الذين إلتقى بهم اليوم، فسمحوا له أن يدعوهم وليتفضلوا لتناول الطعام معاً، عاد باسل إلى الحديقة ونادى الأطفال الأربعة.
عرَّف الأربعة عن أنفسهم إلى باسل، قال الأول أنا اسمي ثري و هؤلاء إخوتي نجاح و سلام و محبة، ونحن لن ندخل مع بعضنا، فاختار اثنين منا ليدخلا أولاً، ثم يدخل الاثنان الآخران، أنا مرتبط بأخي نجاح حيثما يتواجد هو أتواجد أنا، قالت المحبة :اذهب و اسأل والديك من تريدوا أن يدخل أولاً؟ النجاح و الثراء أو السلام و المحبة.
ذهب باسل و قصَّ ما جرى على والديه و سأل والديه من سيسمحون له بالدخول أولاً، فقال الأب: اجعل ثري يدخل أولاً سوف يعم علينا الثراء و قالت الأم اجعل النجاح يدخل أولاً لنكون ناجحين في حياتنا المستقبلية، وكانت أخته جالسة فقالت لما لا نُدخل سلام و ثراء سوف يعم علينا سلام وأمان فقال باسل: لما لا ندخل محبة وسلام ليكون بيننا الحب والود!
بعد نقاش مطوّل أجمعوا على دخول محبة و سلام، وقالوا: اذهب وناديهما، فذهب باسل إلى الحديقة مجدداً، وقال للأخوة الأربعة فلتتفضل معي محبة و سلام، فوقفتا و ذهبتا معه، ولحقاه ثري ونجاح، فتعجب باسل وقال فقط دعوت المحبة والسلام لما تدخلان معهما؟ فقالوا: لو دعوت النجاح والثراء لن يكون هناك سلام ومحبة وسوف يبقيان خارجا، لكن أينما يكونان هما نكون نحن...